تحتضن ميدياتيك "عبان رمضان" بالعاصمة، معرضا للأرشيف خاصا بتاريخ مظاهرات 17 أكتوبر بباريس سنة 1961، يحوي تفاصيل هذه الجريمة، منها الصور الفوتوغرافية والشهادات والكتابات والقصاصات الصحفية وغيرها، تقدّم للجمهور خاصة منه الشباب المرتادين على الميدياتيك، جانبا من هذا التاريخ الذي لا يقتصر فقط على الثورة، بل كذلك على تاريخ هجرة العمال الجزائريين نحو فرنسا، وانخراطهم في النضال، ثم في ثورة التحرير الكبرى. يقام المعرض بتوقيع من المجاهد حميد زناتي الذي اجتهد في استحضار هذا التاريخ الهام بكل تفاصيله. ومن بين ما قدم وثائق تحوي عدد من سقطوا في ميدان الشرف والبالغ عددهم 3957 شهيدا و7745 جريحا، و150 شهيدا و649 جريحا كانوا من ركاب ميترو باريس. فظائع في صور عكست الصور المعروضة مدى فظاعة ما جرى في ذلك اليوم، منها الاعتقالات الهمجية والضرب على الرؤوس، وفرض رفع اليدين ووضعها على الرؤوس بالنسبة للجزائريين الراكبين في إحدى الحافلات، وأغلبهم كانوا من العمال، لتزداد الصورة بعدها فظاعة مع القتل والتنكيل، حيث تسقط الجثث في شوارع العاصمة الفرنسية تباعا، لتسيل دماؤها وتجري جريان نهر السان الشاهد الذي لا يُنسى. ومن الصور أيضا مظاهر القمع خاصة مع فرض حظر التجوال بالنسبة للجزائريين في 5 أكتوبر 1961. ومن ضمن ما تم عرضه صور ومقالات تعرّف بمسار وجرائم بابون، منها مقال بعنوان "لما أراد أن يصفّي جبهة التحرير على الأراضي الفرنسية"، لكن، في المقابل، عُرضت مقالات تؤكد أن ما فعله هذا السفاح كان بأمر من رؤسائه الذين أعطوه الضوء الأخضر. وفي المعرض شهادات ونصوص لمؤرخين كشفوا الكثير من الحقائق بفضل الأرشيف وشهادات من عاشوا، منهم المؤرخ الفرنسي المعروف جون لوك إينودي، الذي كتب "تحقيق في الحقيقة"، ووصف ما جرى بأنه كان بربرية غذّاها الحقد. ومن ضمن الشهادات أيضا شهادات رجال الشرطة الذين حضروا الواقعة، وذكروا كل ما جرى عبر الصحف في 31 أكتوبر 1961، وقالوا إن المظاهرات كانت سلمية وبدون سلاح. كما وصف بعض الفرنسيين ما شهدته باريس بما كانت شهدته قبلها سنة 1941، عندما دخلها النازيون، مؤكدين أن ذلك جريمة دولة. شهادات تطالب بالاعتراف بحق من رحلوا يوجد بالمعرض بعض الشهادات والذكريات التي تسرد ما جرى، منها شهادة المجاهد علي هارون الذي طالب باعتراف رسمي بهذه الجريمة. كما قدّم عمدة باريس السابق بيرترون دولانووي شهادته قائلا إن الجريمة كانت فعلا بربريا، يجب على الدولة الفرنسية الاعتراف به. ومن الشهادات أيضا شهادات الصحفيين المراسلين، الذين غطوا الحدث، ووصفوا ما جرى بالفظيع. ولم يقتصر المعرض على هذه المظاهرات، بل شمل أيضا عرضا لتاريخ هجرة العمال الجزائريين إلى فرنسا من بداية القرن 20، جاء فيه أن المهاجرين كانوا عصب ثورة 54، وتم عرض صور لمناضلين من فدرالية جبهة التحرير بفرنسا، وعلى رأسهم القائد الذي دوّخ المستعمر في عقر داره المجاهد عمر بوداوود (من مواليد تيقزيرت سنة 1924، ناضل في حزب الشعب، وسُجن عدة مرات، وكان مسؤولا في لوس بمنطقة القبائل، وهو من مفجري ثورة التحرير). كما عُرضت صور مناضلين آخرين منهم محمد غفير (موح كليشي) وعلي هارون وغيرهما. كما تم التنويه بتاريخ حاملي الحقائب، منهم شبكة جونسون، وعرض صور من الذين عملوا مع الثورة التحريرية. وعُرضت صورة هنري كوريال الذي اغتيل بالقاهرة سنة 1978 بالقاهرة، وعمل لصالح الثورة، ثم أصبح من مناهضي الاستعمار عبر العالم، كفلسطين التي وقف مع شعبها. وعُرضت صورة البطل مهندس 17 أكتوبر محمد زواوي المعروف بموريس وبمصطفى لونوار، إضافة إلى مناضلات من أمثال كريستيان كلاباش وأوقات ماري لوسي. ❊ مريم. ن تلمسان ... مظاهرات 17 أكتوبر 1961 محور يوم دراسي ستكون المجازر التي اقترفتها الشرطة الفرنسية في حق الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر في 17 أكتوبر 1961 بالعاصمة الفرنسية، المحور الرئيس ليوم دراسي سينظمه المتحف الوطني للفن والتاريخ بمدينة تلمسان، حسبما عُلم من مديرية هذه المؤسسة. ويأتي هذا اللقاء الذي ينظم بالتعاون مع جامعة "أبوبكر بلقايد"، بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لهذه المظاهرات، التي تُعد محطة تاريخية في مسار حرب التحرير الوطني. وسيحاول هذا اللقاء المخصص لحدث بارز في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، مس آلاف الجزائريين من الذين كانوا يعيشون في فرنسا، وتسليط الضوء على هذه الأحداث التي تميزت بقمع الشرطة العنيف متظاهرين مسالمين، حسبما أبرز مدير المتحف نور الدين بن عزة. وتمت برمجة العديد من المحاضرات بالمناسبة يلقيها مؤرخون وباحثون في التاريخ من جامعتي تلمسان وسيدي بلعباس، وفقا لما أشار إليه المصدر، الذي ذكر أنه سيتم عرض فيلم وثائقي حول مظاهرات 17 أكتوبر 1961. وستنشط الأستاذة لطيفة ساري محمد محاضرة بعنوان "التاريخ غير المكتمل للماضي المشترك، مجزرة المتظاهرين الجزائريين بين الذاكرة المنسية والذاكرة المحفوظة". كما سيتم تناول دور نجم شمال إفريقيا في التوعية السياسية والوطنية للمغتربين الجزائريين في فرنسا، إضافة إلى محاضرات أخرى على غرار الحركى في مواجهة المتظاهرين الجزائريين، ونتائج مظاهرات 17 أكتوبر 1961. وسيتطرق اللقاء أيضا لدور المغتربين الجزائريين في فرنسا في الحركة الوطنية بين الحربين (1919 - 1939) إضافة إلى محاضرات أخرى، ستسلط الضوء على صفحة من تاريخ حرب التحرير الوطني والمجازر التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية تحت أوامر موريس بابون. كما ستحتضن قاعة عرض المتحف المذكور، معرضا للصور الفوتوغرافية والوثائق التاريخية الخاصة بهذه الأحداث. ❊ ق.ث تيزي وزو تستحضر الذكرى سطرت مديريتا الثقافة والمجاهدين لولاية تيزي وزو، برنامجا ثريا؛ إحياء للذكرى 57 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 تحت شعار "17 أكتوبر 1961، رسالة أخرى من رسائل الحرية"، التي تُعد إحدى المحطات الهامة في الثورة الجزائرية، وفرصة لإطلاع الأجيال النائية على تاريخهم العريق وتضحيات الرجال والنشء من أجل استعادة الحرية والتخلص من قيود الاستعمار. يتضمن برنامج الذكرى زيارة بيداغوجية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوبة إلى المتحف الجهوي للمجاهد بتيزي وزو، في حين تحتضن دار الثقافة "مولود معمري" إنجاز جدارية بالمناسبة من طرف طلبة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة لعزازقة، مع تدشين معرض خاص يضم صورا فوتوغرافية ومقالات ومعرضا لكتب التاريخ والثقافة الجزائرية مع دور النشر، إضافة إلى بيع بالإهداء للسيد دويك ومحمد حاجمي وأحسن بقريش. ويتخلل برنامج الذكرى عرض فني وثقافي بساحة 17 أكتوبر بتيزي وزو، إلى جانب عرض أفلام وثائقية بقاعة المسرح الصغير بدار الثقافة "مولود معمري"، منها "مجازر 17 أكتوبر 1961، وجرائم دولة لا تأبى النسيان" من إنتاج اللبؤة الذهبية، مع إلقاء محاضرة تتناول الأبعاد المختلفة لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، ينشطها كل من نغيمة جيلالي باحث في التاريخ، وبونوة علي باحث في تاريخ الثورة كذلك، وأراد أحمد عضو بفيدرالية فرنسا، وغبريني محمد أستاذ بجامعة "مولود معمري" بتيزي وزو. وبرمج منظمو الذكرى ورشة الشعر تحت عنوان "17 أكتوبر، رسالة أخرى من رسائل الحرية" من تأطير الجمعية الثقافية ثافليسث، وورشة الحكي والقصة تحت عنوان "ثيموشوها نثورا" بالتنسيق مع المتحف الجهوي للمجاهد بتيزي وزو. ويحتضن المسرح الجهوي "كاتب ياسين"، عرض مسرحية "فاطمة نسومر" للجمعية الثقافية "إبتوران"، بينما يتم عرض بمتحف السينما، فيلم يحمل عنوان "أكتوبر بباريس" للمخرج جاك بانيجال، وآخر يحمل عنوان "التحقوا بالجبهة" للمخرج جون اسل ماير. ❊ س. زميحي قسنطينة في الموعد ... فرصة للاعتراف بالدور النبيل للمهاجرين أعاب الدكتور عميراوي احميدة، حصر الثورة التحريرية في تواريخ محددة، على غرار يوم الهجرة ب 17 أكتوبر، ويوم النصر ب 19 مارس، وغيرهما من التواريخ الرسمية الأخرى، حيث دعا الدكتور إلى عدم ربط التاريخ الجزائري والثورة المجيدة بهذه التواريخ حتى لا يتم تقزيم التاريخ، مطالبا بأن تكون نظرة الجزائريين والجيل الصاعد نظرة عميقة للكفاح الجزائري، ونظرة تواصل منذ 1830 إلى غاية 1962. أكد المحاضر على هامش إحياء يوم الهجرة الذي احتضنته جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية بقسنطينة نهار أمس، أن الهجرة كان لها دور كبير في المساهمة بالثورة التحريرية، حيث إنّ كلا ساهم بما يستطيع، غير أنّ منطلقات الهجرة تختلف، حيث قسم المحاضر الهجرة إلى قسمين، قسم هاجر نحو المشرق بغرض ديني، وقسم هاجر نحو أوروبا للعمل، مشيرا إلى أنّ الهجرة لم تكن فرادى بل كانت في جماعات، وهو ما كان له الدور الكبير في دعم الكفاح المسلح سواء ماديا أو معنويا، فرغم أنّ الهجرة تختلف من حيث الهدف والمكان، حسب الدكتور، غير أنّ المحصلة واحدة؛ كونها دعمت كلّها الثورة التحريرية سواء كان الدعم ماديا أو فدائيا أو سياسيا من خلال استقطاب القادة، معتبرا أن الدعم كان قاسما مشتركا بكل من المغرب وليبيا وتونس وحتى أوروبا، التي كانت بمثابة قواعد خلفية للثورة. من جهته، أكّد المجاهد حسين صغيرو في مداخلته عن "دور الهجرة أثناء حرب التحرير"، أنّ الأحداث الفظيعة التي ارتُكبت يوم 17 أكتوبر 1961 بباريس، لازالت إلى حدّ الساعة راسخة في ذاكرة الشعب الجزائري وقادته الذين ينوّهون كل سنة وبنفس التاريخ بالتضحيات التي قدمها المهاجرون، الذين أظهروا لفرنسا ارتباطهم الأبدي بمصير شعبهم ووطنهم رغم غربتهم، مضيفا أنّ الذكرى مناسبة كبيرة للاعتراف بجيل قام بأنبل واجب من أجل استعادة سيادة شعبه المسلوبة واسترجاع قيمه الوطنية. كما تطرق المجاهد المحاضر لدور المهاجرين الجزائريين أثناء حرب التحرير والدعم المالي الذي قدموه للثورة، والقمع الذي واجهت به فرنسا تحركاتهم بعد أن جاءت فرنسا الديغولية بعد 1958 وبدأت تخطط للقضاء على عمل الجالية. وتحدّث المحاضر في مداخلته مطولا، عن القرار العنصري ل "موريس بابون" الذي منع الجزائريين من الحركة؛ من خلال فرض حظر التجوال عليهم بعد الساعة الثامنة مساءً إلى الساعة الخامسة صباحا، والذي اعتبره المجاهد استثناء عنصريا ضد الجزائريين، الذين برهنوا تحديهم المستعمر من خلال مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي تحدت القيادة والحكومة الفرنسية، وأثبتت شجاعة وبسالة المهاجرين الجزائريين الذين ساهموا في تعزيز النفوذ الكبير للثورة المجيدة عبر العالم. ح. شبيلة