أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية عبد الحميد سي عفيف، أمس في تصريح ل "المساء"، أن بعثة الاتحاد الأوروبي رحبت بالاقتراح الذي تدافع عنه الجزائر لتفعيل الاتحاد المغاربي كهيكل إقليمي للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، واعتبرته خيارا استراتيجيا لخلق منطقة ازدهار مشتركة بين ضفتي المتوسط. واعتبر سي عفيف، عقب استقباله أمس وفدا من خبراء الاتحاد الأوروبي في جلسة مغلقة بالمجلس الشعبي الوطني، أن اللقاء الذي حضره ممثلون عن وزارة الخارجية وبرلمانيون، "يُعتبر لقاء هاما، باعتباره الأول من نوعه مع وفد أوروبي يضم ممثلين فاعلين ومن صناع القرار بالاتحاد"، مضيفا أن الوفد الأوروبي "مكوّن من مستشارين وأعضاء في رئاسة الاتحاد الأوروبي ومعدي الملفات، التي تؤخذ على ضوئها القرارات". وأشار المتحدث إلى أن الجزائر نقلت لأعضاء الوفد الأوروبي، "الاهتمام الذي توليه لتفعيل ورفع الجمود عن اتحاد المغرب العربي وهياكله، سواء الحكومية منها أو تلك الخاصة بمجلس الشورى المغاربي"، مضيفا أن أعضاء الوفد الأوروبي طرحوا خلال اللقاء، تساؤلات حول ما تقوم به الجزائر في مجال دعم المسار الديمقراطي ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية. وذكّر في هذا الصدد بأنه قدّم بالمناسبة، عرضا شاملا تضمّن مسار العلاقات الجزائرية الأوروبية في جميع المجالات، والجهود التي تقوم بها الحكومة الجزائرية لإعطاء "نفَس جديد لهذه العلاقات"، فضلا عن العلاقات البرلمانية بين الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي، والتي كُللت، حسبه، بإنشاء اللجنة المختلطة بين البرلمانيين. كما تم خلال العرض، حسب رئيس لجنة الشؤون الخارجية، التطرق لمجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مع التركيز على الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية لمكافحة الظاهرة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن "دولا عديدة تتحمل مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة". وأضاف سي عفيف أن اللقاء تناول أيضا الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يتفق الجميع، حسبه، على أن "بسط الأمن في ضفتي المتوسط، يجعل من المنطقة فضاء للاستقرار والازدهار المشترك"، مشيرا في سياق متصل، إلى أن اللقاء تم خلاله التطرق لمسألة نقل السلطة إلى الشباب في الجزائر، حيث استعرض رئيس اللجنة الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل إعطاء المشعل للشباب لتولي مناصب هامة. وإذ استشهد في هذا السياق بتنصيب معاذ بوشارب على رأس البرلمان الجزائري وغير ذلك من النماذج الأخرى، عرج سي عفيف في عرضه، على التعديلات التي مست مجال ترقية مكانة المرأة وتوسيع تواجدها بمناصب مسؤولية بصفة عامة، بعد التعديل الدستوري لسنة 2008، ما جعل الجزائر من الدول الرائدة في هذا المجال. إرادة مشتركة لتعميق التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي اعتبر ممثلون عن المصلحة الأوروبية للعمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، زيارة الوفد الممثل لدول الاتحاد الأوروبي للجزائر، "دليلا على أهمية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر والإرادة في تعميق العلاقات"، مشيرا إلى أن وفد الاتحاد الأوروبي رافقه في هذه الزيارة ممثلون عن المفوضية الأوروبية والمصلحة الأوروبية للعمل الخارجي. وأجرى ممثلو البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال إقامتهم، لقاءات رسمية مع السلطات الجزائرية في مختلف المجالات التي يشملها اتفاق الشراكة، الذي يربط الاتحاد الأوروبي بالجزائر منذ سنة 2005. كما تطرقوا لمواضيع أخرى، على غرار تنويع الاقتصاد والمبادلات التجارية والطاقة والتنقل والهجرة والتعاون التقني والمالي. وتأتي هذه الزيارة بعد تلك التي قامت بها الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن ونائب رئيس المفوضية الأوروبية السيدة فيديريكا موغيريني بتاريخ 12 نوفمبر، وتلك التي قام بها المفوض المكلف بالعمل من أجل المناخ والطاقة السيد ميغال أرياس كانيتي في 20 نوفمبر الجاري.