دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس، مسيري المؤسسات الاقتصادية للاستجابة والانفتاح على الجامعة باعتبارها حجر الزاوية في التنمية الوطنية ولها دور كبير في المساهمة الفعلية في تطوير طرق الإنتاج بالابتكار والتقنيات الجديدة لتحسين المردود وضمان سلامته. وقال حجار خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الأيام الدولية ال13 للعلوم البيطرية تحت عنوان "الأمن الغذائي، الرهانات والإستراتجية" بحضور عدة خبراء وطنيين وأجانب، إن الجامعة الجزائرية مطالبة اليوم بالانفتاح على محيطها من خلال إبرام شراكات مع مختلف القطاعات، تحدد حاجيات السوق بما يسمح بتلبيتها وبالتالي عدم اللجوء إلى الاستيراد أو على الأقل خفضه إلى أدنى المستويات. وأكد الوزير بأنه "أصبح من الضروري، في مرحلة تقلصت فيها مواردنا المالية بسبب انخفاض أسعار المحروقات، أن توجه الجامعة تكويناتها بالتشاور مع القطاعات المعنية كالزراعة والصناعات التحويلية للاستغناء عن الاستيراد أو على الأقل لتخفيضه لدرجات دنيا"، مشيرا إلى أن الجامعة مدعوة اليوم لمواكبة التطور العملي والتكنولوجي السائد في العالم للاستجابة للحاجيات المتزايدة للتنمية الوطنية وتحقيق مساهمة فعلية في تطوير طرق الإنتاج. كما شدّد على ضرورة الاعتماد على الكفاءات العلمية وتجسيد الأفكار العلمية الجيدة والمفيدة ميدانيا في المستثمرات الفلاحية وتعميم نشرها في أوساط الفلاحيين بهدف تحسيين مردودية الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي الشامل، معتبرا التعاون بين دائرته الوزارية ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري "نموذجا في استحداث هيئة بحثية مشتركة تمكن الباحثين والمختصين من إدارة مشاريع بحث بوسائل وتجهيزات علمية مشتركة". وذكر الوزير بأنه تم في السنوات الماضية إطلاق برامج حول الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، جندت لها أعدادا هائلة من الباحثين وفرق بحث متعددة التخصصات عبر 37 مؤسسة للتعليم العالي ومراكز البحث مع وجود كفاءات علمية في أكثر من 200 مخبر بحث متخصص في ميدان الفلاحية والري والبيولوجية وكل ما له علاقة بالأمن الغذائي الذي يندرج ضمن "الأهداف الإستراتيجية في السياسة التنموية الوطنية". وأشار إلى أنه بفضل المجهودات التي بذلتها الدولة منذ 2000 بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، حقق القطاع الفلاحي قفزة نوعية بمساهمته اليوم بنسبة 12.3 بالمائة من الناتج الداخلي الخام وتجاوز 3,25 بالمائة من نسبة النمو، فيما يشغل 25 بالمائة من إجمالي اليد العاملة ويؤمن أكثر من 70 بالمائة من غذاء الجزائريين مع تحقيقه فائض في بعض المنتوجات الفلاحية والحيوانية بما يجعله في المرتبة الثالثة في قطاع الإنتاج بعد المحروقات والخدمات. للإشارة، فقد حضر وزير التعليم العالي عملية التوقيع على اتفاقية بين المدرسة الوطنية العليا للبيطرة بالجزائر العاصمة والمدرسة الوطنية الفرنسية للبيطرة بألفور بباريس والتي تهدف إلى ترسيم التعاون المبرم منذ سنوات بين المؤسستين. ويتضمن الاتفاق ثلاثة محاور، يتعلق الأول بتكوين المكونين والثاني بالبحث العلمي والمظاهرات العلمية والمجال الثالث يتعلق بتبادل الطلبة، حيث يمكّن الاتفاق، الطلبة الجزائريين المتفوقين من الاستفادة من منحة لمزاولة دراساتهم بالمدرسة الفرنسية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.