رافع شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق من أجل نموذج اقتصادي فعّال، يمكّن الجزائر من الخروج من التبعية للمحروقات، وذلك من خلال تنويع الاستثمار في الفلاحة والسياحة والصناعة والصيد البحري والخدمات. وأكد خليل أمام جمع من الطلبة بقاعة المحاضرات بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة مساء أول أمس (السبت)، أنّه كلّما نوّعنا الاستثمارات كلّما عزّزنا الخزانة العمومية بموارد جديدة من العملة الصعبة، فتنويع الاقتصاد، كما أضاف، يؤدي إلى استيراد أقل، ومنه تقليص فاتورة الاستيراد، الذي ستكون له انعكاسات إيجابية على كلفة إنتاج المواد المصنّعة محليا. ويوضح خليل أنّ تبنّي نظرة جديدة في تنويع الاقتصاد من شأنه أن يساهم في توفير العملة الصعبة، وتوفير فرص عمل ومنافسة في الأجور، بالإضافة إلى تحسين القدرة الشرائية بزيادة الإنتاج من خلال المنافسة والتنافسية، واشترط لذلك القطيعة مع القرارات البيروقراطية والارتجالية، مشدّدا على ضرورة حماية الفئات الهشة. كما دعا المتحدث إلى تحسين آليات جمع الضرائب، التي قال إنها تشكّل حاليا 40 بالمائة من مداخيل الدولة. ويحدد شكيب خليل ما أسماه النموذج الاقتصادي الفعّال بجلب الاستثمار، وانتهاج التخطيط المدروس للمشاريع، والاعتماد على الرقمنة، وتغيير نمط تسيير البنوك، واعتماد المعايير العالمية في التعليم مع إعطاء اللغة الإنجليزية الأولوية؛ باعتبارها لغة العلم والمعرفة والتكنولوجيا والتعامل. ودعا إلى توجيه الاقتصاد نحو إفريقيا مع العمل على خلق مناطق حرة في الجنوب كما في الشمال، وكذا خلق بنك جزائري إفريقي، وفتح مكاتب للصرف للقضاء على سوق العملة الموازية، وتشجيع البنك الإلكتروني والتجاري، وصك عملة جديدة بالدينار والقضاء على الفساد الإداري. من جهة أخرى، أوضح شكيب خليل أن الجولات التي يقوم بها عبر ربوع الوطن، الغرض منها تعميم المعارف الاقتصادية في أوساط المواطنين، بمن فيهم الشباب والجامعيون بكل ما له علاقة بالواقع الاقتصادي، ومنه تبادل الآراء والأفكار من أجل المساهمة في إيجاد بدائل عملية للموارد المالية خارج قطاع المحروقات.