تميزت سنة 2018 بحصد الجوائز الدولية التي افتكها المبدعون الجزائريون في شتى الفنون والاختصاصات، مما عزز حضور الجزائر في أهم المواعيد الثقافية والفنية. فاز المخرجان الجزائريان أرزقي مترف ونور الدين قبايلي في أفريل الماضي بأغادير (المغرب)، بالجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي والفيلم القصير، خلال فعاليات المهرجان الدولي الحادي عشر للفيلم الأمازيغي في أفريل الماضي، وعرفت فعاليات اختتام المهرجان تتويج المخرج الصحفي والكاتب أرزقي مترف، بالجائزة الكبرى لأحسن وثائقي عن فيلمه «يوم تحت الشمس"، 2018 الذي اتخذ من الهجرة نحو فرنسا موضوعا له، بينما حاز المخرج نور الدين قبايلي جائزة أحسن فيلم قصير عن «مشهد 1" الذي يشيد ببطولات الصحفيين الذين لاقوا حتفهم في بؤر النزاع حول العالم. وفي نفس السياق، قررت لجنة التحكيم منح تنويه خاص لكل من عصام تعشيت عن فيلمه القصير "هيومن"، وعمر بلقاسمي عن الموجة الذي توج بعدها في مهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو. كما حصدت الجزائر أربع جوائز في ختام مهرجان مسقط السينمائي بسلطنة عمان، وكانت الجائزة الكبرى "الخنجر الذهبي" لفيلم "إلى آخر الزمان" لياسمين شويخ. كما تحصل نفس الفيلم على جائزة النقد وجائزة أحسن ممثل لجيلالي بوجمعة، وحاز هذا الفيلم على عدة جوائز دولية آخرها بهولندا، وقبلها بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ومهرجان الفيلم العربي بوهران، ومهرجان أفلام الجنوب ببروكسل ومهرجان سينما المرأة بسلا في المغرب، وغيرها من الجوائز التي توالت خلال سنة 2018. كما نال الفيلم القصير "وعدتك" للمخرج محمد يارقي، تنويها خاصا في مهرجان وهران، وتم تكريم الفنانة القديرة شافية بوذراع بدرع المهرجان، وحصدت الجزائر أغلب جوائز الطبعة العاشرة منه، فقد فاز فيلم "في انتظار السنونوات" لكريم موساوي بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي"، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. كما حاز العمل على جائزة أحسن إخراج. وفي صنف الأفلام القصيرة، توج الفيلم "وعدتك"لمحمديرقي. على صعيد الأفلام الوثائقية، تم التنويه بفيلم "تحقيق في الجنة" لمرزاق علواش، و«شاهين، السينما والجزائر" لسليم أغار، وشهدت مسابقة بانوراما الأفلام القصيرة تتويج الفيلم الجزائري "هيومن" لعصام تعشيت. أما مسابقة أفلام الموبايل المستحدثة في الطبعة العاشرة، فعرفت فوز فيلم "كيف كان عيد ميلادك" للمخرج الشاب محمد زاوش. تحصل الفيلم الوثائقي الطويل "معركة الجزائر" للمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل على الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي الأول للسينما والتاريخ، بتارودانت في المغرب، وعاد بن إسماعيل في عمله إلى ظروف إنجاز الفيلم التاريخي "معركة الجزائر" سنة 1966، لمخرجه الإيطالي جيلو بونتيكورفو، إضافة إلى تتويجات أخرى كانت لأفلام عديدة، منها فيلم "الفيرمة" و«ليميقري" و«قلب الأم". بالنسبة للمسرح، تمكنت فرقة "الخشبة الذهبية" من حصد أغلب جوائز المهرجان الدولي للمسرح بمالطا عن مسرحية "نهاية عرض"، منها أحسن ممثل لعبد الغني بلعباسي، أحسن ممثلة واعدة لفريدة بن حمودة، أحسن نص، وأحسن إخراج للفنان بوعجاج غالم إلياس، وأحسن عرض متكامل، ونوهت اللجنة المنظمة للمهرجان خلال حفل الاختتام، بتألق الفرقة الجزائرية فنيا وإبداعيا. في سياق منفصل، تُوّج الكاتبان الجزائريان يوسف بعلوج وكنزة مباركي بجائزة الهيئة العربية للمسرح في الكتابة المسرحية للطفل بالشارقة، في الإمارات العربية، ضمن مسابقتها السنوية "تألق للكتابة المسرحية والأدب الجزائري، وحاز بعلوج على الجائزة الأولى لأفضل تأليف مسرحي عن نص بعنوان "قمقم مارد الكتب"، الذي دعا من خلاله إلى إعادة الاعتبار للكتاب والقراءة، مستخدما التراث القصصي العربي كمحطات في مسار المسرحية، محاولا أن يطرح الكتاب كبديل ترفيهي للأطفال. فازت الباحثة والكاتبة كنزة مباركي بجائزة عن عملها الموسوم "مدينة النانو" بالمرتبة الثالثة، مناصفة مع الكاتب المصري محمد كسبر، عن عمله "مندور والقلم المسحور"، وسبق لمباركي أن توجت بعدة جوائز في مجال التأليف المسرحي. كما قدم لها المسرح أعمالا لافتة، آخرها "جحا ديجيتال" من إنتاج مسرح سكيكدة. كما توج الثلاثي الجزائري رسيم عجابي وأحمد سايحية ورشيد سايحية، بجائزة أحسن مانغا عن كتابهم "سايكل أوف وور" (دورة الحرب) الصادر عن منشورات "زاد لينك" الجزائرية، بمهرجان فيبدا طبعة 2018. كما شهدت هذه السنة استحداث جائزتين، أولهما جائزة "مريم ماكيبا للإبداع الفني"، بهدف مكافأة المبدعين الأفارقة في شتى الفنون، برعاية الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا)، حيث تشرف عليها لجنة تحكيم مؤلفة من سينمائيين وموسيقيين وشخصيات ثقافية وفكرية، عرفانا للمشوار النضالي الفني لصاحبة أغنية "أنا حرة في الجزائر"، ستقام خلال كل 14 ديسمبر في الجزائر، وسلمت جوائز الطبعة الأولى لمؤسسة "مريم ماكيبا" بجنوب إفريقيا وفيسباكو. كان "وسام غاندي" جديد الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، المقدم من طرف "اليونسكو" مع المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري راعي المهرجان، الذي منح لأفضل فيلم مشارك في الطبعة التاسعة، وقد حصل عليه الوثائقي "أبناء هازرد" الذي "يجسد القيم التي لطالما دافعت عنها اليونيسكو، ويبرز أهمية التعليم".