يواجه سكان قرية أم الدود التابعة لبلدية مولاي العربي التي تبعد عن مقر ولاية سعيدة ب 50 كلم، متاعب يومية ونقائص بالجملة، أهمها غياب التهيئة الداخلية والنقل والإنارة العمومية وكذا المرافق الرياضية والترفيهية، زيادة على انتشار البطالة بين شباب المنطقة، ما جعلهم يعيشون عزلة تامة جراء تماطل منتخبيهم في إدراج بعض المشاريع التنموية. في الطريق إلى هذه القرية تفاجأت "المساء" بالوضع الكارثي نتيجة تحوّل الطرقات إلى مسالك ترابية يستحيل عبورها؛ سواء في فصل الصيف أو الشتاء. والزائر يلاحظ أن طرقاتها الداخلية، معظمها ترابية يصعب السير فيها؛ ما زاد من معاناة سكانها. إعادة تهيئة الطرقات ضرورة يطالب السكان بضرورة تهيئة طرقات القرية والأرصفة، فيما ناشد فلاحو دواوير المنطقة الجهات المعنية المحلية، تزويدهم بالإنارة والكهرباء الريفية التي طال انتظارها من أجل خدمة الأرض والاهتمام أكثر بمجال الفلاحة الذي تشتهر به المنطقة، بالإضافة إلى تحسين إطارهم المعيشي، وتثبيتهم في مقرات سكناهم. كما اشتكوا من غياب وسائل النقل التي تربطهم بالبلدية الأم وعاصمة الولاية، حيث يضطرون للاستنجاد بسيارة غير شرعية لقضاء حوائجهم أو إيصال مريض في الفترات الليلية، علما أنّ أجرة النقل تتضاعف مرتين حسبهم. وأكد بعض السكان أنّهم يضطرون لقطع مسافات إلى مقر البلدية أو بلدية مرحوم بولاية سيدي بلعباس، لاقتناء أبسط المستلزمات من خبز وحليب وخضر وغيرها في ظل غياب محلات تجارية كافية لتلبية احتياجاتهم. النفايات تحاصر القرية وتحدّث السكان عن النقص الفادح في الإنارة العمومية؛ ما أدخلهم في عزلة حقيقية بمختلف الشوارع، بالإضافة إلى انتشار النفايات والأوساخ بحواف القرية وما ينجر عنها من روائح كريهة تسد الأنفاس، مع انتشار الحشرات والحيوانات الضالة كالكلاب التي تهدّد سلامتهم. وأشار السكان إلى غياب حاويات جمع النفايات وانعدام مكان مخصّص لرمي القمامة، مؤكّدين أنّ شاحنة جمع النفايات تأتي مرة في الأسبوع، وهو ما زاد من تفاقم الوضع. هذه النقائص وأخرى عمّقت معاناة السكان. يضاف إلى ذلك نقص الخدمات الصحية بقاعة العلاج الوحيدة التي تقتصر على خدمات بسيطة، وغياب سيارة إسعاف عن منطقتهم المعزولة. ويضيف محدثونا أن هذه الوضعية أثرت على المرضى في القرية، كما أن بعض الحوامل أُجبرن على الوضع في الطريق. كما طرحوا مشكلا آخر بغياب الكهرباء والغاز وقنوات الصرف الصحي عن 20 مسكنا ريفيا منذ سنة 2014، وطالبوا بتسييج مقبرة "سيدي بهليل"، وتوظيف إمام دائم بالمسجد. مرافق ترفيهية هاجس الشباب اشتكى شباب القرية من النقص الفادح في المرافق والهياكل الشبابية والثقافية والترفيهية، التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة، حيث أكّد بعض الشباب أن هذا الافتقار يؤثر عليهم، وينعكس على يومياتهم بالسلب، مع معاناتهم من شبح البطالة، التي أضحت تتفاقم وتنتشر بوتيرة غير عادية، مطالبين بتوفير ملعب جواري بالقرية مثل القرى المجاورة لهم. كما يطالب السكان السلطات المعنية بالتدخل العاجل للنظر الجاد في كلّ هذه النقائص، بتخصيص برنامج تنموي هام، من شأنه أن يساهم في إخراج منطقتهم من دائرة العزلة والتهميش التي حاصرتها منذ سنوات طويلة. السلطات المحلية تردّ على الانشغالات تنقلت "المساء" إلى مقر بلدية مولاي العربي، وكان لنا لقاء مع نائب رئيس البلدية السيد عبد القادر جبوري، الذي ردّ على الانشغالات التي طرحها مواطنو قرية أم الدود، موضّحا أن التهيئة الداخلية للقرية مسجلة، وتم مؤخرا تجهيز قاعة الشباب بكل الوسائل الضرورية، وهي مفتوحة يوميا. وبالنسبة للملعب، استفادت القرية من واحد جواري ستنطلق أشغاله في الأيام القادمة. أما الإنارة العمومية فهي متوفرة، وكلما يكون عطب يقوم العمال بإصلاحه. وفيما يخصّ مشكل انتشار النفايات بحواف القرية، وفّرت البلدية الحاويات وعربة جرارة مخصصة لرمي النفايات، والمشكل هو غياب مكان مخصص لها. وأشار المتحدّث إلى أن السكان رفضوا التطوّع بمساحة تخصَّص لذلك، فالبلدية لا تتوفر على مكان، ومن غير المعقول أن يقوم العامل بقطع 30 كلم بواسطة جرار لرمي القمامة يوميا في مكان التفريغ. وبالنسبة لمشروع 20 مسكنا ريفيا، فالعملية مبرمجة، وستنطلق في الأيام القادمة؛ شأنه شأن مشروع تعميم الإنارة الريفية وتوفير الكهرباء. وأكد "المير" أنّ البلدية أودعت مؤخرا لدى مصالح الدائرة، 80 ملفا لبناء مجمع سكني ذي طابع ريفي بمنطقة "يعقوبي سنوسي"، مشيرا إلى أنّ طبيعة المنطقة الفلاحية حالت دون إيجاد العقار اللازم لتجسيد هذا المشروع، مؤكدا في الوقت نفسه، أن البلدية تسعى لإيجاد أوعية عقارية داخل النسيج العمراني للقرية، لمنح المستفيدين قرارات البناء.