أوضحت بن شبيبة نعيمة، حرفية في الطرز التقليدي والمنسوج، أن الحرف التقليدية في الجزائر، لاسيما صناعة المنسوجات، عرفت تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الأخيرة، بفضل الاهتمام المتزايد للفتيات بحرف الأجداد ومحاولة الحفاظ عليها، حيث دعت على هامش مشاركتها في مهرجان الصناعة التقليدية، الذي نظم مؤخرا، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بتطوير آلات خاصة بصناعتنا التقليدية لخدمة الحرفي. أشارت بن شبيبة إلى أن الاهتمام اليوم، بتطوير الحرفة في حد ذاتها، ليس هو المشكل، لأن من المهم أن تبقى الحرفة على أصولها، ولا يضفى عليها لمسات حديثة، كما يقوم به بعض الحرفيين لاستمالة مختلف الأذواق، إنما تحدي اليوم يتمثل في البحث عن تطوير أساليب جديدة وآلات تتماشى ومختلف حرفنا التقليدية. أكدت الحرفية أن أقدم الحرفيين يتوارثون الحرف من عائلاتهم منذ سنوات طويلة، لذا تجدهم يدخلون الحرفة في سن صغيرة، ويتولد لديهم ذلك الاهتمام باحتكاكهم منذ نعومة أظافرهم بأصحاب الحرفة كالجدة أو الجد، الأم أو الأب باعتبارها مصدر رزقهم، يعملون فيها ويتاجرون بها. أشارت الحرفية إلى أن تطوير آلات تتماشى مع تقاليد منتوجاتنا أمر ضروري، موضحة "أن ذلك سيساعد على تطوير الحرفة وتسهيل العمل على الحرفي، فالكثير من الحرف أصبح لا يقبل عليها الشباب اليوم، بسبب الوقت الطويل الذي تتطلبه كل قطعة لإنتاجها"، وتشير المتحدثة إلى أن تطوير الحرفة أو الآلات المصنعة لها، ليس باستحداث آلات ضخمة لإنتاج ذلك، لأن الأمر سيخرجها من مفهومها الكلاسيكي، وهي المنتجات المصنوعة باليد، إنما المقصود بذلك تطوير ماكينات بسيطة تساعد على تقليص وقت التصنيع، فبالنسبة للمختصين في صناعة المنتجات مثلا، يعد تطوير ماكينة نسج تعمل بنفس خاصية آلة الخياطة الدواسة، وعليه ترتاح الحرفية أكثر في الصناعة وتتطلب منها العملية وقتا أقل. ذكرت المتحدثة أن الأمر سينعكس إيجابيا على عملية التسويق، إذ يساعد على التخفيف من الأعباء التي يتحمّلها الحرفي، بالتالي سيكون سعر تلك المنتجات أقل، ومنه يكثر الإقبال عليها، مما يساهم في الترويج للحرف التقليدية التي تعكس جانبا من الثقافة المحلية والهوية الجزائرية. أبدعت الحرفية التي طالت تجربتها 20 سنة، في صناعة عدد من قطع الملابس المنسوجة، التي عكست من خلالها تقاليد منطقة تقرت، وهي ألوان مستوحاة من الطبيعة، شهدت خلال عرضها على هامش صالون إبداعات المرأة، العديد من النساء الباحثات عن اقتناء زي تقليدي من تقاليدنا الجميلة. في الأخير، دعت الحرفية إلى ضرورة تكثيف دورات تكوينية للشباب، لاسيما البطالين والذين لم يستوفوا دراستهم في مجال الصناعة التقليدية، مع تحفيزهم بمختلف الوسائل لتطويرها والإبداع فيها، مع التأكيد على عدم التخلي عن تلك الأمانة التي خلفها أجدادنا حتى لا تزول، لأنها جزء من الهوية التي يعتز بها المجتمع.