رغم الوضع الصعب الذي يتواجد فيه فريقهم في البطولة، فإن مسيري شباب بلوزداد لا يرون في ذلك عائقا للتفكير في مستقبل النادي، وما يجب أن يخططوا له كي يستعيد مجده الضائع في أسرع وقت، فحتى شبح السقوط إلى الرابطة الثانية لا يبدو بالنسبة إليهم مخيفا، ما دام أن الإرادة والإمكانيات موجودة لديهم، ليتمكن النادي من الوقوف على رجليه من جديد. المسيّرون لا يريدون تضييع فرصة تواجد مؤسسة عمومية اقتصادية على رأس النادي، تسمح له بالقيام بثورة رياضية حقيقية تعيد له مجده الضائع في دهاليز الذكريات الجميلة لشباب بلوزداد في الستينات والسبعينات، حين كان يتربع على الكرة الجزائرية، بفضل امتلاكه لأفضل اللاعبين الذين صنعوا شهرته في تلك الفترة. الآن وقد تراجع مستوى كرة القدم في بلادنا، فإن التكوين أصبح يمثّل بالنسبة لهذا النادي، الخيار الوحيد للحفاظ على ديمومته وإعداد مستقبله، وهو ما يفسر قيام شباب بلوزداد مؤخرا، بالاستنجاد بالمدرب بوعلام شارف المعروف عنه أنه يهتم كثيرا بالمواهب الشابة، ويفضل العمل معهم.. فدخول شباب بلوزداد تحت مظلة مؤسسة "هولدينغ مدار"، يفرض عليه اليوم تغيير الكثير من الأشياء التي لها علاقة بتسييره إداريا وماليا، ويدخل ذلك في إطار تطبيق إستراتيجية جديدة تجعل من هذا النادي أحد الأقطاب في مجال الاستقرار، وتطليق بصفة نهائية سياسة "البريكولاج"، التي أضرت بسمعته وتكاد تبعثه مباشرة للعب في الرابطة الاحترافية الثانية. ما دام أن الإمكانيات المادية والبشرية أصبحت متوفرة اليوم، فإن طموحات شباب بلوزداد ستصبح كبيرة كي يتحول إلى ناد محترف بأتم معنى الكلمة، وهو الهدف الكبير الذي يريد أن يصل إليه مسيّروه الجدد، الذين لا يريدون تضييع الوقت ويتواجدون الآن أمام مهمتين مستعجلتين، يتعيّن عليهم تجسيدهما على أرض الواقع، الأولى تتمثل في إمكانية إنقاذ الفريق من السقوط إلى الرابطة الاحترافية الثانية، رغم وضعيته الصعبة في ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى. تشكيلة لعقيبة بدأت تستيقظ من نومها العميق، من خلال تسجيل ثلاث انتصارات متتالية، سمحت لها بتسجيل قفزة كبيرة في الترتيب، فقد اقتربت من الابتعاد عن منطقة الخطر بعد فوزها في الجولة الفارطة على شبيبة القبائل، مما أحدث فرحة عارمة لدى أنصارها الذين عادوا بقوة إلى مدرجات ملعب "20 أوت"، فيما لا زالوا يتنقلون بأعداد كبيرة مع فريقهم خارج ميدانه. شباب بلوزداد يتقدم الآن في ترتيب البطولة، الفرق الثلاثة الموجودة في مؤخرة البطولة وهي؛ دفاع تاجنانت، مولودية بجاية واتحاد بلعباس.. المهمة الأخرى للمسيرين، تتمثل في توفير الإطار الذي يسمح للنادي من بلوغ مصف الأندية الكبيرة على المستويين الوطني والدولي. مسيروه انطلقوا في محاولة جدية للوصول إلى هذا المبتغى، من خلال مطالبة السلطات العمومية بمنح المركب الرياضي بالخروبة لشباب بلوزداد، علما أن وزارة الشباب والرياضة سمحت لشباب بلوزداد في التسعينات بتحويل هذا المركب إلى مقر له، لكن دون ترسيم هذا القرار. ناشد المناجير العام لشباب بلوزداد سعيد عليق، في نهاية الأسبوع الفارط، السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، وحتى ولاية الجزائر، بالإسراع في تحويل هذا المركب ملكا لنادي بلوزداد. «نادي شباب بلوزداد يتواجد اليوم في مرحلة حاسمة من تاريخه الرياضي، فهو من جهة، يحاول إنقاذ الفريق من السقوط ويريد من جهة أخرى، إرساء قواعد بناء فريق جديد يكون له شأن كبير في المستقبل، نريد الآن الانتقال إلى الاحتراف الحقيقي الذي يتطلّب توفير بعض الإمكانيات، منها مركز تكوين.. لذا رأينا من الصواب المطالبة بامتلاك المركب الرياضي بالخروبة، الذي نريد أن نحوله في المستقبل إلى مركز تكوين، أو على الأقل، إلى معسكر تدريب لفريقنا"، قال سعيد عليق الذي لعب دورا كبيرا في استقدام بوعلام شارف، المدير الفني الجديد للأصناف الصغرى في شباب بلوزداد، حيث علق "بوعلام شارف برهن في السابق أنه تقني له إمكانيات كبيرة في التدريب، وخاصيته الهامة تتمثّل في رغبته في العمل مع الفئات الصغرى، ونحن في شباب بلوزداد نعتمد عليه كثيرا لإعداد النشء القادم لشباب بلوزداد". اليوم، هناك إجماع بين أوساط النادي، التي لا تريد تكرار أخطاء الماضي القريب، التي أوصلت الفريق إلى ما هو عليه الآن في بطولة الرابطة الاحترافية، وهي مستعدة للالتفاف حوله من أجل مرافقة فترة التجديد التي انطلقت مع قدوم مؤسسة "مدار هولدينغ".