* email * facebook * twitter * linkedin أحصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ست وفيات و1158 حالة إصابة بلسعات العقارب سجلت عبر مناطق مختلفة من الوطن خاصة الجنوبية منها خلال الفترة الممتدة من بداية العام الجاري وإلى غاية أول أمس 23 جوان 2019. في ندوة صحافية نشطها، أمس، مختصون ومسؤولون من وزارة الصحة بالجزائر العاصمة تناولت مسألة «التسمم العقربي في الجزائر»، أوضحت المكلفة بملف التسمّم العقربي على مستوى وزارة الصحة فريدة عليان، أنه من بين ست وفيات المسجلة ثلاثة منها سجلت بولاية بورقلة، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة في كل من ولايات برج بوعريريج وبسكرة وتمنراست. وذكرت بتسجيل العام الماضي 46 حالة وفاة عبر 14 ولاية و45132 حالة إصابة باللسعات عبر 48 ولاية. وتتصدر ولاية بسكر القائمة سواء من حيث اللسعات أو الوفيات تليها ولايات الوادي وأدرار وورقلة وتمنراست، بينما تحتل مناطق الجنوب الشرقي المرتبة الأولى من حيث نسبة الوفيات ومناطق الجنوب الغربي فيما يخص عدد اللسعات. وأضافت السيدة عليان أن الدراسات أظهرت أن 50 من المائة من الحوادث في هذا المجال تقع داخل المنازل وأكثر فئة مستهدفة هم الأطفال والشباب. وأن أكثر من 60 من المائة من السكان معرضون للإصابة بلسعات العقارب خاصة في ظل زحف هذا الحيوان حتى باتجاه الولايات الشمالية. وتشير الإحصائيات التي قدمتها نفس المسؤولة أن قرابة مليون جزائري تعرضوا إلى لسعة العقرب في الفترة ما بين 2001 و2018، فيما بلغ عدد الوفيات في نفس الفترة 1110 حالة. وهو ما جعلها تدق ناقوس الخطر من أن التسمّم العقربي قد تم الإقرار بأنه مشكل صحة عمومية، احتواؤه أو مكافحته لا يعد فقط مسؤولية وزارة الصحة بل يتطلب تضافر جهود كل الفاعلين وعدة قطاعات وزارية بداية من الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم مرورا بوزارات الفلاحة والسكن والبيئة وصولا إلى الصحة. ولأنها أكدت أن «العقرب يعد عاملا للتخلف الحضاري»، فقد كشفت عن التحضير لإستراتيجية وطنية لمكافحة الظاهرة بدءا من السنة الجارية وإلى غاية 2023 من أجل التقليل قدر الإمكان من حالات الوفيات والإصابة خاصة وأن الجزائر تسجل سنويا ما بين 40 ألف إلى 50 ألف حالة لسعة وما بين 40 و50 حالة وفاة. ولكنها أصرت بالمقابل أن نجاح المخطط لن يتحقق دون مشاركة كل القطاعات المعنية والفاعلين. من جانبه قدم الدكتور محمد لمين سعيداني من معهد باستور وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي تشخيصا مفصلا عن إشكالية التسمم العقربي تطوّرها وأسبابها وكيفية الوقاية منها ومكافحتها. وشدّد على أهمية تغيير الذهنيات الخاطئة المتعلقة بالعقرب لتصحيح طرق الوقاية والمكافحة، في نفس الوقت الذي أسدى فيه بعض النصائح المساعدة في التخفيف من حدة المشكل كنظافة المحيط والإنارة العمومية وتعبيد الطرق وتربية الحيوانات الأليفة كالدجاج والقطط والقنافذ والفنك التي تساعد في القضاء على العقارب. أما مدير معهد باستور زبير حراث فقد أكد توفر المصل المضاد للتسمّم خاصة وأن المعهد ينتج سنويا قرابة 85 ألف جرعة كما يستورد جرعا إضافية من أجل مواجهة أي طارئ قد يحدث ويضمن عملية التوزيع عبر مختلف المؤسسات والمراكز الصحية عبر مختلف أنحاء الوطن.