* email * facebook * twitter * linkedin أطلقت المديرية الفرعية للأنشطة الثقافية والعلمية والرياضة بجامعة الجزائر "2" (أبو القاسم سعد الله)، بالتعاون والتنسيق مع بعض حركات المجتمع المدني، قافلة للتحسيس والتوعية من أخطار التدخين والمخدرات والسيدا، وينتظر، حسب ياسمينة شريف، المديرة الفرعية للأنشطة الثقافية أن تمس ثلاث مقاطعات إدارية، على غرار درارية وبوزريعة، تحت شعار "لا للمخدرات". انطلق العمل التحسيسي من ساحة الحرم الجامعي، حيث تم تخصيص جناح خاص أشرف على تأطيره ممثل جمعية "آيدز الجزائر"، حيث سعى إلى التقرب من الطلبة في محاولة للتواصل معهم حول داء السيدا وإطلاعهم على ماهيته وطرق انتقاله، إلى جانب تصحيح بعض المعتقدات الخاطئة التي تسببت في انتقال الداء، خاصة بين الشباب، هذا الداء الذي لا يزال الحديث عنه من الطابوهات التي أثرت على العمل التحسيسي. وحسب المشرفة على النشاط، السيدة شريف، فإن اختيار موضوع الآفات الاجتماعية يعدّ من المواضيع التي تتطلب التحسيس بخطورتها على مدار السنة، وبحكم أنها تعرف انتشارا كبيرا في أوساطهم، خاصة ما تعلق منها بتعاطي المخدرات وتفشي داء السيدا، كان من الضروري تنظيم مثل هذه الأنشطة التحسيسية التي تتزامن والعطلة الصيفية، حيث يكثر الفراغ في ظل قلة الفضاءات الترفيهية، ويزيد معدل انتشار بعض الآفات الاجتماعية والأمراض، مشيرة إلى أن القافلة التحسيسية التي يشرف عليها مختصون نفسانيون وممثلون عن بعض الحركات الجمعوية، تسعى من خلال تجربتها إلى نشر الوعي ومرافقة وتوجيه الشاب غير المدمن بحمايته، والمدمن بتسهيل سبل استشفائه. أرجعت محدثتنا انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة بين الطلبة في الحرم الجامعي إلى ضعف التربية الجنسية، الأمر الذي يجعلهم يقعون ضحية بعض الأخطاء وعن جهل منهم ينقلونه إلى غيرهم، لافتة إلى أن العمل التحسيسي يمس في مرحلته الأولى الشباب المثقف الجامعي، ومن ثمة يتم الانتقال إلى شباب الأحياء. من جهته، أوضح محمد مجاوري، ممثل عن جمعية "آيدز الجزائر" في معرض حديثه مع "المساء"، أن المجتمع لا يزال بحاجة إلى التوعوية، خاصة فيما يتعلق بداء فقدان المناعة المكتسبة بين أوساط الشباب تحديدا، بالنظر إلى الحالات التي يتم تسجيلها، والتي تعكس ضعف الثقافة الصحية، عندما يتعلّق الأمر ببعض الأمراض المعدية والخطيرة، وانطلاقا من هذا، تسعى الجمعية في إطار برنامجها السنوي إلى التواصل مع الشباب في بعض الأماكن التي عادة ما يتواجدون فيها بكثرة، مثل دور الشباب ومراكز التكوين المهني والجامعات، حيث أثبتت الحالات المسجلة أن داء فقدان المناعة المكتسبة يفتك بالفئات التي تتراوح أعمارها بين 18 و25 سنة بسبب الجهل والغفلة". ردا على سؤالنا حول الأسئلة التي عادة ما يطرحها الشباب خلال الحملات التحسيسية، أشار محدثنا إلى أن أغلبها تتمثّل في الاستفسار عن سبل التكفل والعلاج والسؤال عن مكان تواجد مراكز الفحص، مشيرا في السياق، إلى أن الأغلبية تخجل ولا ترغب في الكشف عن حالتها، إنما تأتي بصيغة السؤال لإفادة صديق أو لمجرد الفضول، وبحكم تجربتنا الميدانية يقول "نحاول قدر الإمكان جعل المتصل بنا يحوز على كافة المعلومات التي يرغب بها، كما نزوّده بعدد من المطويات التي تحوي كل المعلومات المطلوبة التي يحتاجها". من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن الإشكال الذي يطرح اليوم في مجال التكفل بداء فقدان المناعة المكتسبة، يتمثل في قلة مراكز الفحص، وقال "نملك مركزا واحدا في كل ولاية وثلاثة مراكز بالعاصمة، وهو عدد غير كاف"، مشيرا إلى أن الجزائر تحصي حسب آخر الإحصائيات التي تحوزها الجمعية على 10 آلاف حامل للفيروس، الأغلبية شباب انتقل إليهم الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية التي تعتبر السبب الرئيس في تفشي الداء، يليه الاستعمال الجماعي لبعض الأدوات، كفرشاة الأسنان أو شفرة الحلاقة و«عادة نجد مثل هذه التصرفات بالإقامات الجامعية". لقيت القافلة التحسيسية بالحرم الجامعي ترحيبا من الطلبة الذين أعربوا في معرض حديثهم مع "المساء"، عن حاجتهم إلى مثل هذه الأنشطة التوعوية التي تذكرهم بخطورة بعض الآفات، خاصة داء فقدان المناعة المكتسبة، وتمكّنهم من مساعدة غيرهم ولو بتقديم المعلومة الصحيحة، لاسيما ما تعلق منها بمراكز الفحص التي يجهل، حسبهم، الأغلبية أماكن تواجدها، والتي بادرت جمعية تضامن "آيدز الجزائر" إلى تحديد أماكن تواجها عبر موقعها الإلكتروني.