* email * facebook * twitter * linkedin لم يجد شباب عدة بلديات في العاصمة مرافق ترفيهية لقضاء فراغهم، لاسيما في فصل الصيف، حيث انتشرت ظاهرة المخدرات بقوة في بلديتي بوروبة وباش جراح، في ظل غياب هياكل رياضية وثقافية كحل بديل يقيهم من الوقوع في فجوة "الانحراف"، حيث لاحظت "المساء" في خرجتها الميدانية، وجود عقار غير مستغل، فيما تشتكي السلطات المحلية من غياب الأوعية العقارية المخصصة لذلك، أما الجمعيات الرياضية فتندد بالتغيير، فيما تعمل ولاية الجزائر على التكفل بقطاع الرياضة مستقبلا. غياب المرافق الرياضة والترفيهية يشكل حديث الشباب، حسبما لاحظناه في خرجتنا الاستطلاعية، حيث اقتربت "المساء" من المعنيين لمعرفة سبب غياب هذه المشاريع التي تجسد في البرامج التنموية، لكن لا واقع لها في الميدان. عقار غير مستغل بباش جراح ومشاريع عالقة بلدية باش جراح من البلديات الكبيرة من حيث الكثافة السكانية، وأغلب مواطنيها شباب، وعلى الرغم من إنجاز العديد من المشاريع الرياضية على مستواها، إلا أنها "غير كافية"، الأمر الذي يستعجل تدخل المعنيين لمضاعفة عدد الهياكل الرياضية والترفيهية. استطاعت البلدية أن تفتك وعاء عقاريا كبيرا يسمح بتجسيد العديد من المشاريع، غير أنه وإلى حد الساعة لم يتم الشروع فيها، حيث أكد مصدر مسؤول فيما يخص تأخر الانطلاق في إدراج وبرمجة المشاريع على مستوى العقار المسترجع من عملية الترحيل بحيي النخيل وبومعزة، أن الأمر خارج عن نطاق السلطات المحلية بالبلدية، رغم أنها بحاجة إليه. أشار مصدرنا إلى أن هذه الأوعية العقارية لا يمكن استغلالها دون موافقة الولاية، أو بالأحرى منح التصرف المطلق للمصالح الولائية، هذه الأخيرة التي اكتفت بسلب "الأميار" حرية التصرف في العقار الموجود على مستوى بلديتهم، دون أن تشرع في تطبيق مشاريعها أو البرنامج المسطرة في الميدان. أضاف أن مصالحه قدمت مسبقا اقتراحات فيما يخص المرافق التي يمكن إقامتها بالمنطقة، على غرار الملاعب الجوارية والمساحات الخضراء، غير أن لا جديد يذكر إلى حد الساعة، ونحن ننتظر رد السلطات الولائية للشروع في العملية التي من شأنها منح وجه حضري للبلدية، من خلال توفير أماكن للراحة والترفيه التي تعرف حاليا نقص فادحا بالمنطقة. ملاعب جوارية غير كافية تحدث مصدرنا عن أهم الإنجازات الجوارية الخاصة بالشباب، والتي بادرت البلدية إلى إنجازها من أجل جذبهم لشغل أوقات فراغهم من جهة، ومحاولة القضاء على الآفات الاجتماعية التي قد تنتشر بين أوساطهم بطريقة أو بأخرى من جهة ثانية. أضاف المتحدث أن مصالحه ركزت على إنجاز الملاعب بصفة خاصة، والقاعات الرياضية الخاصة بتقوية العضلات، باعتبارها من ضمن أهم انشغالات شباب مختلف البلديات، حيث قامت بإعادة ترميم مختلف الملاعب المتواجدة على مستوى البلدية. في السياق، أكد أنه تم ترميم الملعب الجواري لحي "ديار جماعة" الذي يضم مساحة كبيرة، غير أنه لا يكفي بفعل تواجد 13 فريقا رياضيا تضمه البلدية، كما تم ترميم ملعب "الدالية"، والملعب المتواجد على مستوى حي "جنان مبروك". كما أضاف نفس المتحدث أن مختلف هذه الملاعب ستحظى بالتجهيزات الضرورية. الجمعيات الرياضية ببوروبة تستنجد والهياكل غائبة طالبت الجمعيات الرياضية ببلدية بوروبة من جهتها، السلطات المعنية بتوفير المرافق الرياضية، على غرار القاعات والملاعب الجوارية. أكد ممثل عن الجمعيات أن بلديتهم تفتقر إلى أبسط المنشآت، معربين عن امتنانهم لرئيس البلدية السابق الذي أولى اهتماما كبيرا بهم وبمطالبهم، لكن على حد قولهم "ما باليد حيلة"، إذ كان يساعدنا من أمواله الخاصة ويهتم بكل انشغالاتنا برحابة صدر، لكن نريد من المصالح الولائية أن ترفع من ميزانيتنا فنحن من أفقر البلديات مقارنة بالبلديات الأخرى"-على حد قوله-. من بين الجمعيات التي تطالب بتوفير الهياكل الرياضية لممارسة نشاطاتها بالمنطقة، جمعية شباب "حي الجبل" التي طالبت السلطات المعنية، من الولاية ووزارة الشباب والرياضة، بإنشاء ملاعب جوارية، فالبلدية تحتوي على ملعب واحد يشهد اكتظاظا طوال الأسبوع، وجميع الجمعيات تستخدمه وأصبح لا يسعها، حيث قال ممثل هذه الجمعية "على الرغم من وجودة هذا الملعب، إلا أنه يفتقر إلى أبسط المرافق، فالمدرجات مُهترئة ولا وجود للإنارة، ونضطر إلى القيام بالتدريبات في النهار فقط". وفي السياق نفسه، طرحت جمعية "الهلال الرياضي" المختصة في فنون المصارعة الحرة انشغالها بعدم وجود قاعة للمصارعة، مما يجعلهم يستخدمون القاعة الوحيدة الموجودة على مستوى البلدية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، والتي تعاني بدورها من تدهور كبير، وعدد هائل من الشبان يتدربون فيها. مشاريع في الأفق في المقابل، خصصت ولاية الجزائر ميزانية تقدر بألف مليار سنتيم، لإنجاز مسابح وملاعب كرة قدم وغيرها من مرافق التسلية والترفيه بالعاصمة، حسبما أكده مدير الشباب والرياضة لولاية الجزائر، طارق كراش. من المنتظر استلام مسبح وملاعب كرة قدم ودور شباب على مستوى مختلف بلديات العاصمة، إذ يتم دوريا وخلال كل ثلاثة أشهر استلام عدد معتبر منها، يتم فتحها للشباب من أجل استغلالها وقضاء أوقات راحة على مستواها بعيدا عن الآفات الاجتماعية. كشف كراش عن أن الميزانية التي رصدت لجميع المشاريع قدرت ب1000 مليار سنتيم، إضافة إلى أن ميزانية الولاية في كل مرة تخصص عن طريق الصندوق الولائي، 30 بالمائة من الميزانية المقتطعة لصندوق الشباب. أضاف محدثنا أن مصالح مديرية الشباب بالعاصمة، ستعمل على إعادة الاعتبار للموجود من دور الشباب ومرافق ترفيهية لبعث النشاطات، وإعادة التجهيز تلك المرافق كليا، لاسيما أن الأمر سيعمل على استقطاب الشباب ويبعث فيه النشاط من جديد، بالتوجه إليها بعيدا عن طريق الانحراف. في السياق، أكد السيد كراش أن الولاية تعمل على استعمال برامج مختلفة في مجال محاربة الآفات الاجتماعية التي تترصد بالشباب في مختلف أحياء البلديات، حيث تم تجنيد شباب ينشطون في المجال من أجل التعريف بالمخاطر التي تتسبب فيها المخدرات ومختلف الآفات الاجتماعية الأخرى.