* email * facebook * twitter * linkedin لا يزال اللباس التقليدي يستقطب اهتمام عدد كبير ممن اختاروا ولوج عالم الخياطة والتفصيل، وهو حال مصممة الأزياء السيدة سامية لعواد، التي دخلت عالم الخياطة في البداية كحرفة يدوية ترجمت من خلالها موهبتها في هذا المجال، وسرعان ما شدها اللباس التقليدي الذي قررت التخصص فيه والدفاع عما يعتبر جزائريا، من خلال مشاركتها في بعض المهرجانات الدولية. تقول في بداية حديثها مع "المساء"، على هامش مشاركتها مؤخرا في مهرجان الموضة بالمغرب، إنها تعتبر نفسها من مصممات الأزياء المحظوظات، كونها تلقت دعوة للمشاركة في مثل هذا المهرجان الذي كان بالنسبة لها فرصة، أبرزت فيه ما تزخر به الجزائر من موروث متنوع في مجال اللباس التقليدي، وحسبها، فإن المنافسة في مجال اللباس التقليدي كانت كبيرة من طرف الدول المشاركة، مثل موريتانيا والسعودية والعراق والمغرب الدولة المنظمة. تمثلت مشاركة مصممة الأزياء سامية، في عرض تشكيلة مميزة من اللباس التقليدي التي تنوعت بين "البلوزة" الوهرانية و«الكاراكو" العاصمي و«البدرون" النايلي و«الفرقاني" القسنطيني، وحازت بموجبها على جائزة المشاركة في مهرجان "طنجة" للموضة في طبعته الرابعة، وحسبها، فإن تجربتها في مجال الخياطة والتفصيل لا تزال فتية لا تزيد عن الأربع سنوات، غير أن حبها للباس التقليدي جعلها تجتهد من أجل الترويج للموروث الجزائري في مجال اللباس، من خلال إبرازه في مختلف المحافل الدولية التي تشارك فيها، مشيرة إلى أن ما تراهن عليه اليوم، بعد أن اختارت التخصص في كل ما هو تقليدي، الدفاع على مكتسبات الجزائر في مجال اللباس ضد من يدعون أن بعض القطع ليست جزائرية، وتستدل في الإطار بما حدث لها في المهرجان عند عرض "القفطان" الذي لا يزال الاعتقاد السائد حوله بأنه مغربي، وتقول "قدمت بعض المعلومات التاريخية حول أصول القفطان وكيفية دخوله إلى الجزائر، تحديدا في العهد العثماني، ومن ثمة انتشر في أشكال وتفصيلات مختلفة"، وتوضح "بالمناسبة، من الجيد أن يكون مصمم الأزياء على اطلاع بتاريخ اللباس التقليدي، حتى يحسن تمثيله والدفاع عنه، لا سيما أنه يعتبر موروثا يعكس الهوية، بالتالي البحث مطلوب، خاصة في الجزائر، حيث التنوع كبير وبعض الألبسة التقليدية لم تأخذ حقها بعد من البحث والترويج لها للتعريف بها وبرموزها ودلالاتها". عن أهمية المشاركة في المعار والمهرجانات الدولية للتعريف باللباس التقليدي، أشارت محدثتنا إلى أن مثل هذه المشاركات تعتبر وسيلة للتعريف باللباس التقليدي الجزائري، الذي يعتبر من الألبسة التي لا تزال الكثير من الدول تبحث فيها وفي دلالاتها، بالتالي يعتبر طريقنا لإخراج لباسنا نحو العالمية هذا من جهة، وفرصة أيضا للاطلاع على ثقافات الدول العربية الأخرى، تقول "فمثلا هذا المهرجان مكنني من التعرف على ثقافة اللباس السعودي الذي يعتبر مميزا، وقد وقفت مع مصممة الأزياء السعودية على الاختلافات والدلالات في إطار التبادل الثقافي، وهي الغاية المرجوة من تنظيم مثل هذه التظاهرات". الترويج للباس التقليدي لا يتوقف على مجرد عرضه في المهرجانات فقط، بل يمكن أيضا التعريف به من خلال تلبيسه لبعض الفنانين والمشاهير، وهو ما عملت عليه محدثتنا، حيث تقول "تم اختياري لتلبيس كل من الفنانة المغربية نزيهة شعباوي والفنانة سميرة بلحاج من تشكيلتي التي شاركت بها، وبالمناسبة، أتمنى كمصممة أزياء مهتمة باللباس التقليدي، أن تبادر وزارة الثقافة إلى تنظيم مهرجان خاص باللباس التقليدي، لتثمينه وتشجيع المصممين على البحث فيه.