* email * facebook * twitter * linkedin تراجعت أسعار تداول النفط يوم الجمعة في نهاية أسبوع، بفعل تجدد المخاوف بشأن حرب التجارة الأمريكية الصينية، وذلك بالرغم من تحقيق العقود الآجلة لمكاسب أسبوعية، مع تسجيل مزيج برنت أكبر زيادة أسبوعية له منذ جانفي الماضي، بفعل الهجوم على منشآت طاقوية سعودية مطلع الأسبوع. ورغم إعلان السعودية عن استرجاع قدرتها الإنتاجية في هذه المنشآت نهاية الشهر الجاري، فإن شكوكا تحوم حول هذه الإمكانية، حيث يرى خبراء أن ذلك يتطلب وقتا أطول، لكنهم يؤكدون في نفس الوقت، عدم وجود أي مشكل مع الإمدادات في ظل توفر مخزونات هامة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 64,28 دولارا للبرميل، في حين أغلق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط منخفضا 4 سنتات إلى 58,09 دولارا للبرميل. إلا أنه على مدار الأسبوع، سجلت الأسعار ارتفاعا بلغ بالنسبة للبرنت 6,7 بالمائة، في أكبر مكاسبه منذ جانفي الماضي، فيما زاد سعر غرب تكساس الوسيط 5,9 بالمائة، وهي أكبر مكاسبه منذ جوان. وتراجعت سلة خامات أوبك بدورها من 64,57 دولارا للبرميل يوم الأربعاء إلى 64,34 دولارا للبرميل يوم الخميس، حسبما أوردته منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في بيان لها. وعرفت سوق النفط قفزة بنحو 20 بالمائة يوم الاثنين في رد فعل مباشر على هجوم 14 سبتمبر على مصانع شركة النفط السعودية "أرامكو"، والذي قلص الإنتاج السعودي بمقدار النصف والإمدادات العالمية بنحو 5 بالمائة، إلا أنه سريعا ما تخلت الأسعار عن معظم تلك المكاسب لاحقا، بفعل تطمينات من المملكة بأنها ستستعيد الإنتاج المفقود بنهاية الشهر الحالي. وتعرضت مصفاة بقيق، إحدى أكبر منشآت معالجة البترول في العالم، لأضرار جسيمة جراء هجوم السبت الماضي بواسطة طائرات بدون طيار وصواريخ، وبالإضافة إلى بقيق، استهدف الهجوم أيضا حقل هجرة خريص في شرق المملكة. وعلى إثر الهجوم، انخفض إنتاج السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط، بنحو 5,7 مليون برميل يوميا. وتعهد وزير الطاقة السعودي الأمير، عبد العزيز بن سلمان، في وقت سابق، باستعادة مستوى الإنتاج السابق بحلول نهاية الشهر الجاري، والوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 12 مليون برميل يوميا بحلول نهاية نوفمبر المقبل. لكن الوزير الأسبق للطاقة والمناجم، الرئيس الأسبق لمنظم الدول المصدرة للنفط شكيب خليل، شكك في قدرة السعودية على استرجاع كامل الطاقة الإنتاجية لحقل بقيق في القريب، وقال في فيديو نشره على صفحته بالفايسبوك، إن "إصلاح المنشآت سيأخذ وقتا طويلا لاسترجاع القدرة الإنتاجية الكاملة لحقل بقيق". وأوضح أن الضربات الصاروخية على المنشآت البترولية السعودية، "دمرت كليا القدرة الإنتاجية لحقل بقيق وهو ما يساوي 5,7 مليون برميل يوميا، يعني نصف القدرة الإنتاجية للسعودية و5 بالمائة من القدرة الإنتاجية العالمية"، مشيرا إلى أن "الضربات أثرت على الأسعار نسبيا، حيث سجلت ارتفاعا بنحو 10 بالمائة فقط". وذلك راجع وفقا لتحليله لكون "السوق البترولية أخذت بعين الاعتبار الكمية الهائلة من المخزونات من النفط في البلدان الغربية وروسيا والصين والسعودية، والتي تمكن من سد احتياجات العالم لمدة شهر أو شهرين، من دون أن ننسى إنتاج الدول خارج أوبك". وبالنسبة للرئيس الأسبق ل«أوبك"، فإنه "إذا تكررت مثل هذه الاعتداءات على المنشآت النفطية السعودية، فإنها ستخلق أوضاعا جديدة غير مستقرة لسوق النفط بما ينتج عنه ارتفاع في الأسعار"، مسجلا في المقابل أن الأسعار المرتفعة للبترول ستنعكس سلبا على النمو الاقتصادي العالمي المتضرر بالحرب التجارية الصينية الأمريكية، ما سيؤدي إلى "انعكاسات سلبية على الطلب". واعتبر خليل أن مستقبل سعر النفط، سيكون مرتبطا بردود فعل أمريكا والسعودية وإيران والحوثيين، معبرا عن اقتناعه بأن "أي حرب في المنطقة ستنعكس على أسعار النفط، لأن 20 بالمائة من النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز، ليخلص إلى أن "لا أحد يعلم ما سيحدث في الأسابيع القادمة".