* email * facebook * twitter * linkedin تبدو الأمور على أحسن ما يرام في مولودية الجزائر بعد مرور أربع جولات عن بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، حيث يحتلّ المركز الأوّل بمفرده بعد تعادل واحد وثلاثة انتصارات حقّقها خارج الديار، ولا يبدو مستعدا لترك ريادة المنافسة في ظلّ الأجواء الممتازة الموجودة داخل تشكيلته وفي محيطها. تبدو هذه النتائج التي وصل إليها العميد أحد عوامل استقرار التعداد داخل الفريق، إذ أن تسعين في المائة من تركيبته تعد من تعداد الموسم المنصرم، ما جعل العميد يحافظ على انسجامه، وأكثر ما سهّل مهمة المدرب بيرنار كازوني أنه يعرف نسبة كبيرة من لاعبي هذا الموسم الذين دربهم قبل استقالته من العارضة الفنية عند منتصف البطولة الفارطة. تقريبا، كلّ لاعبي الفريق يرجعون البداية الموفقة في البطولة إلى التحضيرات القوية التي أجراها الفريق في الصائفة، وهذا ما يؤكّده القائد عبد الرحمان حشود "انتصاراتنا الثلاثة المتتالية لم تأت بالصدفة أو بضربة حظ. فكل من وقف على مردود الفريق في المواجهات الثلاث ضد بارادو حيدرة ببولوغين ثم شبيبة الساورة ومولودية وهران خارج ملعبنا، أدرك بدون شك أنّ فريقنا استحق ما تحصّل عليه من نقاط بفضل الاستعداد البدني الذي أبان عنه اللاعبون. البعض شكّك في قدرتنا على الرجوع من جديد بانتصارات من خارج الديار لكن فاجأناهم بعدما فزنا على مولودية وهران بملعبها. نعم اليوم أصبحنا نشكل مجموعة قادرة على فرض نفسها في أي ملعب وهذه الذهنية يجب الاحتفاظ بها إلى غاية نهاية البطولة، لكن من السابق لأوانه القول من الآن إنّ العميد سيكون بطل المجموعة بدون نزعة لكون مشوار المنافسة لا زال سوى في بدايته". غير أنّ زملاء حشود يدركون أنّ ضغط الأنصار سيتزايد لمجرّد أنّ الفريق قفز إلى المركز الأوّل في الترتيب ويتعيّن عليهم التعامل مع هذا الضغط باحترافية كبيرة من أجل خلق انسجام تام مع مشجعيهم ودفعهم إلى الوقوف معهم في المباريات الصعبة التي تنتظرهم. من جهته، يرفض مدرب الفريق، بيرنار كازوني، الحديث من الآن عن اللقب، معتبرا أنّه من السابق لأوانه مجرد التفكير فيه، "لا أريد الحديث في هذا الموضوع لكون البطولة توجد في بدايتها ولم نقف بعد بصفة واضحة على نقاط قوتنا وضعفنا، وأكيد أنّ السباق عن اللقب لا يخصّ فريقنا فقط بل هناك فرق أخرى أبانت من الآن عن طموحها للعب الأدوار الأولى في بطولة هذا الموسم على غرار شباب بلوزداد، شبيبة القبائل واتحاد الجزائر". التقني الفرنسي قال أيضا "لا زلت في طريق إعداد مشروع نوعية إستراتيجية اللعب التي أريد أن ينتهجها فريقي وهذا يتطلب بالنسبة لي وقتا طويلا حتى تتمكن مولودية الجزائر من انتهاج طريقة لعب قوية ستتمكّن من خلالها تسجيل الانتصارات تلو الأخرى"، كل هذا يدلّ على أنّ المدرب بيرنار كازوني لا يريد الضغط على لاعبيه بقدر ما يسعى بالدرجة الأولى إلى تعويدهم كمرحلة أولى على طريقة عمله وعلى خططه التكتيكية. تجدر الإشارة إلى أنّ مولودية الجزائر ستواجه غدا بملعب "5 جويلية" الفريق العماني ظفار لحساب مباراة الذهاب الخاصة بالكأس العربية. ويأتي هذا الموعد متزامنا مع الاستعداد الجيد الذي يتميز به فريق العميد. فلا مجال أمامه سوى تحقيق الانتصار بنتيجة عريضة تعزّز حظوظه في المرور إلى الدور القادم من هذه المنافسة التي كان قد أقصي منها في طبعتها الأخيرة من قبل نادي المريخ السوداني، وعليه أن يستغل في مباراة الغد الدعم الكبير الذي سيقدّمه له جمهوره العريض الذي سيتوافد بأعداد كبيرة على مدرجات الملعب الأولمبي، حيث سيقف كرجل واحد من أجل دفع تشكيلته المفضلة لسحق المنافس العماني. وسيكون أمام المدرب بيرنار كازوني حرية كبيرة في اختيار أنسب تشكيلة لهذه المواجهة بعد عودة العناصر التي كانت تعاني من الإصابة على غرار سامي فريوي وميلود الربيعي. الأوّل سيدعم الخط الأمامي المتكون من جابو، درارجة ونقاش بينما الثاني سينسق في وسط الميدان مع زميليه حراق وبورديم الذي كان قد أهدى لفريقه هدفا ثمينا في مباراته الأخيرة ضد فريق مولودية وهران بملعب هذا الأخير. ورغم أنّ مولودية الجزائر ستلعب ضد منافس متواضع المستوى، إلا أن كازوني لم يتوان في تحذير عناصر تشكيلته من مغبة الإفراط في الثقة بالنفس والاعتقاد أن فريق ظفار سيكون سهل المنال، لكون التقني الفرنسي يدرك تمام الإدراك أنّ ورقة التأهل إلى الدور القادم من هذه المنافسة ستلعب في مباراة الغد.