* email * facebook * twitter * linkedin رعاية الأبناء وتربيتهم واجبة على الوالدين، ولا يجوز التقصير في أدائهما؛ فبحكم الأولاد فلذات أكباد، وجيل المستقبل، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة، لكن قد يتساءل الكثير من الآباء عن أسس التربية الصحيحة وطرق التعامل مع الأطفال، وعن الطريقة الأمثل للتربية دون ضرب أو عنف. نصائح مهمة: التفريق بين الضرب والعنف والعقاب: العقاب أسلوب تربوي، غايته أن يتأدب الطفل ويتعلم ألا يكرر ما وقع فيه من أخطاء، بينما يستخدم مفهوما الضرب والعنف للدلالة على الاعتداء بدافع الانتقام، وهذا أبعد ما يكون عن مفاهيم التربية ومساعيها. ولا يفرق العديد من الآباء بين مفاهيم الضرب والعنف والعقاب، لدرجة أنهم يربون أبناءهم بطريقة لا مكان لأساليب العقاب فيها، مما يساهم في ترسيخ مفهوم خاطئ لدى الطفل؛ مفاده أنه لا يخطئ، وأن كل فعله صحيح، لذلك يجب أن يدرك الآباء الفرق بين هذه المفاهيم؛ لتوظيفها في التربية. الموازنة بين اللين والشدة في الكلام: توجد طرق عديدة للتربية، منها القديمة، والحديثة، أما المفيدة منها فهي ما تمكّن الطفل من التعلم بعمق؛ ليكون فيما بعد فردا صالحا، يعامل الناس باتزان وحكمة، لهذا يجب على الآباء أن يتبعوا أسلوب الشدة والحزم في كلامهم؛ مثلما فعل أجدادهم، دون أن يغفلوا جانب اللين في الحديث والإقناع؛ لينشأ الطِفل متعلِما باللين والشدة، وأسلوب الإقناع والتأثير، فيجعله هذا متزنا ومبدعا. التربية دون ضرب: يعد الضرب من الأساليب التي تترك أثرا وعواقب كبيرة؛ سواء في الجانب الجسدي أو النَفسي، إن خرج عن حدود التأديب والأسس المعقولة التي يمكن تطبيقها، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار شخصية الطفل ونفسيته، مما يؤثر على مستقبله ويحطمه، وقد يتساءل الآباء حول أساليب التأديب والعقاب التي يمكن أن تحل محل الضرب، فيحتارون في هذا الخصوص، لكن في الأحوال كلها يجب تجنب ضرب الطفل تحت أي ظرف؛ لأنه لا يدرك ما يقوم به، ولا يميز بين الصحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ لذلك يجب ألا يعاقب بالضرب. من البدائل العديدة لأسلوب الضرب المؤذي ما يلي: النظر إلى الطفل نظرة حادة، أو التعامل معه بأسلوب الهمهمة، فلكلا الأسلوبين تأثير كبير وإيجابي؛ خاصة حين يوجه إليه نهي أو أمر معين، حينها ينظر إليه والداه نظرة حادة تشعره بغضبهما، لكن يجب تدريب الطفل على هذه النظرة منذ صغره؛ ليعرف معناها، ويمتثل لأمر والديه. حرمان الطفل مما يحب مع التدرج في ذلك؛ فيحرَم بداية من الأمور التي يحتاجها احتياجا أقل من غيرها، كالألعاب مثلا، ثم يرفع مستوى الحرمان إن لم يستجب، فيطال اللعب مع أصدقائه خارجا، ثم من مصروفه، وهكذا. تركه يتحمل مسؤولية عدم استجابته بعد أن يكون الوالدان قد نبهاه مسبقا على ذلك، كأن لا يستجيب الطِفل مثلا لطلب والديه بأن يحل واجباته المدرسية، فيكون الأسلوب الأمثل بأن يتركه والداه يذهب إلى المدرسة دون حل الواجبات؛ كي يتحمل مسؤولية ما صنعت يداه وعاقبته، فيعرف أنه كان مخطِئا. استخدام أسلوب الخِصام والهجر، كونه أسلوب فعال جدا، خاصة إذا كانت علاقة الطفل مع الوالدين وثيقة، ويؤلمه أن يهجره والداه أو يتجنبا محادثته، مما يدفعه إلى طلب رضاهما، وإنجاز ما هو مطلوب منه، أو العودة عما قام به. إظهار خيبة أمل الوالدين وعدم رضاهما بفعل الطفل، فحينما يشعر الطِفل بأن والديه خاب أملهما فيه، جراء تَصرفه الذي بدر منه، فإنه سيشعر بالذنب، ومن الواجب أن يخبراه بما كانا يتوقعانه منه، ومن الضروري التثبت من أن الطفل فهم الصواب من الخطأ، وإخباره بنتائج فعله وتصرفه الخاطئ. اختيار منطقة منعزلة في المنزل، مثل كرسي في زاوية معينة لا يتردد عليها الكثير، وجعلها مكانا لقضاء فترة التأديب فيه، فيكون لدى الطفل علم مسبَق بأنه في حال تصرف تصرفا خاطئا، ولم يستجب لما يقوله له والده، سيعاقب مدة زمنية معينة في ذلك المكان.