* email * facebook * twitter * linkedin أشاد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بمستوى العلاقات الثنائية بين الجزائروروسيا في كل المجالات، متمنيا "تطورها أكثر في إطار اللجنة المشتركة الجزائرية-الروسية التي ستعمل على تحديد المحاور التي بإمكاننا العمل على تطويرها"، من جهته قال الرئيس الروسي إن "بلاده تولي اهتماما خاصا لتطوير التعاون الاستراتيجي مع الجزائر"، مشيرا إلى أن الشراكة بين البلدين تعتبر "متجذرة وقديمة" قائمة على أساس الصداقة والتعاون المتبادل". وتم التأكيد على مستويات التعاون الجيدة بين الطرفين خلال محادثات جرت أول أمس، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ونظيره الروسي بسوتشي في روسيا، على هامش انعقاد القمة الروسية الإفريقية الأولى. حيث تناول الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. كما شكل اللقاء الذي جرى بحضور وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم، ووزير المالية محمد لوكال، ووزير الطاقة محمد عرقاب، مع نظرائهم الروس إلى جانب مسؤولين سامين من كلا البلدين، فرصة سانحة لبحث آليات التعاون بين البلدين و سبل تطويرها. في هذا الصدد ثمّن رئيس الدولة المبادرة الروسية لتنظيم هذه القمة، معتبرا أن "المشاركة القوية للدول الإفريقية تبين مدى اهتمام هذه البلدان بمستقبل العلاقات بين إفريقيا وروسيا". من جانبه صرح الرئيس الروسي أن بلده يأمل "بكل صدق" أن "تتجاوز الجزائر الصعوبات التي تواجهها وأن تعزز سيادتها"، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك. في هذا الخصوص أكد بوتين قائلا "نعلم أن أحداثا هامة جدا تجري حاليا في الجزائر، و نأمل بكل صدق أن يتجاوز الشعب الجزائري صعوبات المرحلة الانتقالية، كما أننا مقتنعون أن الأمور ستجري بشكل يستفيد منه الشعب الجزائري ويعزز دولته وسيادتها". وحسب الرئيس الروسي فإن موسكو "تولي أهمية كبيرة لتطوير الشراكة الإستراتيجية مع الجزائر التي تعد أحد شركائها الاقتصاديين الأساسيين في إفريقيا وفي العالم العربي". وأردف يقول إن التبادلات الروسية الجزائرية ارتفعت ب«18 بالمائة في 2018 لتبلغ قيمتها حوالي 5 ملايير دولار". تعزيز العلاقات الأفروروسية مرهون بمشاركة قوية للاتحاد الإفريقي وبخصوص قمة روسيا إفريقيا أكد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أنها تمثل "نقطة انطلاق" نحو مرحلة نوعية جديدة في العلاقات الثّنائية، مبرزا أن إفريقيا تنفتح على جميع شركائها الأجانب من خلال إنشاء منتديات ثنائية أو متعدّدة الأطراف للتّشاور وفي مختلف الميادين. وقال في خطابه خلال افتتاح أشغال القمة إن "العلاقات بين روسيا وإفريقيا علاقات قديمة، وهي تستمد أصالتها وحيويتها من النّضال الطويل للشعوب الإفريقية ضد الاضطهاد الاستعماري، والدعم الثابت واللامشروط الذي لقيته حركات التحرر الإفريقية من لدن الشعب الروسي الصديق". في هذا الإطار، أضاف أن هذا الاجتماع الأول من نوعه يمثل "تتويجا منطقيا لمسار سياسي حافل في إطار التقارب والتعاون بين بلداننا طيلة هذه السنوات، وهو ما ينبغي تثمينه والإشادة به، ويدعونا في نفس الوقت إلى بعث إطار هذا التعاون المتجدد للعلاقات بين روسيا وإفريقيا، خاصة وأنّ قارتنا تنفتح على جميع شركائها الأجانب من خلال إنشاء منتديات ثنائية أو متعدّدة الأطراف للتّشاور و في مختلف الميادين". كما اعتبر أن هذا الاجتماع يعد عمليًا "نقطة انطلاق نحو مرحلة نوعية جديدة في علاقاتنا الثّنائية"، معبّرا عن قناعته أن الإجتماع "سيفضي من دون شك إلى التوصّل إلى تحاليل ورؤى مشتركة بنّاءة وتوجّهات جديدة واعِدة، سنرسم من خلالها معالم طريق العلاقات الشّاملة التي ستربط البلدان الإفريقية بروسيا مستقبلا، علاقات نريدها قويّة ومثمرة ستكتنفها تطلّعات وطموحات شعوبنا في التّقدّم والإزدهار". كما اعتبر أن تعزيز العلاقات الشّاملة بين الدول الإفريقية وروسيا، مرهون بمشاركة قويّة للاتحاد الإفريقي في هذه العملية، مؤكدا أن العلاقات "المميّزة" التي تربط روسيا بالعديد من البلدان الإفريقية بما فيها الجزائر، "مؤهّلة لأن تكون مثالا يقتدى به و أن يكون لها الأثر الإيجابي على البلدان الإفريقية قاطبةً". وتابع رئيس الدولة قائلا: "إنّ بلدي الذي تجمعه بروسيا علاقة جيّدة مبنية على أساس تقوية المصالح المتبادلة، يرى أنّ تعزيز علاقاتنا الشّاملة هذه مرهون بمشاركة قويّة للإتّحاد الإفريقي في هذه العملية، خاصّة وأنّ منظمتنا القاريّة قد برهنت عبر ما يقارب جيل من الزّمن على دورها الرّيادي الذي لا غنى عنه في المساهمة جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء في تعزيز القارّة الإفريقية، والدفع بعلاقاتها قدما إلى الأمام مع شركائها الأجانب". ولهذا قال السيد بن صالح، "إن الجزائر لعلى يقين بأنّ الإتّحاد الإفريقي سوف يجد مكانه الحقيقي في مسار عمليّة التّعاون الطّموحة التي نصبوا إليها في إطار العلاقة الرّوسية-الإفريقية". وأكد أن إفريقيا تصبو إلى "دور ريادي" واضح يهدف إلى ضمان اندماجها التدريجي في المبادلات التّجارية العالمية. مضيفا أن هذا الإندماج يتم "من خلال إقامة شراكة اقتصادية فعّالة مع شركائها الأجانب، شراكة من شأنها أن تستقطب الموارد المالية و الوسائل التكنولوجية الكفيلة بضمان نمو اقتصادي مستدام يأخذ في الحسبان اعتبارات السّلامة البيئية وضروريات التنمية الاجتماعية". وفي مجال التكوين بما في ذلك البحث و الهندسة والتخصصات الفنية والأكاديمية، أشار السيد بن صالح أنه "من الضروري إيجاد آليّات جديدة لتحفيز هذا التعاون و خاصة في قطاعات التكنولوجيا الحديثة". وفي هذه الإطار، اعتبر رئيس الدولة أن "مساهمة روسيا تبقى مرحب بها ويمكن أن تساعدنا في التطلّع لآفاق جديدة للتعاون"، مضيفا أنه "لا شك أنّ الشركات والمؤسسات الروسية قادرة على تعزيز هذا التعاون من خلال الاستثمار وإطلاق المشاريع المشتركة في القطاعات ذات الأولوية". يذكر أن السيد بن صالح، يشارك في هذه القمة التي تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسيا والدول الإفريقية، على رأس وفد رفيع المستوى يضم كل من وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم، ووزير المالية محمد لوكال ووزير الطاقة محمد عرقاب. وانعقدت أشغال القمة الأولى روسيا-إفريقيا أول أمس، بسوتشي، بحضور نحو خمسين رئيس دولة وحكومة إفريقية. وعلى هامشها استقبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا، حيث تناول الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، وكذا تقييم أجندة القمة الروسية الإفريقية. وشكل اللقاء الذي جرى بحضور وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، فرصة لتقييم مدى تطبيق اتفاق الجزائر حول السّلم والمصالحة في مالي.