* email * facebook * twitter * linkedin كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، عن استعداد أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم عن تخفيض حصص إنتاجها من الخام بحوالي 20 مليون برميل يوميا بما يشكل ضعف الكمية التي تم الاتفاق على امتصاصها خلال اجتماع "أوبك + "مساء الأحد والمقدرة بحوالي 10 مليون برميل. وكتب الرئيس الأمريكي في تغريدة على موقع "تويتر" إن "أوبك +" قررت في حقيقة الأمر تقليص الإنتاج العالمي ب20 مليون برميل يوميا وليس ب10 ملايين برميل التي تم الإعلان عنها من قبل". وأضاف أنه في حال تم تجسيد ذلك على أرض الواقع وفي حال خرج الاقتصاد العالمي من وضعية الانكماش التي آل إليها بسبب كارثة فيروس "كوفيد 19" فإن أسعار النفط ستستعيد عافيتها وبسرعة أكبر مما كان متوقعا لها. وجاءت تأكيدات الرئيس، ترامب بعد أن تفاعلت أسعار برميل النفط إيجابيا مع اتفاق "أوبك +" مساء الأحد وإعلان العاهل السعودي والرئيسين الروسي والأمريكي عن دعمهم للاتفاق الذي حدد تقليص الإنتاج بحوالي 10 ملايين خلال الشهرين القادمين، بما يعادل 10 بالمئة من إمدادات النفط العالمية. وأكدت الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أكدوا دعمهم للاتفاق المذكور بعد مكاملة هاتفية تمت بينهم لبحث مستقبل سوق النفط العالمية على خلفية الآثار الكارثية التي خلفها فيروس "كورونا" على الاقتصاد العالمي وصناعة النفط العالمية. وكانت دول "أوبك+" أعلنت الخميس الماضي عن الخطوط العريضة لتقليص الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميا، قبل أن تعترض المكسيك على الحصة التي طلب منها تخفيضها والمقدرة بحوالي 400 الف برميل، بما استدعى عقد اجتماع مساء الأحد الذي سمح بالتوصل إلى اتفاق نهائي. وقال وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان إن بلاده والكويت والإمارات العربية تطوعوا بتخفيضات أكبر من المتفق عليها لتصل تخفيضات "أوبك+" فعليا إلى 12,5 مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات الإنتاج الحالية. وقال وزير النفط الكويتي خالد الفاضل إن إجمالي تخفيضات الإمدادات العالمية من الخام قد تصل إلى 20 مليون برميل يوميا، بما يمثل حوالي 20 بالمئة من الإمدادات. وسجلت أسعار برميل الخام في افتتاح التبادلات التجارية امس ارتفاعا بنسبة 8 بالمئة من أسعاره ليصل برميل خام "برنت" بحر الشمال إلى 32,52 دولار للبرميل بعد أن تهاوى في الأيام الأخيرة متأثرة بالانتشار السريع لفيروس "كورونا" وتأثيره المباشر على انكماش الاقتصاد العالمي إلى 20 دولارا فقط للبرميل. ومهما يكن فإن الاتفاق شكل أكبر اختراق تحققه الدول النفطية سواء داخل "أوبك" أو خارجها في عملية تخفيض وصفت ب التاريخية" علها تسمح باستعادة الاستقرار إلى سوق نفطية عرفت هزات قوية بين اكبر المنتجين، روسيا والعربية السعودية قبل أن يزيده إغراقا الظهور المفاجئ لفيروس كورونا بعد تخطيه الحدود الصينية وبلوغه الولاياتالمتحدة في اكبر عملية اجتياح فيروسي يعرفها العالم. واتفقت روسيا والعربية السعودية وفق هذا الاتفاق، الالتزام بإنتاج 8,5 مليون برميل يوما لكل منهما بعد أن كانتا قد رفعتا قدراتهما الإنتاجية إلى اقتصاها متجاوزتين عتبة 10 ملايين برميل، مما أدى إلى حالة تخمة في سوق مشبعة وبمخزونات عالمية قياسية أدت إلى انهيار الأسعار في اكبر أزمة نفطية يعرفها العالم منذ بداية هذه الألفية. ورغم اعتبار الموقعين على الاتفاق بانه تاريخي إلا أن مختصين في شؤون أسعار وتقلباتها بقوا إلى غاية أمس حذرين في الحكم على قدرة الاتفاق في إعادة الأسعار إلى سابق عهدها بالنظر إلى كميات ضخمة مازالت معروضة في سوق متخمة قدروها بحوالي 30 مليون برميل يوميا وخاصة في ظل استمرار تأثيرات فيروس كورونا التي تخيم على اكبر الاقتصادات الدولية. وهو ما يجعل السوق النفطية العالمية رهين قدرة المنظومة الصحية العالمية في احتواء داء "كورونا" والذي من شأنه أن يسمح بعودة الروح إلى اقتصاد عالمي انكمش على نفسه ومازال في حالة ترقب لما سيأتي به المستقبل القريب من تطورات إيجابية لإعادة الخروج من قوقعته بعد تراجع استهلاك النفط في العالم بنحو 30 بالمئة. عرقاب بشأن اجتماع دول أوبك وخارج أوبك: الجميع متفق على حصص ومدة تخفيض الإنتاج كشف وزير الطاقة، محمد عرقاب، أن بلدان أوبك وخارج أوبك توصلت، خلال اجتماع يوم الأحد عبر تقنية التحاضر عن بعد، إلى الاتفاق حول الحصص وتخفيض الإنتاج ومدة هذا التخفيض. وأوضح الوزير خلال لقاء مع الصحافة أن جميع بلدان أوبك وخارج أوبك الذين شاركوا في الاجتماع الثاني عبر تقنية التحاضر عن بعد حول تخفيض حصص الإنتاج النفطي من أجل إعادة التوازن لسوق الذهب الأسود، قد توصلوا إلى اتفاق شامل حول الكمية ومختلف مراحل تخفيض الإنتاج سيما بالنسية للمكسيك. وأردف السيد عرقاب أن "الهدف من هذا الاجتماع الثاني كان التحقق من الأرقام التي تخص مجموع الدول الأعضاء في هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخمي، إذ كان علينا بعد الاتفاق الأول إعادة دراسة الأرقام الخاصة بدولة المكسيك حول حصة تخفيض انتتاج النفط". وحسب رئيس مؤتمر أوبك فإن الأمر يتعلق باتفاق تاريخي لقي رضاء الدول الأعضاء في هذا الاتفاق كافة والتي التزمت بالتطبيق الفعلي لهذا الاتفاق". مضيفا أنه "ستكون هناك مبادرات أخرى لاستقطاب بلدان منتجة أخرى غير موقعة على هذا الاتفاق للمساهمة في اتفاق التعاون لخفض الإنتاج". كما ذكر السيد عرقاب أن انخفاض الطلب في أسواق النفط نتيجة انتشار فيروس كورونا على المستوى العالمي والكميات المعتبرة المتواجدة في السوق والمخزنة، "جعلت الاتفاق بهذا الحجم وبهذه الكميات الكبيرة من أجل امتصاص الكميات الهائلة الموجودة في السوق لإعادة توازنه لصالح البلدان المنتجة والمستهلكة". يذكر أن الاجتماع الأول تم عقده يوم الخميس الماضي عبر تقنية التحاضر عن بعد بين بلدان أوبك وخارج أوبك استغرق 10 ساعات من المفاوضات الجادة. وعقب هذا الاجتماع اتفقت البلدان المنتجة من بينهم الجزائر على تخفيض إنتاجهم ب 10 مليون برميل يوميا خلال الشهرين المقبلين ابتداء من 01 ماي إلى نهاية جوان 2020.