* email * facebook * twitter * linkedin تُعد سطيف من الولايات المتضررة من وباء كورونا منذ بداية الجائحة؛ إذ تحتل المرتبة الرابعة على المستوى الوطني مناصفة مع ولاية وهران، حيث أحصت إلى غاية مطلع الأسبوع الجاري، قرابة 630 حالة، منها سبعة عشرة حالة وفاة، و200 حالة امتثلت للشفاء بعد تلقيها العلاج ووضعها تحت الحجر الصحي؛ أرقام جعلت القائمين على قطاع الصحة يدقون ناقوس الخطر، ويعلنون عن حالة طوارئ قصوى بسبب المنحى التصاعدي الذي بات يميز مؤشر الإصابات من يوم لآخر. يُجمع أصحاب المآزر البيضاء على أن سطيف باتت من الولايات الأكثر تضررا جراء انتشار وباء كورونا، وأن الأوضاع مرشحة للأخطر في حال استمرار الأمور على حالها، لا سيما في ظل لا وعي أكبر فئة من السكان بخصوص استعمال الكمامة بالنظر إلى عدم التقيد بالتعليمات الطبية. ويُرجع الأخصائيون تواجد ولاية سطيف ضمن الأربع ولايات الأولى من حيث الإصابات بداء كورونا منذ بداية الجائحة، إلى عدة عوامل، منها المكانة الاستراتيجية للولاية المعروفة بطابعها الصناعي والتجاري، لاسيما من حيث تجارة المواد الغذائية، حيث يُعد سوق الجملة بالولاية الممون الرئيس لولايات الشرق وحتى ولايات الجنوب الشرقي. ولعل ما ساهم في تفشي الوباء بشكل كبير، قرار السلطات، الرامي إلى رفع الحجر الجزئي خلال شهر رمضان، والذي كان له الانعكاس السلبي. وخلال لقاء الوالي مطلع الأسبوع الجاري بالأسرة الطبية، أكد البروفيسور عباس محنان مدير النشاطات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجامعي سطيف، أن الوضعية الخاصة بداء كورونا بالمستشفى مقلقة جدا. ولفت انتباه السلطات قائلا: "لو استمر الوضع على ما هو عليه فإن ولاية سطيف ستكون الأولى من بين الولايات في عدد الإصابات، وستتجاوز الولايات التي هي في المقدمة حاليا". وأضاف نفس المتحدث أن مستشفى سطيف سجل منذ 15 مارس 2020 تاريخ بداية استقبال حالات كورونا بالمستشفى 629 شخصا أجري لهم تحاليل الكشف عن الفيروس، منهم 226 شخصا كانت نتائجهم إيجابية، و320 شخصا بنتائج سلبية، مع تسجيل وفاة 17 مريضا. ويتواجد حاليا بالمستشفى 83 حالة في انتظار الكشف، و8 مرضى في الإنعاش. وقال البروفيسور محنان إن عدد الوفيات ارتفع في الأسابيع الأخيرة نظرا لارتفاع عدد الإصابات، فبعد أن كان المستشفى يسجل وفاة واحدة بالوباء كل عشرة أيام تقريبا، أصبح يسجل وفيات يوميا؛ حيث سجل مؤخرا 5 وفيات في ظرف أسبوع واحد.