رفع الأساتذة الأطباء بالمركز الاستشفائي الجامعي الحكيم ابن باديس، بقسنطينة، مشكل تعطل شبكة قنوات الأكسجين التي تزود المرضى في مختلف المصالح، مؤكدين أنه منذ ثلاثة أيام، كادت تحدث كارثة بهذا الصرع الصحي الذي يعد الأكبر من نوعه بشرق البلاد، لولا تدخل الجهات المعنية التي زودت المستشفى بعدد من قارورات الأكسجين. اعتبر مدير المستشفى السيد بلميلي طارق، على هامش تدخلها باللقاء المخصص لتقييم وضعية وباء كوفيد-19 بقسنطينة، أن تعطل شبكة الأنابيب الحاملة للأكسجين يعود بالأساس إلى قدمها، وعدم تغييرها منذ مدة طويلة، ما أحدث بها ثقوبا أدت إلى تسرب الأكسجين خارج الشبكة، مضيفا أن التجهيزات الخاصة بتوزيع الأكسجين داخل المصالح هي الأخرى عرفت ضررا بسبب القدم وكثرة الاستعمال، ليقدم تقييما أوليا بشأن إصلاح هذه الشبكة في حدود 2 ملايير سنتيم، وفق ما أشار إليه مكتب دراسات تم الاستعانة به لتحديد التكلفة، وقال إن الأمر لن يكون سهلا وسيستغرق وقتا من أجل إتمام المهمة. وحسب المدير العام للمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، فإن هذا الصرح الصحي خصص مصلحة لاستقبال مرضى كوفيد-19، في حدود 120 سريرا، وقد تدعم المستشفى منذ أيام بعدد إضافي من الأسرة بعد تحويل مصلحة أمراض الجلد لاستقبال المصابين بأمراض الكوفيد-19، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 140 سريرا، وقال إن المستشفى قادر على الوصل إلى توفير 180 سريرا لاستقبال مرضى الكوفيد، لكن الأمر مستحيل في الوقت الحالي بسبب تضرر شبكة الأكسجين. من جهته، اعتبر البروفيسور نوري نسيم، رئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، أن الاعتماد على قارورات غاز الأكسجين، لوقت طويل، يشكل خطرا على المرضى، مضيفا أن الوقت الذي يتم فيه استبدال قارورة فارغة بقارورة مملوءة في بعض الثواني، تشكل خطرا على صحة المريض، وقد تسبب حتى في توقف الوظائف الحيوية، وقال إنه لا بديل عن الأكسجين الثابت، الموزع عبر شبكة القنوات. طالب البروفيسور نسيم نوري، بوضع خيمة عملاقة بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، لامتصاص الضغط على هذه المؤسسة، تخصص لاستقبال وتوجيه المشتبه بإصابتهم بوباء كوفيد-19، في ظل تشبع المصالح المخصصة لاستقبال المصابين بهذا الفيروس، ليطالب من السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي، بتوفير عدد من رجال الأمن يكونون سندا لأعوان الأمن الداخلي، في ظل الضغط الكبير على الطواقم الطبية وتصرفات بعض مرافق المرضى، خاصة من المشتبه في إصابتهم بفيروس كورنا والذين لا يحترمون الإجراءات الوقائية من تباعد وارتداء الكمامات ويكونون مصدرا محتملا للعدوى، كما يقومون بالاعتداء بالسب والشتم وحتى الضرب على الطواقم الطبية وشبه الطبية، مستشهدا بما عرفه المستشفى منذ أيام عندما تم الاعتداء بالضرب على طبيب وكسر أنفه. فيما كشف البروفيسور نوري نسيم، عن إصابة 140 مهنيا، بين أطباء مختصين، أطباء عامين، شبه طبيين، من داخل المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، بفيروس كوفيد-19، منذ ظهور الوباء، مؤكدا على حجم الجهد والتعب الذي يعاني منه الجيش الأبيض وطالب بالاستعانة وإقحام كل المهنيين في هذه المعركة، خاصة في ظل وجود بعض المصالح وبعض الأطباء الذين دخلوا في شبه عطلة منذ ظهور الأزمة الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.