اعتبر الدكتور أمين رحماني المختص في علم المناعة والصيدلة بمعهد باستور بالعاصمة، في تصريح ل"المساء"، النتائج الأولية للقاح الذي طورته جامعة أكسفورد البريطانية ضد فيروس كوفيد 19، والمسجل علميا تحت عنوان chadox1ncov-19 في بريطانيا هي مبشرة للغاية.. وأوضح الدكتور أن المختصين في علم المناعة في الجزائر يتابعون تلك الأعمال والجهود المطمئنة والجادة، حيث تمت الدراسة حسبه علي 1077 شخصا متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 55 سنة. وأظهرت النتائج أن هذا اللقاح لم يسبب أعراضا جانبية خطيرة على العينات التي حقنت باللقاح. وحول العملية المناعية التي يولدها اللقاح قال محدثنا إن "الأجسام المضادة لفيروس كورونا، لجرعة واحدة من اللقاح أدت إلى توليد الأجسام المضادة في 91 بالمائة من المتطوعين لترتفع النسبة إلى 100 بالمائة بعد الجرعة الثانية، وفقا لما ما نشرته "ذي لانسيت". "وكانت الدراسات الأخيرة قد أشارت إلى احتمال أن لا تدوم الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا المستجد طويلا، ولكن تجارب سابقة، أثبت أن الخلايا التائية موجودة بعد سن 17 سنة، مما يجعل من دراستها أمرا مهما في تحديد فعالية اللقاح. بالإضافة إلى هذا جرت أيضا دراسة إنتاج interferon gamma، وهو اختبار لرد المناعة الخلوية، حيث بلغت الخلايا التائية الذروة بعد 14 يوما والأجسام المضادة بعد 28 يوما"، حسب الشروحات التي قدمها لنا الدكتور رحماني. وأضاف المتحدث أن عملية تنشيط المناعة الخلوية أمر إيجابي، قياسا على فيروس كورونا المستجد، حيث قد تساهم حسبه في خلق مناعة طويلة المدى. وحول متابعته لمراحل تطوير اللقاح، قال الدكتور رحماني إن الأبحاث بلغت الآن المرحلة الأخيرة، والتي ستتم في مناطق مختلفة من العالم كأمريكا والبرازيل وجنوب إفريقيا لتحري فعالية اللقاح على عينات مختلفة. وذكر أن العالم الآن يعيش المرحلة الرابعة من التجارب والتي تشمل تجريبه على الآلاف من الأشخاص لمعرفة مدى خطورته، مذكرا بأن تطوير اللقاح عبارة عن عملية تتكون من 6 مراحل، الأولى تتعلق بمعرفة الفيروس، لتحديد خصائصه وتأثيره على الخلايا البشرية أو الحيوانية، والمرحلة الثانية إيجاد المرشحين لتلقي اللقاح، بما فيها عملية عزل الفيروس الحي لإضعافه أو تعطيله، أو استخدام التسلسل الجيني للفيروس لإنشاء لقاح. أما المرحلة الثالثة، فهي اختبار اللقاح في تجارب ما قبل سريرية، حيث يتم اختبار اللقاح على الحيوانات أولاً لتحديد كيفية استجابة البشر له، ويمكن للباحثين تكييف اللقاح لجعله أكثر فعالية، في حين تشمل المرحلة الرابعة إخضاع اللقاح للتجارب السريرية، حيث يتم إجراء هذه الاختبارات على البشر، على ثلاث مراحل.. وأضاف محدثنا أن هذه المراحل، تتمثل أولا، في تجريبه على العشرات من المتطوعين، ثم ثانيا على مئات من السكان المستهدفين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، وأخيرا تجريبه على عدة آلاف من الناس لتحديد مدى فعاليته. وترتبط المرحلة الخامسة في مسار تطوير اللقاح، وفقا لمحدثنا بالحصول على الموافقة من الهيئات الدولية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة والأغذية للموافقة على اللقاح وفحص نتائج التجربة، ليمر إلى مرحلة صياغة السياسات حول استخدامه، كتحديد أصحاب الأولويات في الحصول على اللقاح. وأخيرا يصل مسار تطوير اللقاح حسب الدكتور رحماني إلى المرحلة السادسة التي تتعلق بإنتاجه على نطاق صغير ثم بكميات أكبر..