عرفت منطقة شرق المتوسط أمس، تصعيدا إضافيا في ظل اشتداد القبضة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على خليفة عمليات استكشاف أصرت هذه الأخيرة إتمامها رافضة كل تهديد لها من أي جهة كانت. وعرفت لغة الخطاب بين بروكسل وأنقرة هذه الحدة عندما طالب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، السلطات التركية بوقف "فوري" لكل عمليات الاستكشاف عن الغاز التي تقوم بها في منطقة شرق المتوسط. وخرج الاتحاد الأوروبي عن صمته بعد إعلان تركيا أمس، في قرار مفاجئ توسيع نطاق منطقة عمليات الاستكشاف في شرق البحر المتوسط غير مكترثة بتهديدات مختلف العواصم الأوروبية التي طالبتها بوقف عمليات التنقيب التي شرعت فيها وأثار حفيظة دول مثل اليونان وقبرص ومصر. وأكدت السلطات التركية أن سفينة التنقيب "يفوز" التي بدأت العمل في عرض المياه القريبة من جزيرة قبرص منذ عدة أشهر ستواصل عملياتها في جنوب شرق الجزيرة بداية من يوم غد وإلى غاية منتصف شهر سبتمبر القادم. وأصدرت البحرية التركية لأجل ذلك بيانا حذرت من خلاله السفن الأخرى من الإبحار في هذه المنطقة. وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان نشره أمس، أن القرار التركي سيزيد في درجة تأزيم الموقف في المنطقة معتبرا القرار التركي بمثابة هدر لكل الجهود المبذولة لاستئناف الحوار والمفاوضات بين دول المنطقة لنزف فتيل نزاع ما انفك يزداد تعقيدا. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خولوا مسؤول الخارجية الأوروبي بتحضير الخيارات المتاحة للرد على ما وصفوه بالتحدي التركي خلال اجتماعهم المنتظر بالعاصمة الألمانية نهاية الشهر الجاري لاتخاذ العقوبات اللازمة ضد تركيا. ونشرت السلطات التركية الأسبوع الماضي سفينة الرصد الزلزالي في منطقة شرق المتوسط وسط حراسة سفن حربية في منطقة أكدت السلطات اليونانية أنها تدخل ضمن مجالها البحري مما أثار حفيظة أثينا التي طالبت الاتحاد الأوروبي بالتحرك لوقف الأبحاث التركية في المياه الفاصلة بين جزيرة قبرص وجزيرة كريت اليونانية. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طالبوا في ختام اجتماع عقدوه مساء، الجمعة بضرورة تهدئة المواقف بعد ازدياد حدة التوتر منذ تأكد وجود احتياطات غازية ضخمة في عرض مياه البحر المتوسط بين مصر وفلسطين المحتلة ولبنان وصولا إلى اليونان وقبرص وإلى غاية المياه التركية. وإذا كان الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان أكد استعداد بلاده الدخول في مفاوضات مع دول المنطقة، إلا أنه شدد القول أن بلاده لن تتراجع عن مسعاها في التنقيب عن الغاز سواء تحت الضغط أو التهديد بفرض عقوبات عليها. والإشارة واضحة باتجاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي انتصر لليونان في هذه الأزمة وراح يهدد السلطات التركية برد سريع في حال واصلت عمليات التنقيب في المناطق المتنازع عليها قامت خلالها وزارة الدفاع الفرنسية بإرسال تعزيزات بحرية وطائرتي "رافال" إلى المنطقة لدعم قواتها العائمة في منطقة شرق المتوسط ضمن قرار اعتبرته تركيا بأنه استفزاز لها.