❊ الرئيس تبون يقف وقفة ترحّم على الرئيس الراحل هواري بومدين ❊ الفريق شنقريحة: الأكاديمية هي العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش أشرف أمس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائد الأولى القوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على مراسم حفل تخرج ثلاث دفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة " هواري بومدين" بشرشال، في جو امتزجت فيه حرارة الطقس بحرارة الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد وانعقاد مؤتمر الصومام، وأبدع منتسبو هذه "القلعة التكوينية" في إظهار جانب كبير من الرمزية الوطنية والتاريخية، من خلال استعراضات رياضية وعسكرية وتشكيلات الهادفة نالت إعجاب ضيوف الأكاديمية، وطلعات جوية دوت سماء المكان، وتمرين في القفز المظلي جسدته فرقة من مغاوير القوات الخاصة. الدفعات المتخرجة تمثلت في الدفعة الواحدة والخمسين من التكوين الأساسي، الدفعة الثالثة عشرة من التكوين العسكري المشترك القاعدي وكذا الدفعة الرابعة لضباط دورة الماستر، التي خضعت لتكوين نظري وتطبيقي في مختلف العلوم والتقنيات، بما يتماشى والتطور التكنولوجي، عبر منظومة بيداغوجية تراعي التغيرات الحاصلة في مختلف الميادين وتخدم مسار احترافية الجيش الوطني. وقد كان في استقبال رئيس الجمهورية أمام مدخل الأكاديمية، كل من الفريق سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، واللواء عمار أعثامنية، قائد القوات البرية، واللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى، واللواء سليم قريد، قائد الأكاديمية، حيث ترحّمَ الرئيس على روح الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي تحمل الأكاديمية اسمه، ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلّد لاسمه، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار. ضباط أكفاء مشبّعون بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر وقام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في مستهل حفل التخرج بتفتيش مربعات المتخرجين الذين اصطفوا بساحة العلم التي تزودت بشاشة عملاقة، ليلقي بعدها الفريق سعيد شنقريحة، كلمة شكر من خلالها رئيس الجمهورية، على إشرافه الشخصي على تخرج الدفعات بالأكاديمية التي تعد العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني، والصرح العلمي والعسكري الذي يمد القوات المسلحة بمورد بشري مؤهل من ضباط أكفاء مشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة. كما أشاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بالعناية الفائقة والاهتمام المتواصل الذي يحظى به هذا الصرح العريق، من خلال توفير كل الظروف والوسائل المادية والبشرية لتحقيق الأهداف المرجوة في إطار تجسيد استراتيجية العصرنة والاحترافية في المؤسسة العسكرية. قائد الأكاديمية: القيادة العليا تولي العناية لهذه القلعة التكوينية من جهته نوّه اللواء سليم قريد، قائد الأكاديمية العسكرية بشرشال، بالعناية التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لهذه "القلعة التكوينية"، مبرزا الدور الريادي الذي تؤديه من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش، وتمكينهم من الحصول على تكوين عسكري وعلمي نوعي، يساير المتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي، مهنّئا جموع المتخرجين وأوصاهم بالالتزام بالقوانين والنظم والتحلّي بروح الانضباط والوعي والقيم الوطنية النبيلة والمبادئ الإنسانية السامية، لتحقيق الارتفاع والتدرج في مختلف مستويات المسؤولية. بعدها قام رئيس الجمهورية، رفقة الإطارات العسكرية بتسليم الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين الأوائل في الدفعات المذكورة، منهم وافد من دولة الكاميرون، التي تعد إحدى الدول الشقيقة والصديقة التي تخرج ضباطها في هذه الدفعة، ليتقدم المتفوق الأول من الدفعة الواحدة والخمسين أمام المنصة الشرفية، طالبا من رئيس الجمهورية الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد المرحوم اللواء عبد المالك قنايزية، حيث تم بعدها تقديم نبذة عن حياة الراحل، لتفسح التشكيلات العسكرية المصطفة بساحةَ العلم المكان، لعروض رياضية شيّقة في عدة فنون قتالية منها الكوكسول، الكارتي دو، الكونغفو، التايكواندوا، والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، واستعراضات رياضية على متن شاحنة عسكرية، وأخرى على الأرض صفق لها الحضور وزغردت لها النسوة من أهالي الخريجين. خبرة ومهارة في القتال ومكافحة الإجرام كما تم تشكيل لوحة تُمثل خارطة الجزائر والألوان الوطنية وحماية حدودها من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، ولوحة ثانية شكلت الحروف الأولى لعبارة الجيش الشعبي الوطني (ج ش و)، ليتبعها تنفيذ تمرين قتالي بياني حول حصار واقتحام مبنى والقضاء على جماعة إجرامية تحصنت ببناية، حيث أظهر أفراد الجيش في هذا السيناريو مهارات التنظيم والقضاء على المجرمين بدون خسائر بشرية. كما تابع الرئيس، وضيوف الأكاديمية من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نُفذت من طرف القوات البحرية، متمثلة في اعتراض وتوقيف سفينة مشبوهة تحمل على متنها أسلحة. لتختتم بعد ذلك مراسم حفل التخرج باستعراض عسكري تحت أنغام الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري، تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك واستعراض في القفز المظلي. وفي نهاية الحفل انتقل رئيس الجمهورية، إلى المركب الثقافي عبد الحق النوفي، الذي تابع به بعض العروض العلمية المنجزة من طرف الطلبة الضباط العاملين المتخرجين من التكوين الجامعي، ليقوم في الأخير بتكريم عائلة المجاهد المرحوم عبد المالك قنايزية، مدونا كلمة له بالسجل الذهبي للأكاديمية.