كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، بأن حصيلة الصندوق الوطني للزكاة قد ارتفعت إلى غاية نهاية السنة الماضية، إلى 57 ر1 مليار دج بعد أن كانت لا تتجاوز في بدايتها 50 مليون دج أي بفارق يقدر بأكثر من 30 مرة. وأكد وزير الشؤون الدينية، خلال إشرافه الخميس الأخير، على انطلاق الحملة الوطنية ال19 لصندوق الزكاة بدار الثقافة "هواري بومدين" بولاية سطيف، بأن الحصيلة الوطنية لصندوق الزكاة كانت "محتشمة جدا" خلال انطلاقها سنة 2003، غير أنها كانت "تحديا" نماه صبر الأئمة وسعيهم إلى إقناع الناس والتفافهم حول هذا الصندوق الذي استطاع منح ما يزيد عن 4 ملايين و200 ألف استفادة. وقال الوزير، "إن الصندوق الوطني للزكاة أصبح اليوم بمثابة مؤسسة وذلك بفضل جهود واجتهاد الأئمة والمشايخ طيلة 18 سنة عندما بدأ التفكير في تأسيس هذا المشروع عام 2001 وإلى غاية انطلاق الحملة الوطنية الأولى عام 2003، كما أصبح يحمل رؤية استراتيجية مستقبلية تحتاج إلى مقاصد". وحسب السيد بلمهدي، فقد ساهم صندوق الزكاة في "تقديم رسالة اجتماعية واقتصادية وتنموية ولملمة جراح الأمة خلال فترة الأزمة الصحية التي عرفتها البلاد جراء تفشي جائحة كوفيد-19 التي ظهرت فيها فئة ليست بالفقيرة بمعناها الكلاسيكي"، مشيرا إلى أن هناك من ترك عمله بسبب هذه الجائحة فشملته رسالة هذا الصندوق. وأضاف بلمهدي، لقد "وصلنا إلى نهاية العقد الثاني من عمر الصندوق الوطني للزكاة، وأصبحت التحديات كثيرة والآمال أكبر والرسالة أشد عمقا في ظل ظروف اقتصادية عالمية حرجة، خاصة وأن الخروج من هذه الأزمة سيكون عسيرا، وأن الإقلاع مجددا يتطلب سنوات". ودعا المتحدث بالمناسبة إلى المساهمة في الحملة الوطنية ال 19 للزكاة تطبيقا لتعاليم الإسلام الحنيف والاقتداء بسنّة الرسول الكريم، مبرزا أهمية ذلك في دفع الضرر عن المحتاج، وباعتبارها رافدا قويا في خدمة البلاد والاقتصاد الوطني والتنمية والصالح العام. ونوّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، من جهة أخرى بالدور الذي لعبه الأئمة والمشايخ والعلماء في الحفاظ على القيم المجتمعية "من خلال الخطاب المسجدي الذي انسجم معه الناس، كما وقف الأئمة مع هبة التغيير الذي قام من أجله هذا الشعب، ورافقوا أيضا مسيرة الجزائر في دفع البلاء جراء جائحة كورونا فكانوا سندا وعونا للأطباء". وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، قد شارك في افتتاح أشغال يوم دراسي حول الزكاة بحضور إطارات القطاع والمشايخ والأئمة، قدمت خلاله عديد المداخلات حول أهمية الزكاة في حياة المسلم وفي تنمية المجتمع والاقتصاد الوطني ورسالتها التنموية والاجتماعية والاقتصادية. وأشرف في الأخير على توزيع عينات استفادة من صندوق الزكاة على عدد من المواطنين قبل أن يقوم بتدشين مسجد خديجة أم المؤمنين بحي قاوة بشمال سطيف.