ينظم المجلس الأعلى للغة العربية، ندوة وطنية بعنوان "الانغماس اللُغوي في اللغة الوَظِيفية: التسويق اللُغوِي السياحي أنموذجا"، السنة المقبلة، بالمتحف الوطني للمجاهد (مقام الشهيد). جاء في ديباجة الملتقى، أن السياحة من أهم القطاعات في البلدان العربية والأجنبية، لذلك فإن الاستثمار في هذا القطاع يفرض الاهتمام بالجانب اللغوي؛ ذلك أن اللغةَ عصب الحياة الاجتماعية، فلا يكون المجتمع دون لغة تكون وسيطة المعاملات بكل أشكالها، وهي عنوان الهوية الوطنية والحضارة؛ فضلا عن كونها اللغة الرسمية للبلاد. ولأن السائح بحاجة إلى أن يُتعامل معه بلغة وظيفية بسيطة، ولكي تكون العربية سارية المفعول في هذا القطاع، لا بد من ممارسة وظيفية حسب المجالات التي يقع فيها التواصل، ورسم سياسة لغوية لتنمية اللغات المحلية وتطويرها، واختيار أكثرها استعمالا. واللغة الوطنية المرشحة، هي العربية التي تتجلى استعمالاتها في القارات الخمس. أما مقدمة الملتقى، فجاء فيها أن اللغة وسيلة التواصل التي تتم بين السائح والمحيط العام، وتعد السياحة واجهة البلد، وناقِلة هويته وثقافته، ومن بين الوسائل التي تحتاجها الخدمة اللغوية؛ التي تعد عنصرا بالغ الأهمية في مد جسور التواصل مع الآخرين. وبما أن هذه الخدمة ستكون باللغة العربية؛ فمعنى ذلك أنه لا بد أن يكون هناك نوع من التخطيط، لنشر اللغة العربية في هذا القطاع الحيوي ومؤسساته المختلفة، لاسيما أن منظمة السياحة العالمية، اعتمدت اللغة العربية ضمن نشاطاتها وأعمالها. كما وُّجب على أعضاء المجلس الأعلى للغة العربية، التركيز على أهمية التسويق اللغوي بالعربية؛ لتنال وضعها في قطاع السياحة، وهو قطاع مهم وحساس يعمل على التأثير اللغوي؛ فلا يقل قيمة عما يقدمه باقي القطاعات في تطوير آليات اللغة العربية والعمل على ازدهارها. كما يعمل على تطوير البِنية القاعدية والثقافية. والتسويق اللغوي بالعربية، وعلى تطوير آليات اللغة العربية، ووضع معالم منهجية لسياسة لغوية للعربية تجعلها تنال موقعا في الاستعمال السياحي، من خلال التفكير في آليات الحديث في المتْن اللغوي الملبي للواقع والاستعمال الوظيفي، وفي إنجاز مشروعات تكون مصاحبة للاستعمال في السياحة، إلى جانب تكوين مرشدين سياحيين يحسنون أداء العربية في التواصل السياحي، لاكتساح أولوية العربية في الاستعمال. في هذا السياق، ارتأى المجلس تنظيم ندوة وطنية حول "الانغماس اللغوي في اللغة الوظيفية: التسويق اللغوي السياحي أنموذجا". ومن هذا المنطلق، سيتم الإجابة عن إشكالية "ما مدى ضرورة التسويق اللغوي السياحي بالعربية؟ وما الآليات العلمية لعربية وظيفية في القطاع السياحي؟". أما عن أهداف الدورة، فهي العمل على تفعيل استعمال العربية داخل قطاع السياحة، والوقوف على العوائق واقتراح الحلول، التأكيد على أهمية اللغة في قطاع السياحة، تكوين رؤية مستقبلية عن واقع حال اللغة العربية في قطاع السياحة، في ظل خطط التنمية الهادفة إلى رفع مستوى أداء الموارد البشرية في القطاع السياحي، إنشاء قاعدة بيانات رقمية إلكترونية تتضمن مادة لغوية سياحية متخصصة، توظيف المجال السياحي للترويج للغة العربية من خلال خلق فضاءات سياحية لغوية تستقطب السائح الأجنبي للتعرف على اللغة العربية، زيادة المحتوى اللغوي والمعرفي للعاملين في قطاع السياحة، رفْد القطاع السياحي بمتخصصين مؤهلين علميا وعمليا يساهِمون في إنجاح عملية النهوض بالقطاع؛ وإنجاز معاجم/ أدلة/ مسارد متخصصة في المصطلح السياحي. في المقابل، سيتطرق المتداخلون في المحور الأول إلى مواضيع، تتعلق بتحديد مدلول المصطلحات ذات العلاقة، وهي "الانغماس اللغوي، واللغة الوظيفية، والتسويق اللغوي السياحي". أما المحور الثاني، فيهتم ب"الانغماس اللغوي في قطاع السياحة"، في حين سيكون عنوان المحور الثالث "أهمية اللغة في القطاع السياحي، وطرائق تحسين المهارات اللغوية"، بينما سيتم مناقشة مواضيع تتعلق بالتسويق اللغوي في قطاع السياحة والفندقة في المحور الرابع، بينما حمل المحور الخامس عنوان "تجارب عربية وعالمية في التسويق اللغوي السياحي". تتشكل اللجنة العلمية للندوة من البروفسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الرئيس الشرفي للندوة؛ أمال حمزاوي. رئيسة دراسات بالمجلس الأعلى للغة العربية، المشرفة على الندوة؛ د. مهدية بن عيسى. رئيسة اللجنة العلمية، وحدة البحث تلمسان؛ أ. حسن بهلول. مدير دراسات بالمجلس الأعلى للغة العربية؛ أ. زوليخة خراز. رئيسة دراسات بالمجلس الأعلى للغة العربية؛ أ. حنيسة كاسحي. رئيسة دراسات بالمجلس الأعلى للغة العربية؛ د. كبير بن عيسى. مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية؛ د. صالحي علي. جامعة بودواو؛ د. أحلام بن عمرة. جامعة سطيف؛ د.خليل بن عمر. مولود معمري تيزي- وزو.