جدد أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليزاريو لدى أوروبا والاتحاد الأوربي التأكيد أن إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة هو "احتيال متبادل" بين المغرب وترامب داعيا إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إلى "إعادة موقف الولاياتالمتحدة إلى سكة الشرعية الدولية". وقال أبي بشرايا في تصريح لقناة "تي. أر. تي. وورلد" عن أمل الصحراويين في قيام إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في إعادة النظر في موقف الولاياتالمتحدة وإعادته إلى سكة الشرعية الدولية لكونه باطلا من وجهة نظر القانون الدولي وغير أخلاقي تجاه الشعب الصحراوي". وأشار إلى أن هذه "الخطوة لم تكن مفاجئة للصحراويين لأنها تأتي ضمن جهود يبذلها النظام المغربي منذ مدة دون جدوى للحصول على اعتراف أحادي الجانب بعد فشلها في الحصول على اعتراف متعدد الأطراف". وأوضح الديبلوماسي الصحراوي أن الأممالمتحدة ماتزال تحافظ على موقفها من إقليم الصحراء الغربية باعتباره غير محكوم ذاتيا ويخضع لعملية التسوية في إطار استكمال تصفية الاستعمار، كما أن الاتحاد الأوروبي أثبت موقفه في الأحكام الصادرة عن محكمة لعدل الأوروبي التي أكدت بأن إقليم الصحراء الغربية مختلف متمايز عن المملكة المغربية. بالإضافة إلى كون الشعب الصحراوي يتمتع أيضا بحقوق داخل منظمة الاتحاد الأفريقي من خلال عضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تجلس بالمناسبة جنبا إلى جنب مع المملكة المغربية تحت سقف هذه المنظمة". وأكد بشرايا البشير إلى أن فشل المغرب في الحصول على إجماع واعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية من قبل المنظمات الدولية والإقليمية جعله يركض خلف اعترافات أحادية الجانب من قبل بعض الدول، مؤكدا في ذات السياق أنه ومن حيث المبدأ لا يوجد اختلاف على الإطلاق أن هذه المواقف المخالفة للشرعية الدولية لن تؤثر أبدا على المركز القانوني للإقليم ولا على طبيعة وشرعية نضال الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. وأشار المسؤول الصحراوي إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي، واجه ردود فعل رافضة من شخصيات سياسية أمريكية على غرار جيمس بيكر، المبعوث الأممي السابق وجون بولتون الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب والسيناتور إينهوف وباتريك لاي، الذين أكدوا أن القرار انتهك ميثاق الأممالمتحدة ويتعارض مع الموقف التقليدي للولايات المتحدةالأمريكية ولأحد المبادئ الأساسية لها وهو الحق في تقرير المصير. كما أشار أيضا الديبلوماسي في معرض حديثه أن هناك دول ماتزال تدعم التوجه الأممي في هذا النزاع وعبرت عن رفضها لقرار ترامب مثل البلدين العضوين في مجلس الأمن، روسيا والمملكة المتحدة وكذلك إسبانيا والسويد والنرويج بالإضافة إلى دول من الاتحاد الأفريقي والذين أجمعوا على أن يتم الحل النهائي لهذه القضية بشكل يحترم حق الشعب الصحراوي. وأوضح أن "مقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي لا يعتبر حل للقضية وليس مطلب الصحراويين لأن الشعب الصحراوي يريد أن يقرر مصيره بنفسه من خلال الاختيار بين الانضمام أو الاستقلال مما يلزم المغرب السماح للصحراويين بالحرية لاختيار مصيرهم ومستقبل بأنفسهم. واختتم عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو تدخله بالتذكير بالوضع على الأراضي في الصحراء الغربية "الذي يعرف منذ ال13 نوفمبر المنصرم حقيقة جديدة وهي أنه لم يعد يوجد هناك شيء اسمه وقف إطلاق النار بعدما قررت جبهة البوليزاريو استئناف الكفاح المسلح كرد فعل مباشر على غزو الاحتلال المغربي لجزء من أراضينا الوطنية وهي الخطوة المغربية التي ستزيد من تعقيد الوضع مستقبلا في الصحراء الغربية لما تشكله من تهديد لاستقرار وأمن المنطقة".