يتواجد المنتخب الوطني لكرة اليد العائد إلى الساحة الدولية بعد غياب دام ستة أعوام، في البطولة العالمية 2021 بمصر في مجموعة صعبة. ويعوّل على تقديم كل ما لديه أمام منتخبَين أوروبيَين، هما إيسلندا والبرتغال، بالإضافة إلى المغرب. ويدشن السباعي الجزائري الذي يطمح لافتكاك تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، مرحلة المجموعات من هذه المنافسة بملاقاة المغرب، في داربي مغاربي، سيكون "حاسما"؛ كون الصيغة الجديدة للبطولة التي تضم 32 منتخبا، تسمح لثلاثة منتخبات عن كل مجموعة، بالمرور إلى الدور الثاني. وتعود آخر مواجهة خاضها "الخضر" أمام المغرب الذي ترجع آخر مشاركة له في المونديال إلى سنة 2007، تعود إلى بطولة إفريقيا 2020 بتونس، التي عرفت فوز الجزائر (33-30). أما في ما يتعلق بآخر مقابلة التقى فيها الفريقان خلال البطولة العالمية، فقد كانت في طبعة 1999، وانتهت بالتعادل (19-19). وأكد رئيس الجامعة المغربية لكرة اليد عدلي حنافي، عقب عملية القرعة الخاصة بالمونديال، أن "المنتخب الجزائري سجل عودة قوية إلى الساحة القارية، سيما أنه افتك المركز الثالث في آخر بطولة إفريقية بتونس". وتحضيرا "للعرس المصري"، أجرى الفريق المغربي تربصه الأول لمدة شهر بإفران، تخللته مبارتان وديتان أمام غينيا، فاز فيهما بواقع 24- 22، ثم 26- 22، قبل أن يشد الرحال إلى تركيا لمواصلة التحضيرات بإجراء مواجهات ودية، إحداها أمام المنتخب المحلي (خسارة 25- 27). وفي المقابلة الثانية من المونديال، يلتقي زملاء خليفة غضبان منتخب إيسلندا القوي، الذي يشارك للمرة 21 في المنافسة العالمية، حيث يسجل غياب قائده آرون بالمارسون بسبب إصابة في الركبة تلقّاها خلال نهائي رابطة أبطال أوروبا، والتي خسر فيها برشلونة أمام كييل الألماني بنتيجة 33- 28. ولم يتم تعويض هذا اللاعب الذي يحمل 113 مشاركة دولية، وهو ما قد يعرقل تشكيلة المدرب غوموندور غومونسدسون، علما أن هذا الفريق لم يدخل قائمة أحسن 10 منتخبات في منافسة كبرى منذ أورو-2015 بالدنمارك، عندما احتل الصف الخامس. وكحصيلة للمباريات التي جمعت الجزائر بإيسلندا، عادت الغلبة للفريق "القطبي" مرتين في كل من سنة 2005 (34- 25)، و2015 (32- 24)، مقابل تعادل الطرفين بنتيجة (27- 27) في 1997. أما في المقابلة الثالثة من المونديال المقررة يوم 18 جانفي، فسيضرب المنتخب الوطني موعدا مع البرتغال العائد إلى "الركح" العالمي، بعد انتظار دام 18 عاما. وصنع الفريق البرتغالي الذي يضم في سجله ثلاث مشاركات مونديالية (1997 و2001 و2003)، المفاجأة خلال البطولة الأوروبية الأخيرة، التي جرت بكل من السويد والنمسا والنرويج في 2020، ببلوغه الدور ربع النهائي، متحصلا بذلك على المركز السادس؛ حيث احتل مكانة أحسن من أبطال عالميين سابقين، على غرار السويد والدنمارك حامل اللقب العالمي. وعقب عملية قرعة مونديال 2021، نوّه مدرب البرتغال باولو بيريرا بقدرات المنتخب الوطني "الذي يجب احترامه"، على حد تعبيره. وقال: "نعلم جيدا أن هذه البطولة العالمية ستكون صعبة جدا، لكنا نعلم أيضا، أنه يلزمنا احترام ليس فقط منافسينا، بل قدراتنا كذلك. نحن متمسكون دوما بطموحاتنا، وعلينا، أيضا، تجسيد التطور الذي سجلناه خلال السنوات الأخيرة الماضية". وخلال الطبعة 27 لمونديال "الكرة الصغيرة" الذي يجرى لأول مرة بحضور 32 بلدا، تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى عن كل مجموعة، إلى الدور الرئيس، والذي سيقسم إلى أربع مجموعات أخرى، تضم كل واحدة منها ستة فرق. ويمر المنتخبان اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة، إلى الدور ربع النهائي.