تم، أمس، بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عرض الاستراتيجية الوطنية للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي للفترة 2020-2030، بإشراف الوزير عبد الباقي بن زيان، الذي أكد بأن هذه الاستراتيجية تهدف إلى "تعزيز بناء القدرات الجزائرية في مجال الذكاء الاصطناعي" من حيث التعليم والتكوين والتدريب والبحث وبناء القدرات، كأداة للتنمية لتمكين مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية من تذليل العقبات أمام التحوّل الرقمي الجاري. وأوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن هذه الاستراتيجية ترمي إلى تعزيز الأداء في عدد من المجالات ذات الأولوية، على غرار التعليم والبحث والرعاية الصحية والنقل والطاقة والتكنولوجيا، وذلك على مدى السنوات القليلة المقبلة، مشيرا إلى أنها ستعمل على تعجيل تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية والارتقاء بالآداءات وإنشاء بيئة عمل مبتكرة، بالإضافة إلى دعم المبادرات وزيادة الإنتاجية.كما ستعمل هذه الاستراتيجية، حسب الوزير على بناء قاعدة قوية في مجال البحث واستغلال أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى الميادين مع الاستغلال الأمثل لكل الموارد المادية والطاقات البشرية المتوفرة. وشدّد الوزير بالمناسبة على ضرورة توحيد الجهود لجعل هذه الاستراتيجية أداة للتحكم في اقتصاد المعرفة، من خلال تأهيل المجتمع بشكل عام والطلبة بشكل خاص على استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لبناء مجتمع الابتكار وإعداد جيل مؤهل، مشيرا في هذا السياق إلى أن تحقيق هذه الأهداف مرهون بربط الجامعة بالمؤسسات الاقتصادية وجعل انشغالات هذه المؤسسات في قلب اهتمامات الجامعة. من جانبه، أكد البروفيسور أحمد قسوم، أستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، والذي قام بعرض محاور هذه الاستراتيجية، أنها نتاج عمل أكثر من 150 خبير في الذكاء الاصطناعي من داخل الوطن ومن الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى أن ذلك تم من خلال مناقشة محاور مختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجتمع، ومن ثم إنجاز "الكتاب الأبيض للذكاء الاصطناعي" الذي يمثل الخطة والمحاور الأساسية لهذه الاستراتيجية وأساليب تطبيقها.