ردت ألمانيا بطريقة دبلوماسية على قرار الرباط تجميد علاقاتها مع برلين على خلفية موقف هذه الأخيرة من الصحراء الغربية، بعيدا عن التهويل الإعلامي الذي وقع فيه المخزن المغربي الذي قام بنشر رسالة كان يجب أن تبقى سرية بما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية. وجاء الرد الألماني وإن كان بطريقة غير مباشرة على لسان منسق العلاقات العربية الأوروبية بالبرلمان الألماني، عبد المسيح الشامي، الذي وصف التصرف المغربي بقطع العلاقة مع السفارة الألمانية بالرباط ب"غير دبلوماسي"، مؤكدا أن ألمانيا ترى أن للصحراء الغربية كل الحق في أن تكون دولة مستقلة. وقال عبد المسيح الشامي في تصريح أدلى به، أول أمس، لإذاعة الجزائر الدولية أنه "كوني جزء من عالم السياسة في ألمانيا فإن ألمانيا لا تتصرف بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن المنطق ولا أعتقد أن ألمانيا سترد بالمثل بشكل أو بآخر ولن تنجر إلى المهاترات على الطريقة المغربية في هذا السياق". وبينما أوضح أن "هناك مواقف متشنجة بين البلدين فيما يخص هذا الملف بالتحديد"، أبرز أن "ألمانيا تعتبر الصحراء الغربية لها الحق في أن تكون دولة مستقلة بشكل أو بآخر والمعتاد عن السياسات الألمانية أنها تنأى بنفسها عن إجراءات وقرارات يمكن أن تؤدي، كما هو حال قضية الصحراء الغربية اليوم، في ظلم شرائح كبيرة من المجتمعات وإلى تغيير خرائط العالم وضم دول إلى دول أخرى". ولكن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي يبدو أنه أصيب بجنون العظمة عندما راح يعلن على الملاء قطعه للعلاقات الدبلوماسية مع واحدة من القوى العالمية المعروفة بنزاهتها وديمقراطيتها، تلقى صفعة قوية من دولة عظمى أخرى وهي بريطانيا أيقظته من وهمه بأن المغرب قادر على فرض منطقه على دولة مثل ألمانيا. وعندما يؤكد وزير الدولة البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس كليفرلي، أن بلاده تتابع عن كثب الوضع في الصحراء الغربية المحتلة وأنها على اتصال دائم مع طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية وتجري مناقشات منتظمة مع الأممالمتحدة في نيويورك وأعضاء مجلس الأمن الدولي حول الوضع الراهن هناك، فذلك معناه أن القضية الصحراوية في صلب اهتمامات بريطانيا. ويتأكد ذلك خاصة وأن جيمس كليفرلي أوضح في رد مكتوب على أسئلة تقدم بها النائب، غراهام موريس، حسبما نقله موقع "صمود نت" الصحراوي أن "بريطانيا تتابع عن كثب الوضع في الصحراء الغربية منذ 13 نوفمبر 2020" تاريخ العدوان المغربي على مدنيين عزل في ثغرة الكركرات غير الشرعية وخرق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تسجل التقارير التي ترد عن وقوع مواجهات عسكرية بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الجيش الملكي المغرب. وذكر المسؤول البريطاني أن بلاده "تواصل حث الجميع على تجنب المزيد من التصعيد والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الانخراط في العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة"، مؤكدا تأكيد لندن جهود الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية في أقرب وقت ممكن.