جرى حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني 14 للمسرح المحترف، مساء الخميس المنصرم، في ظروف جيدة، التزم فيها الحاضرون بتعليمات الوقاية؛ تفاديا لانتشار وباء كورونا، وبحضور وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، التي أعلنت في كلمتها الافتتاحية، عن تخصيص يوم وطني للمسرح الجزائري، يصادف 8 جانفي، وهو تاريخ يصادف يوم تأميم المسرح الوطني عام 1963. وأكدت بن دودة أن المسرح يعود ليفتح فضاءات الثقافة والفنون في الجزائر، لأنه المؤسسة التي تم تأميمها بعد البنك الجزائري في الثامن من جانفي 1963، فبعتبة الاستقلال صار المسرح وطنيا جزائريا مؤمَّما، ترفرف بعلياء مؤسسته، راية العزة والحرية والكرامة، قائلة: "بهذه المناسبة، سنعمل على أن يكون هذا التاريخ الاستثنائي المجيد، يوما وطنيا في المسرح الجزائري". وعن عودة المهرجان قالت وزيرة الثقافة والفنون إنه "من الطبيعي أن تكون عودة المهرجانات صدفة جميلة مرتبطة بهذا المهرجان الثقافي الوطني للمسرح المحترف. هذا المحفل الكبير الذي تعوّد على جمع كوكبة من الفنانين المحترفين، الذين ينصهرون، متحملين نفحة مخابرهم الإبداعية، ليتحفوا جمهورهم بما يمنحهم الحياة والتجدد والاستقرار في العيش الكريم. كما يحتضن أجيالا مهما اختلفت بجمعها، تعشق المسرح، وكلهم يتبارون اليوم للظفر برضاه، طال صمت المسرح، فأقفرت قاعاته لجمهورها الوفي، لكن المسرح تحدى، وظل رجاله ونساؤه يبدعون، وهم سائرون نحو النور". كما نوهت وزيرة الثقافة والفنون بالمسرح كباعث على الحياة والتواصل الاجتماعي والسياسي، ومؤسس لوعي المواطن والمجتمع، وناسج أواصر مواطنته وثقافته؛ فالمسرح يكشف الأرزاء ويعكسها بصدق ومخيال، يرفض مجرد التقليد والتدشين، وهو اليوم يراهن على أن يكون رافدا اقتصاديا ثقافيا وفنيا. ومن جهته، أكد محمد يحياوي محافظ المهرجان، أن عودة المهرجان جاءت تتويجا لجهود المبدعين الذين لم يتوقفوا عن العمل والبحث عن الأحسن وتحدي كل الظروف، ولاسيما الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا. ولم ينس محافظ المهرجان الفنانين الذين غادروا الحياة هذا العام، قائلا: "نترحم، بالمناسبة، على أرواح كل الفنانين والمثقفين الذين رحلوا، تغمدهم الله بواسع رحمته". وفي حديثه عن جديد الدورة 14 للمهرجان، أوضح محمد يحياوي أن في سياق البحث عن الأجود والأفضل، تم هذا العام اعتماد لجنة انتقاء العروض المشاركة في المهرجان بدل المشاركة التلقائية لكل المسارح الجهوية كما في السابق، وهي خطوة يرى المحافظ أن من شأنها أن تبعث روح المنافسة لتقديم الأرقى واكتساب حق المشاركة بفضل المستوى العالي للعرض المسرحي الأجدر بالمشاركة. وأكد محمد يحياوي أن المسرح الوطني الجزائري يحرص على تشجيع الشباب الطموحين والأطفال الموهوبين؛ من خلال الرعاية والاهتمام، وفتح مسابقات تحفيزية للتشجيع على الإبداع، ولهذا اغتنمت إدارة المسرح فرصة افتتاح المهرجان لتكريمهم. وأشار محافظ المهرجان إلى أن الإدارة أولت اهتماما كبيرا لكي تكون الفعاليات متنوعة وذات مستوى يلبي أذواق الجمهور والمهتمين بالشأن المسرحي، مبرزا أن بالإضافة إلى العروض المتنافسة على جوائز المهرجان هناك عروض خارج المنافسة، وعروض مسرح الشارع ولوحات فنية مختلفة، إلى جانب الندوات الفكرية والنقدية التي تهتم بقضايا المسرح. وأضاف المحافظ أن المهرجان يضرب موعدا للنقاد والممارسين ومحبي المسرح، لمناقشة كل العروض داخل المنافسة، بالإضافة إلى جلسات بيع الكتب بالتوقيع، وورشات تكوينية في السينوغرافيا ومسرح الطفل والمسرح الإذاعي؛ تشجيعا للمواهب، وقياما بالدور التكويني الذي أخذه المهرجان على عاتقه منذ سنوات. وجرى، بالمناسبة نفسها، تكريم كل من الفنان الراحل محمود بوحموم، والفنان حميد عاشوري، والممثلة ليديا لعريني، وتقني الإضاءة مختار موفق. وانتهى الحفل بتقديم عرض كوريغرافي عنوانه "كرسي المهرجان"، صممه وأخرجه الفنان رياض بروال.