❊ جرائم الاستعمار ما زالت جراحها شاهدة على هول الدمار والخراب ❊ استجلاء مصير مفقودي الثورة وتعويض ضحايا التجارب النووية ❊ إحاطة موعد 12 جوان بكافة ضمانات النزاهة والشفافية ❊ إحداث القطيعة الجذرية مع ممارسات الخزي والوبال ❊ مدعوون لمحاربة الفساد وكشف نوايا المفسدين ومثيري النعرات والفتن أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، على مسؤولية الدولة في حماية الذاكرة الوطنية بأقصى درجات الجدية والمثابرة، مثمّنا الخطوات المهمة التي قطعتها الجزائر ضمن مسعى صون التاريخ والذاكرة، مع تسجيل بوادر إيجابية، خاصة فيما يتعلق باسترجاع جماجم لرموز من قادة المقاومة الشعبية. وقال رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى 59 لاحتفالات عيد النصر، قرأها نيابة عنه بتلمسان الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، "ما فتئت أؤكد على ضرورة حماية الذاكرة الوطنية وأذكر بمسؤولية الدولة في الاضطلاع بهذا الملف بأقصى درجات الجدية والمثابرة". وتابع الرئيس يقول "إن إصرارنا على صون التاريخ والذاكرة يظل في صميم أولوياتنا لإحراز التقدم المرجو في هذا المسعى"، مثمّنا "الخطوات المهمة التي قطعناها، إذ سجلنا بوادر إيجابية خاصة فيما يتعلق باسترجاع جماجم لرموز من قادة المقاومة الشعبية". وأشار السيد تبون إلى أن "ما اقترفه الاستعمار في حق الشعب الأعزل من جرائم، ما زالت جراحها وأثارها شاهدة على هول وحجم الدمار والخراب وعلى سياسة الأرض المحروقة البشعة والمقيتة". واستحضر رئيس الجمهورية "تلك اللحظات المهيبة، بالغة المغزى، التي شهدناها في 5 جويلية الماضي بإعادة دفن أبطال ممن قادوا المقاومة الشعبية في مقابر الشهداء وفي ثرى أرضنا الطيبة بين أهلهم وذويهم"، مؤكدا بأن "المتابعة مستمرة لاستجلاء مصير المفقودين أثناء حربنا التحريرية وتعويض ضحايا التجارب النووية". واعتبر "الاحتفاء بعيد النصر بعد تضحيات جسام في شهر الشهداء هذا، فرصة متجددة نقف فيها في يوم خالد مجيد لتأكيد عهدنا على النهج النوفمبري". دعوة الشباب للانخراط في مسار بناء مؤسسات تحظى بالمصداقية وذكر رئيس الجمهورية بالمناسبة بالقرارات التي اتخذها والتي تندرج في سياق تهيئة الظروف للتغيير المنشود، الذي يتطلع إليه شعبنا الأبي وخاصة الشباب"، داعيا إياهم "للانخراط في مسار بناء مؤسسات جديدة تحظى بالصدق والمصداقية". كما أشار إلى أن "تلك القرارات منسجمة تماما مع التعهدات التي التزمت بها وشرعت في تجسيدها منذ الأيام الأولى على كل المستويات"، معربا عن تأسفه من العوارض والظروف الاستثنائية من جراء تفشي وباء كوفيد 19. وقال رئيس الجمهورية في هذا الصدد "إننا اليوم مدعوون وبمشاركة الجميع من الطبقة السياسية والمجتمع المدني والتنظيمات والنقابات والنخب لإحداث القطيعة الجذرية مع ممارسات الخزي والوبال". وشدد في هذا الصدد بقوله "نحن مدعوون للمضي بعزم وحزم في محاربة الفساد وكشف نوايا ومساعي المفسدين وبقاياهم الباحثين عن فرص زرع الشكوك وإثارة النعرات والفتن"، مستطردا في هذا الخصوص "إنني على يقين بأن الشعب الجزائري، لا سيما أبنائنا وبناتنا من شبابنا الذي زرع بوعيه في الحراك المبارك أمل الجزائر الجديدة، سيتجند لدولة الحق والقانون ودولة المؤسسات التي تبنى بإرادة الشعب من خلال الاختيار الديمقراطي الحر وعبر التنافس الشريف، النزيه بالأفكار والبرامج في موعد 12 جوان القادم الذي تمت إحاطته بكافة ضمانات النزاهة والشفافية".