❊ دعم الاستثمار الخاص لإنشاء مساحات ثقافية كبرى ومدن إنتاج سينمائي ❊ تحسين وضعية الفنان وحمايته اجتماعيا وترقية السياحة الثقافية ❊ مرافقة المنتجين والجمعيات الثقافية بمنحهم 154 مليون دينار شدد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس السبت، على ضرورة تضافر جهود الجميع للانتقال بالثقافة من قطاع مستهلك يشكل عبئا على ميزانية الدولة إلى قطاع اقتصادي، مدر للثروة وموفر لمناصب الشغل ويمكن الجزائر من استعادة مكانتها في منظومة السياحة العالمية. وأكد جراد في سياق هذه النظرة الجديدة على استعداد الدولة لدعم الاستثمار، بما فيه الخاص، قصد إنشاء مساحات ثقافية كبرى ومدن إنتاج سينمائي كما هو متعارف عليه في الدول المعروفة بكثافة إنتاجها في هذا المجال. ودعا الوزير الأول، خلال إشرافه على افتتاح المنتدى الاقتصادي الثقافي بالمركز الدولي للمؤتمرات، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، إلى القيام بمبادرات عملية لتفعيل اقتصاد الثقافة وتعزيز الدور التربوي له لتحقيق تكامل بين المرفق العمومي التربوي والمرفق العمومي الثقافي والعمل على تحسين وضعية الفنان من خلال توفير الحماية الاجتماعية له بالإضافة إلى ترقية السياحة الثقافية، دعما للسياحة الداخلية ضمن ديناميكية تسهم في جذب السياح الأجانب. وأضاف، جراد خلال هذا اللقاء الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "الثقافة استثمار اقتصادي ومجتمعي"، على ضرورة الاستثمار في العلاقة الوثيقة بين الثقافة وتطوير السياحة، وإعطاء محتوى ثقافي يثمن التراث والمواقع الأثرية والمتاحف والأحياء العتيقة. وقال إن تحقيق هذا المسعى لن يكون إلا بوضع استراتيجية محكمة توفر ظروف النجاح لبلوغ تنمية مستدامة، بدءا بالاستثمار في البنى التحتية و تأهيل الموارد البشرية. وطالب الوزير الأول بتنظيم وتنشيط سوق المنتوج الثقافي ومرافقة الفاعلين في الحقل الثقافي في تكييف نشاطاتهم مع تحديات التطور التكنولوجي والرقمنة، خصوصا ما تعلق بالكتاب الرقمي والتجارة الإلكترونية التي توفر فضاء مهما لتسويق المنتوج الثقافي والاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي والوسائل السمعية البصرية المتعددة. وذكر في هذا السياق ببعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال والتي جاءت تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية الذي يولي اهتماما كبيرا لقطاع الثقافة، منها دعم المنتجين في الصناعة السينمائية والثقافية وتشجيع الخبرات الوطنية في هذا الميدان ودعم إنشاء الهياكل القاعدية للصناعة السينمائية والمسرحية من استوديوهات التسجيل وقاعات العرض وتعزيز الأنشطة الثقافية في الوسط المدرسي وتوفير مناخ مناسب للإبداع الفني. كما استعرض الوزير الأول خلال هذا اللقاء الذي حضره مستشارا رئيس الجمهورية السيدان عبد الحفيظ علاهم وبوعلام بوعلام وأعضاء من الحكومة ورئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رضا تير، بعض الانجازات التي حققها القطاع رغم الظروف الصعبة التي عرفتها البلاد، على غرار جميع بلدان العالم نتيجة تفشي وباء "كورونا" وتأثيراتها على قطاع الثقافة. ويتعلق الأمر بإطلاق منصات لبيع اللوحات التشكيلية والكتب، إلكترونيا من أجل مرافقة الفنانين والمبدعين ضمن التأسيس لتنظيم سوق الفن وفتح ورشات للبحث الأثري في المواقع التي شهدت اكتشافات جديدة وعددها 23 اكتشافا، إلى جانب اتخاذ تدابير استعجالية لحماية الممتلكات الثقافية التي تم اكتشافها أو استرجاعها والشروع في الاستغلال الاقتصادي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، آخذا في ذلك التجربة النموذجية في قلعة الجزائر. كما تطرق لمرافقة الدولة للمنتجين والجمعيات الثقافية، التي تم منحها أكثر من 154 مليون دينار سنة 2020، إلى جانب دعم إنتاج أفلام سينمائية طويلة وقصيرة ووثائقية ودعم أكثر من 75 عملا مسرحيا وأعمال موسيقية وأخرى في مجال الفنون الجميلة وتشجيع 64 جمعية ثقافية. وذكر في هذا السياق بتشجيع ومرافقة الشباب المبدع، من خلال تتويج 24 منهم بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب "الشهيد علي معاشي" ودعم المشاريع الإبداعية للمؤلفين، من خلال التشجيع على نشر أكثر من 75 مشروعا مصنفا. وتحدث جراد عن استكمال النص المحدد لنظام علاقات العمل الخاص بالفنان والمسرحي الذي يشكل "إنجازا كبيرا"، مؤكدا أن الحكومة وضعت "برنامجا واقعيا" وآليات من شأنها أن تجعل الجزائر "قطبا للإشعاع الثقافي والسياحة الروحية على المستوى الدولي". واعتبر الوزير الأول، أن تعزيز الإنتاج الفكري والثقافي والفني الاقتصادي وجعله في خدمة النمو، يعد هدفا تسعى الدولة إلى تحقيقه، من خلال الاستفادة من اقتصاد الثقافة الذي يحقق مبالغ ضخمة، من حيث الإيرادات ويوفر الملايين من مناصب الشغل في العالم. الدولة مستعدة لدعم الفنان والاستثمار الخاص في المجال الثقافي وأكد الوزير الأول، من جهة أخرى، على إرادة الدولة في دعم الفنان واستعدادها لدعم الاستثمار الخاص في المجال الثقافي انسجاما مع التزامات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. وأشار جراد إلى أهمية التوجه نحو إنشاء مدن الانتاج السينمائي وتدعيم الأنشطة الثقافية في الوسط المدرسي وبروز الموهبة الشابة، فضلا عن التأسيس لتنظيم سوق الفن وفتح ورشات دعم البحث الأثري. ويشارك في هذا المنتدى ممثلو عدة وزارات وهيئات رسمية وآخرين عن هيئات دولية وأصحاب مشاريع ثقافية وكذا مؤسسات استثمارية وبنوك وخبراء جزائريين ودوليين في مجالي الاقتصاد والثقافة ،بالإضافة لأكاديميين وباحثين وفنانين ومنتجين وجمعيات. ويتناول المنتدى الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون، حول عدة محاور على غرار آليات تمويل الاستثمارات في قطاع الثقافة والفنون وتسويق المنتوج الثقافي ودوره في الحركة الاقتصادية وكذا عرض تجارب وتصورات حول الاستثمار الثقافي. كما يعرف المنتدى الذي يدوم ثلاثة أيام إقامة عديد الورشات حول هذه المحاور، بالإضافة إلى معرض ستشارك فيه هيئات ثقافية ومؤسسات ناشئة وأخرى مصغرة تنشط في المجال الثقافي، بالإضافة إلى صناديق ومؤسسات تمويل وكذا أصحاب مشاريع ثقافية. ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء الدوليين والجزائريين في مجال الاقتصاد الثقافي من جهة والفنانين وأصحاب المشاريع الثقافية والفنية من جهة أخرى، مع إتاحة الفرصة للمشاركين للتفكير في القضايا الحالية والرهانات التي تسمح بترقية قطاع الثقافة سواء من خلال المؤتمرات أو التدريب أو المخابر.