تنظم وحدة البحث "الأدب الجزائري وإشكاليات الثقافة والهوية" لقسم اللغة العربية وآدابها لجامعة الشهيد "زيان عاشور" بالجلفة، الملتقى الوطني الأول بواسطة تطبيق التحاضر عن بعد، بعنوان "السرد وخطاب ما بعد الكولونيالية: من خطاب المركزية إلى خطاب التعددية الثقافية"، يومي 26 و27 ماي المقبل. جاء في ديباجة الملتقى أن السرد أصبح الشكل الأبرز لتمظهرات الخطاب الإبداعي والثقافي في عالمنا المعاصر؛ إذ انعكست في متنه المتحول مختلف القضايا الحيوية التي لها صلة بحياتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا: الهوية، الذات، النسوية، الهيمنة، التعددية الثقافية، صراع الحضارات، العلاقة بالتاريخ، والعلاقة مع الآخر. وانفلتت تلك القضايا من الرؤية المركزية التي كرستها الحداثة الغربية، إلى آفاق منفتحة، ترفدها أشكال المقاومة الثقافية والسياسية، التي احتضنها واحد من أبرز الحقول المعرفية والإبداعية المعاصرة، وهو "خطاب ما بعد الكولونيالية". وجاء أيضا في الديباجة: "إذا كان هذا الحقل يتأسس في العمق على نقد خطاب المركزية الغربية وما انبثق عنه من أبعاد الهيمنة الكولونيالية ثقافيا وسياسيا، تلك التي فرضت أنماطا جاهزة من الرؤيا والفكر، استهدفت احتواء الخصوصيات الثقافية، ومنابع التحرر في الثقافات الإنسانية على تنوعها واتساعها واختلافها، فإنه حقل يلتقي ويتفاعل في أسسه ومهامه الكبرى، بحقول متعددة مثل التاريخ والفلسفة والأنثربلوجيا واللسانيات وعلم النفس وعلم الاجتماع، وعلم اجتماع الأديان والسيميائيات الثقافية، حيث تشكل تلك الحقول مجتمعة، منابع التفكير التعددي النقدي الذي يواجه أشكال الهيمنة المختلفة، خاصة في الأوساط الثقافية والحضارية التي عانت من السيطرة الاستعمارية، وتعرضت هوياتها لمحاولات ممنهجة للتفتيت والتشويه والإخضاع، ومنها تحديدا سياقنا العربي الإسلامي في المشرق والمغرب على حد سواء. وانطلاقا من أهمية هذين الحقلين المعرفيين السرد وما بعد الكولونيالية، وانطلاقا من أهمية الإشكالية الناشئة من تعارض مسارات السرد ما بعد الكولونيالي مع مخططات الهيمنة الثقافية للمرحلة الكولونيالية في سياقنا الثقافي العربي عامة وسياقنا الثقافي والأدبي الجزائري تحديدا، تتقدم وحدة البحث (الأدب الجزائري وإشكاليات الثقافة والهوية)، بتنظيم هذا الملتقى الوطني الأول ضمن تساؤل محدد بشكل مبدئي على النحو التالي: "ما هي التحولات الثقافية والإبداعية التي جسدها السرد العربي والجزائري ضمن خطاب ما بعد الكولونيالية؟". أما عن أهداف الملتقى فهي التعريف بحدود خطاب ما بعد الكولونيالية. وتمثل تحولات الخطاب السردي في مرحلة ما بعد الكولونيالية، إبراز أهم القضايا التي تناولها السرد ما بعد الكولونيالي، وتمثل أنماط السرد ما بعد الكولونيالي، استكشاف علاقة السرد ما بعد الكولونيالي ودوره في أشكال وأهداف المقاومة والتحرر من الهيمنة الاستعمارية، وبناء شبكة تعريفية بالنصوص والكتّاب الجزائريين والعرب ضمن حقل السرد ما بعد الكولونيالي، وتمثل الصيغ المنهاجية المطبقة في الدراسات السردية ما بعد الكولونيالية. وسيقدم الأساتذة مداخلاتهم في هذا الملتقى، حول محاور متعلقة بنصوص السرد الجزائري والعربي، وهي السرد وإشكالية الهوية؛ ثنائية الأنا والآخر، والسرد والتعددية الثقافية واللغوية، والنسوية والإشكالية السوسيو ثقافية بين الماضي والحاضر، والسرد والتاريخ: مرجعية الماضي ومشكلات الحاضر، والسرد والفلسفة: الرؤيا والتخييل، والسرد والسينما: أشكال المقاومة عبر الصورة. للإشارة، يرأس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور فرحات موساوي، في حين يرأس اللجنة التنظيمية لهذه الفعاليات، الدكتور نايل سفيان، فيما اختير الأستاذ الدكتور برابح محمد الشيخ، رئيسا شرفيا للملتقى. كما حُدد تاريخ 30 أفريل، كآخر أجل لإرسال المداخلات، لينعقد المؤتمر يومي 26 و27 ماي القادم.