وصفت جبهة البوليزاريو المسيرات التضامنية مع الشعب الصحراوي التي جابت طيلة الأسابيع الأخيرة عدة مدن إسبانية بالتظاهرة "التاريخية الكبرى" التي أظهرت مدى دعم الجماهير الإسبانية لكفاح الشعب الصحراوي العادل. وأكدت جبهة البوليزاريو على موقفها في بيان توج اجتماع مكتب أمانتها الدائم أول أمس، برئاسة الوزير الأول الصحراوي، بشرايا بيون، وخصص لتقييم عملية تعميم نتائج الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية إضافة إلى استعراض آخر التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية. وأعربت عن تقديرها وتثمينها للمسيرات التضامنية "الحرية للشعب الصحراوي" التي انصهرت فيها مجهودات الحركة التضامنية الإسبانية والجالية الصحراوية وتمثيليات الجبهة بإسبانيا لتتمخض عن تظاهرة تاريخية كبرى. وشددت على أن هذه المسيرات، أعادت التأكيد مرة أخرى على دعوة الدولة الإسبانية لتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية والوفاء بواجبها باعتبارها الدولة المديرة للإقليم في استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وذلك بالمساهمة في التعجيل بتنفيذ خطة التسوية الأممية الإفريقية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وجابت مسيرات الحرية، مختلف المدن الإسبانية طيلة الأسابيع الأخيرة، والتي انتهت بتنظيم المتظاهرين لتجمع ضخم بساحة "بلاسا دي إسبانيا' في قلب العاصمة مدريد. وأهاب البيان بكل الصحراويين لاستغلال ما تحقق من مكاسب على مختلف الجبهات للقفز بكفاحهم إلى مستويات أرقى وتأجيج النضال وتصعيد المواجهة للتعجيل ببلوغ الهدف المنشود في انتزاع الاستقلال وإقامة الدولة الصحراوية على كامل ترابها. كما أشادت جبهة البوليزاريو بالانتصارات السياسية الجديدة، التي حققتها القضية الصحراوية خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي "يوزي" وفي مداولات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، على مستوى الأممالمتحدة رغم ما عرفه الحدثان من مناورات ومحاولات يائسة من قبل النظام المغربي وحلفائه للتشويش وخلط الأوراق والمس بمكانة ومصداقية الجبهة الشعبية كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي. وانتخب المشاركون في المؤتمر العالمي ال34 للاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي "يوزي" الجمعة الماضية "اتحاد الشبيبة الصحراوية" نائبا لرئيس المنظمة الدولية للمرة الخامسة على التوالي. كما صادقوا على توصية عبروا فيها عن دعمهم غير المشروط للنضال المشروع للشعب الصحراوي من أجل الحرية ورفضهم لأية محاولة ترمي لحرمانه من حقه في تقرير مصيره. وحاول وفد المغرب "الشبيبة الاشتراكية المغربية"، في توصية تقدم بها للمؤتمر لكنه فشل في تمريرها، التشويش على مجرى الأشغال باستعمال أساليب التضليل بهدف "تشويه نضالات الشعب الصحراوي وتطعن في سمعة جبهة البوليزاريو". وأكد وفدا ألمانيا والنمسا أن نص التوصية التي تقدم بها وفد المغرب "يحمل خطابا سياسيا متطرفا ومصطلحات تدعو للكراهية ومعلومات مضللة عن اللاجئين الصحراويين". بل وتطرق الوفدان في مداخلاتهما إلى معاناة اللاجئين الصحراويين جراء الاحتلال المغربي والأعمال العدائية التي تهدد حياتهم على غرار جدار العار الذي عايناه إلى جانب الوفود الأخرى التي شاركت في المنتدى الشباني الذي نظم في ولاية "أوسرد" العام الماضي.