❊ إحصاء 20 ألف مدمن مخدرات في الجزائر أكد عبد الحق سايحي، الأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، على ضرورة إدراج العلاج ب"الميثادون" لأهميته كعلاج ضروري للحد من الآثار المدمرة للإدمان على المخدرات وخاصة المواد الأفيونية. وقال بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإدمان على المخدرات، إن مكافحة الإدمان على المخدرات في بلادنا عرفت تطوّرا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، على مستوى عدة قطاعات، وخاصة مع استحداث الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، وتكفل قطاع الصحة بتوفير العلاج اللازم لضحايا هذه الآفة. وكشف سايحي، أن إدخال مادة "الميثادون" منذ شهر جانفي الماضي كعلاج بديل للإدمان خاصة المواد الأفيونية، اصبح أمرا ملحا للحد من الآثار المدمرة لاستهلاك هذا النوع من المخدرات وخاصة في أوساط الشباب وتفادي آثار ومخاطر أخرى اجتماعية وصحية المرتبطة به. وأكد على وضع إجراءات صارمة، لوصف وصرف "الميثادون" الذي سيشرع في العلاج به بداية من السنة القادمة وكذا اعتماد تجربة نموذجية مدتها سنة يتم تقييمها خلال نصف الفترة بهدف توسيع هذا العلاج تدريجيا نحو مراكز صحية أخرى تستوفي الشروط التي تم تحديدها على أن يتم على المدى الطويل توفير هذا العلاج على مستوى كافة هياكل علاج الإدمان. وكشف الأمين العام لوزارة الصحة عن استفادة معظم ولايات الوطن من هياكل للعلاج والتكفل بضحايا الإدمان، حيث تم تعزيزها بموارد بشرية مختصة على غرار دفعتي الأطباء المستفيدين من شهادات اختصاص في علم الإدمان، مؤكدا الشروع في تكوين دفعة ثالثة من 30 طبيبا لدعم الفريق الموجود إلى جانب تكوين 50 مهنيا من المراكز الوسيطة لعلاج الإدمان في مجال المقابلة التحفيزية يضم أخصائيين نفسانيين وأطباء. كورونا ساهمت في ارتفاع حالات الإدمان وأوضح، البروفسور محمد شكالي، المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بالوزارة، أن أزمة "كورونا" ساهمت في ارتفاع عدد حالات الإدمان بسبب عوامل نفسية واجتماعية، مؤكدا، أن العلاج بالميثادون لديه يستدعي تكوين مهنيين في هذا المجال. وقال شكالي بإخضاع 100 مريض منذ بداية العام الجاري، للعلاج بهذه المادة في انتظار تعميمه على مراكز أخرى بعد تحديد المعايير والعوامل المساعدة على ذلك، مؤكدا بخصوص أثاره الجانبية، إنه مثل كل الأدوية له آثار جانبية إلا أن إخضاع المدمنين للعلاج به اصبح ضروريا لتجنبيهم أمراضا أخطر وخاصة مرض فقدان المناعة المكتسبة "سيدا" وأيضا بسبب عدد المدمنين الذي يواصل ارتفاعه وبلغ 20 ألف مدمن ممن يتم استقبالهم على مستوى مراكز معالجة الإدمان، ضمن رقم، أكد أنه ليس الرقم الحقيقي لعدد المدمنين الذي هو اكبر من ذلك، بما يستدعي تضافر جهود الجميع للحد من هذه الظاهرة الهدامة. منسق الأممالمتحدة ينوّه بجهود الجزائر في مكافحة المخدرات ونوّه إيريك أوفرفست، المنسق المقيم لنظام الأممالمتحدة، بالتزام الجزائر بمكافحة تعاطي والاتجار بالمخدرات لحماية الشباب من هذا البلاء الحقيقي، مرحبا برغبتها في تعزيز الإجراءات الوقائية والصحية لمكافحة الإدمان وانتهاجها لمعايير دولية، تشجعها الهيئة الأممية وتدعمها لمواصلة العمل في سياقها. وذكر المسؤول الأممي، أن التقرير العالمي الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حول المخدرات لسنة 2021 ، أكد أن عدد الوفيات المرتبطة باستهلاك المخدرات تضاعف خلال العقد الأخير، مشيرا، في نفس السياق إلى تراجع في عدد الإصابات بداء فقدان المناعة المكتسبة بين البالغين في العالم باستثناء الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن والذي كانوا يمثلون 10 من المئة من الإصابات الجديدة سنة 2019. وأبرز أوفرفست، ضرورة تكثيف برامج الوقاية في الجزائر بالتعاون بين وزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني وبتشجيع ودعم من الأممالمتحدة إلى جانب تحسين وتوفير العلاج البديل للمواد الأفيونية والذي تم إطلاقه لأول مرة في الجزائر بداية هذه السنة. وأضاف أن الجزائر بأخذها بهذين الجانبين بعين الاعتبار، فإنها تلتزم علانية باعتماد نهج موجه لتلبية احتياجات الأشخاص وتؤكد الأولوية المعطاة للإنسان وحماية الشباب من الإدمان وكل الآفات المترتبة عنه".