❊ العملية السياسية وصلت إلى مرحلة "حرجة" حذّر الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، أمس، من أن العملية السياسية في ليبيا وصلت إلى مرحلة "حرجة" أصبحت فيها المكاسب المحققة بداية العام الجاري وسمحت بتوحيد السلطة في هذا البلد المضطرب "مهددة". وجاء تحذير الأمين العام الأممي في تقرير لمجلس الأمن الدولي جدّد فيه مطالبته الدول المتدخلة في الشأن الليبي بسحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا التي ينتظرها استحقاق انتخابي هام مع نهاية العام الجاري. وبينما دعا إلى تنفيذ خطة شاملة للانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا بجداول زمنية واضحة، حث المسؤول الأول عن الأممالمتحدة الأحزاب الليبية على بذل كل جهد ممكن لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر القادم وفقًا لخارطة طريق تسوية المعضلة الليبية. كما دعا المتحدث لوضع القاعدة الدستورية للانتخابات واعتماد القوانين اللازمة، وذلك بعد أن أشار إلى خلافات أولية حول ما إذا كان ينبغي إجراء الانتخابات الرئاسية عن طريق التصويت المباشر أو بشكل غير مباشر من قبل البرلمان وما إذا كان ينبغي إجراء الاستفتاء على مسودة الدستور الدائم أولا ومعايير الأهلية للمرشحين. ودخلت ليبيا في مرحلة حرجة مع اقتراب موعد تنظيم انتخابات ديسمبر التي يعول عليها ليس الليبيون فقط بل كل المجموعة الدولية لاحتواء واحدة من مخلفات أزمات ما عرف باسم ثورات "الربيع العربي" المستمرة منذ عقد كامل من الزمن. وزاد في حساسية الوضع الليبي، بعض القضايا التي لاتزال دون حل في ظل الخلافات القائمة بين الفرقاء الليبيين الذين لم يتوصلوا بعد إلى أرضية توافقية حول الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية من جهة. ومنجهة أخرى، استمرار التجاذبات وتضارب المصالح بين قوى إقليمية وأخرى دولية على الأرض الليبية بما صعب من مهمة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية التي لاتزال تصطدم ببعضها البعض بين الفينة والأخرى. وما اشتباكات طرابلس الأخيرة إلا دليل على وضع أمني لا يزال هش في ليبيا التي هي بحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل لتوحيد هذه المؤسسات تحت سلطة واحدة تكون قادرة على تطبيق القانون عبر كل انحاء البلاد. ويضاف إلى مسألة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية قضية "المرتزقة" والمقاتلين الأجانب التي لا تزال تشكل تحديا كبيرا أمام الحكومة الليبية والبعثة الأممية الراعية للعملية السياسية والتي حذر رئيسها يان كوبيش من أن استمرار وجود الآلاف من المرتزقة والعديد من المقاتلين الأجانب "لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط لأمن ليبيا ولكن للمنطقة". كما أن الأمين العام الأممي أشار في تقريره، إلى الإبلاغ عن وجود أنشطة لمنظمات متطرفة مثل تنظيم "القاعدة" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في جميع المناطق بما يشكل تهديدات مباشرة ضد المدنيين وموظفي الأممالمتحدة في ليبيا. ودعا إلى وضع حد لهذه الانتهاكات واستمرار الاحتجاز التعسفي للمهاجرين في ظروف غير إنسانية في مراكز الاحتجاز الرسمية والمواقع غير الرسمية التي يديرها المهربون.