يؤكد عبد الكريم تاميمونت، الأمين العام للاتحادية الجزائرية للفروسية، أن الهدف الأسمى لهيئته بعد عودة النشاط، هو تشكيل فريق وطني تحسبا لاقتحام قوي في الألعاب المتوسطية القادمة بوهران 2022، بدون إهمال تطوير اللعبة، والإكثار من بناء المنشآت الرياضية الخاصة بها والتربصات لفائدة الفرسان، ومنحهم فرصة الاحتكاك بالمستوى العالمي، وتربية الخيول، وحل المشاكل المؤثرة والمعيقة للأندية وغيرها. ❊ بداية، ما رأيك في مستوى المسابقة الوطنية المنظمة بنادي "الفارس الوهراني"، بعد طول توقف؟ ❊❊ هي مسابقة بنشاطات ثقافية واجتماعية وليست رياضية فحسب، جلبت لها جمهورا بأعداد مقبولة، وبتواجد إمكانيات استقبال جيدة للجميع؛ فمن هذا الجانب كان النجاح تاما. أما فنيا فهي مسابقة تدخل في إطار تحضير رياضيينا الدوليين للالتزامات الدولية القادمة، خاصة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستقام بوهران عام 2022. وعموما، المستوى ظهر متوسطا؛ إذ لا يمكننا تقييم مستوى اللعبة بعد توقف النشاط لأكثر من عام. والأمر لم يقتصر على الفرسان فقط، بل كذلك الأحصنة، لذلك تعتزم الاتحادية الجزائرية للفروسية، الإكثار من هذه التظاهرات الرياضية، لتعويد الفرسان والخيول على النشاط مجددا لكن بهدوء، لاستكمال البرنامج المسطر إلى غاية انطلاق الألعاب المتوسطية، أتمنى فقط أن لا نجبَر على التوقف مجددا، فإن حصل ذلك ستكون كارثة. ❊ ما هو برنامج اتحاديتكم وأهدافها لمصلحة اللعبة وممارسيها؟ ❊❊ أهداف اتحادية الفروسية عموما، هي نفسها عند باقي الاتحادات الوطنية، حسب قوانينها، وبرامج وزارة الشباب والرياضة، التي تهدف من ورائها، إلى تطوير الممارسة الرياضية، ورفع مستوى نخبتنا الوطنية. وهذه الرؤية هي نفسها التي نتبناها في اتحاديتنا من أجل تشريف بلدنا، وعليه فإن مأمورية الاتحادية هي تشكيل فريق وطني كبير. ❊ وما هو دور الأندية في كل هذا؟ ❊❊ أكثر من هام؛ على الأندية أن تكون في الموعد؛ نحن نعلم أنها بحاجة إلى إمكانيات حتى تساير مسعى الاتحادية في تطوير ممارسة رياضة الفروسية، الذي، بدوره، يساهم في الرفع أكثر من مستوى اللعبة. سنركز على هذين التوجهين، وطبعا بمساعدة الأندية والرابطات والحكام والمتطوعين؛ لأننا بحاجة إلى كفاءات لبلوغ الأهداف السامية. ❊ هل تتوفر الاتحادية على الإمكانيات اللازمة لتطبيق برنامجها؟ ❊❊ الاتحادية عرفت مجيء فريق تسيير جديد منذ أربعة أشهر فقط، ومنهم المتحدث، وعليه فالإمكانيات موجودة أو غير موجودة، كل شيء متوقف على الهدف الذي نريد الوصول إليه إن أردنا تطوير النشاطات بصفة عادية، فالإمكانيات متوفرة، لكن إذا أردنا لعب الأدوار الأولى والذهاب بعيدا، يلزم ذلك جلب كل الامكانيات الضرورية. ❊ على ذكر الإمكانيات، ما هو جديد المركز الفيدرالي، الذي تنوي الاتحادية تشييده في المستقبل؟ ❊❊ هناك غلاف مالي من عهدة المكتب الفيدرالي السابق. ووزارة الشباب والرياضة منحت قطعة أرض للاتحادية، وتم تخصيص 23 مليار سنتيم لهذا المشروع الهام، وهو المبلغ الموجود حاليا بخزينة الاتحادية. والآن الوزارة تنتظر الحصول على قرار التخصيص من وزارة المالية، ثم ننطلق في تجسيد المشروع بمواصفات عالمية. هذا المركز الفيدرالي سيكون تابعا لاتحادية الفروسية، وسيكون متنفسا لممارسي وهواة اللعبة، وإضافة نوعية بعد مراكز مستغانمووهران وقسنطينة. ❊ لكن هذا لا يمنع من القول إن المنشآت الرياضية الموجهة لرياضة الفروسية، قليلة على المستوى الوطني؟ ❊❊ فعلا قليلة، لكن الإمكانيات الخاصة برياضة الفروسية مكلفة جدا، وهي تختلف عن باقي الرياضات؛ كون بناء منشأة واحدة جيدة بمواصفات عالمية، يتطلب أموالا باهظة، ولكنا، بالمقابل، لسنا بحاجة ملحة إلى منشآت كبيرة وضخمة لتحضير فرساننا؛ إذ يمكن فعل ذلك بمراكز لا تعرّض الفارس والحصان معا للخطر، غير أنه من الرائع والمفيد أن نتوفر على منشآت خاصة، كالتي يحوز عليها نادي" الفارس الوهراني"، ومالكه السيد كازي تاني. ❊ وماذا عن تحضيرات الفريق الوطني لالتزاماته القادمة؟ ❊❊ عاد الفريق الوطني للنشاط حديثا، بإقامة تربص بوهران مؤخرا، وهو الثالث في برنامجه، وحتى هذه المسابقة الوطنية هي محطة تحضيرية له. وتنتظر النخبة الوطنية سفرية إلى فالانسيا الإسبانية، وقبل ذلك إلى تونس لمدة ثلاثة أيام؛ من أجل الاحتكاك برياضيي الدول الأخرى. ❊ وهل أخذتم نظرة أولية عن تشكيل الفريق الوطني، الذي سيقتحم الألعاب المتوسطية القادمة، من خلال انتقاء عناصره من مختلف الدورات الوطنية، ومنها التي تجري في وهران على ثلاث مراحل؟ ❊❊ سنختار أربعة فرسان، وواحدا احتياطيا للألعاب المتوسطية بوهران، من 10 فرسان، سيستعدون إلى آخر لحظة. ❊ أمايزال في خلد الاتحادية دمج عناصرنا الوطنية في مختلف المسابقات الدولية، بهدف الاحتكاك بالمستوى العالمي؟ ❊❊ سيتم ذلك بعد أن تنزاح عنا الأزمة الصحية فيروس كرورنا، ثم نقف على ما بين أيدينا من مواعيد وفترات، تسمح بتجسيد هذا الدمج، طبعا حسب المناخ والموسم. نحن ركزنا كل اهتمامنا على الألعاب المتوسطية. ونحوز على مدير تقني وطني اسمه إيدران محمد، الذي هو بصدد ضبط برنامج الاتحادية بالتنسيق مع المدرب الوطني لتجسيده على أرض الواقع، ولايزال يمحص في البرنامج الذي أعدته رئيسة اتحادية الفروسية، لنحصل، في الأخير، على برنامج من الآن، وإلى غاية الألعاب المتوسطية المقررة في الصائفة المقبلة 2022 بوهران. ❊ ما جديد منصب المدرب الوطني؟ وهل اتحاديتكم مصرّة على جلب إطار فني أجنبي؛ فرنسي تحديدا؟ ❊❊ صفقة جلب مدرب أجنبي سقطت في الماء، لكنا، بالمقابل، عيّنا مدربا وطنيا جديدا؛ بن فرحات مراد، ومساعدا له؛ نتور عبد المجيد. ❊ ما الأهداف التي سطرتها الاتحادية مع الطاقم الفني الجديد؟ ❊❊ تحضير النخبة الوطنية لاقتحام الألعاب المتوسطية هنا بوهران، بالاستناد على التربصات، على أمل تحقيق أفضل النتائج فيها؛ إذ تشكل أولى أولويات الاتحادية والجزائر خلال العام الجاري 2022. ❊ لك كلمة الختام. ❊❊ أنا حديث عهد بمنصبي في الاتحادية الجزائرية للفروسية. وأتمنى أن أفيدها ومكتبها التنفيذي بالخبرة الصغيرة التي أحوز عليها في الرياضة عموما، وفي التخصص الذي أتقنه؛ ذلك أنني تحصلت على شهادة مستشار في الرياضة (اختصاص التسيير)؛ لأن دوري هو مساعدة الاتحادات الوطنية في ضبط أمورها في جميع الميادين، لتحسين التسيير.