أُسدل الستار على فترة التحويلات الصيفية يوم الأربعاء الماضي، والذي استغلته أندية الرابطة المحترفة الأولى، لتعزيز صفوفها، تحسبا للموسم الكروي الجديد "2021- 2022" الذي انطلق أول أمس الجمعة، حيث عرف هجرة كبيرة للعديد من العصافير النادرة نحو الخارج، فيما غابت الأسماء الثقيلة. كما جرت عليه العادة وفي كل بداية موسم كروي وخلال "الميركاتو"، تتنافس الفرق فيما بينهما للظفر بأقوى الصفقات، وجلب أحسن اللاعبين إليها، خاصة تلك الفرق التي تلعب على عدة جبهات محليا وقاريا، إلا أن أبرز العناصر والمواهب فضلت أن تخوض تجارب احترافية في بطولات أخرى لعدة أسباب. كما لم يشهد "الميركاتو" الصيفي أسماء كبيرة فرضت نفسها فيه بقوة، فيما كانت النقطة الأبرز قيام عدة فرق بتغيير شبه كلي في تعدادها، وانتداب عدد قياسي من اللاعبين. رقم قياسي في عدد المستقدَمين في بعض الأندية من بين الأندية الأكثر نشاطا في سوق التحويلات الماضية، نادي شبيبة القبائل، الذي يشرف عليه الرئيس الجديد يزيد يريشان خلفا للرئيس السابق شريف ملال. فالكناري الذي شهد هجرة العديد من عناصره، كان عليه تنظيم أموره، وتكوين فريق قادر على التنافس على اللقب، وتقديم موسم في مستوى الآمال والتطلعات؛ حيث قامت إدارته بضم عشرين لاعبا جديدا من بينهم الحارس الدولي عز الدين دوخة، ووسط الميدان الهجومي بلال بن ساحة. ولعل الفريق الذي برز ونشط كثيرا في "الميركاتو" الصيفي الماضي، أولمبي المدية، الذي قام بضم أكثر من 22 لاعبا جديدا، منهم سيد علي لكروم، والمدافع عبد الرحمن نهاري، والمهاجم يوسف بشو. أما شباب بلوزداد الذي نجح في الاحتفاظ بلقبه فقد قرر أن يحافظ على نواه الأساسية ولو أن رحيل صانع ألعابه أمير سعيود إلى نادي الطائي السعودي، لم يهضمه مسيّرو النادي، الذين حاولوا، جاهدين، ضمان نجم جديد لتعويض أمير سعيود. وقام النادي العاصمي بالتعاقد مع المهاجم الليبي آنس المصراتي، والمدافع أحمد آيت عبد السلام، وصبري شرايطية، قبل أن يضمن حامل لقب البطولة الوطنية في آخر ساعات سوق التحويلات الصيفية، خدمات الوسط الهجومي عمار بورديم، والمهاجم بوزيد داداش، ووسط الميدان الفرانكو جزائري نجيب عماري. أندية تستنجد بأصحاب الخبرة وأخرى فضلت سياسة التشبيب قررت مولودية الجزائر تحت قيادة رئيس مجلس إدارتها عمار براهمية، القطيعة مع ممارسات الماضي، المتمثلة في استقدام "النجوم"؛ إذ قامت بجلب عناصر غير معروفة كانت تنشط في الأقسام السفلى باستثناء حارس مولودية وهران سابقا، أسامة ليتيم. أما النادي العاصمي الآخر اتحاد الجزائر، فلم يشذ عن القاعدة؛ حيث استقدم لاعبين أبانوا عن قدراتهم، وهي طريقة يرغب من خلالها في الاستفادة من أوراق رابحة؛ في محاولة لاستعادة لقب غاب عن خزائنه منذ 2019. واستعاد نادي سوسطارة لاعبه عبد الرحمن مزيان بعد موسمين قضاهما بالترجي التونسي. كما استقدم المهاجم براهيم شنيحي، والحارس أسامة بن بوط، وبراهيم بكاكشي وميصالة مرباح. أما وصيف البطولة الوطنية وفاق سطيف، فقد فضّل عامل الاستقرار؛ بتجديد عقود أغلب ركائزه، فيما استقدم المدافع بلقاسم براهيمي، والمهاجم رياض بن عياد، والحارس زكريا بوحلفاية. أما الأندية الأخرى الناشطة في الرابطة الأولى من بينهم الصاعدان الجديدان أمل الأربعاء وهلال شلغوم العيد، فقد التحقت، هي الأخرى، بالركب، حيث قامت باستقدامات حسب إمكانياتها المالية المتاحة. تغيير في أغلب الطواقم الفنية و7 مدربين أجانب في البطولة لجأت العديد من أندية البطولة الأولى المحترفة، إلى إحداث تغييرات على مستوى العارضة الفنية؛ سواء بالتعاقد مع مدربين محليين أو آخرين من الخارج، فيما فضّل عدد منها، تجديد الثقة في مدربيها. وتعاقد نصر حسين داي مع كريم زاوي لتدريبه. أما مولودية وهران فقد استنجدت بخدمات عز الدين آيت جودي. واتحاد بسكرة جلب المدرب يوسف بوزيدي، فيما انتدب الصاعد الجديد هلال شلغوم العيد، المدرب المخضرم إيغيل مزيان، واللائحة طويلة؛ ما يؤكد، مرة أخرى، حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها العارضة الفنية للكثير من فرق البطولة الوطنية. وبدأ سبعة (7) مدربين أجانب من بين الثمانية عشر (18) الذين يشكلون الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم للموسم الجديد 2021- 2022، في مهامهم على رأس العارضات الفنية لفرقهم، وهم التونسيون نبيل الكوكي في موسم جديد مع وفاق سطيف، وقيس اليعقوبي مع شبيبة الساورة، وبن يحيى مع مولودية الجزائر، ولطفي السليمي مع أولمبي المدية، والفرنسي دينيس لافان رفقة اتحاد العاصمة، وهنري سطمبولي مع شبيبة القبائل، وأخيرا البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي يكتشف البطولة الجزائرية رفقة شباب بلوزداد. فرق تعاني ماديا وتجازف بالاستقدامات... وقضية الإجازات تتجدد قامت مختلف الأندية بسباق ضد الساعة منذ افتتاح فترة التحويلات الصيفية في بداية شهر أوت الماضي، من أجل الفوز بصفقات مدوية، أو استقدام طواقم فنية جديدة ومدربين آخرين، سواء محليين أو من الخارج. ورغم الأزمة المالية الخانقة التي تتخبط فيها أغلب أندية النخبة، إلا أن سوق الانتقالات كان نشيطا لدى عدد منها، والتي لم تتردد في تجديد تعدادها كليا، ضاربة عرض الحائط مبدأ الاستقرار، ولم تمنعها معاناتها ماليا من المجازفة في سوق التحويلات؛ إذ تخلت عن البدائل المتمثلة في ترقية اللاعبين الشبان القادمين من صنف الرديف، والذين قد يمكنهم ادخار أموالها؛ فاللاعبون الجدد الذين لن يتقاضوا أجورهم كاملة، سيجدون أنفسهم مرغمين على اللجوء إلى الغرفة الوطنية لتسوية النزاعات لاستعادة حقوقهم، وهو الأمر الذي قد يعرّض أنديتهم لقرار المنع من الاستقدامات في الميركاتو المقبل؛ ما يعني أن نفس المشاكل التي تعاني منها فرق البطولة مند سنوات، ستتجدد ككل موسم. وكان الرئيس المفوض لرابطة كرة القدم المحترفة عبد الكريم مداور، أكد، أول أمس، أن ثلاثة أندية من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، وهي سريع غليزان، وأمل الأربعاء وأولمبي المدية، لم تحصل بعد على إجازات لاعبيها الذين استُقدموا في فترة الانتقالات الصيفية؛ لعدم تسديدها ديونها المتراكمة على مستوى الغرفة الوطنية، لفض النزاعات. "نجوم" البطولة نحو الاحتراف شهدت فترة الانتقالات الصيفية التي انتهت الأربعاء الفارط، هجرة جماعية لعدة نجوم ومواهب كروية بارزة وشابة، اختاروا خوض تجارب احترافية في الخارج، والانضمام لعدد من الأندية العربية والأوروبية خلال "الميركاتو" الصيفي. وكان ثنائي أتلتيك بارادو عبد القهار قادري وآدم زرقان، انتقلا إلى الدوري البلجيكي من بوابة ناديي شارلوروا وكورتري، إضافة إلى بلال مسعودي هداف شبيبة الساورة المنضم لكورتري أيضا، في حين اختار محمد أمين عمورة، هداف وفاق سطيف الانتقال إلى الوغانو السويسري. كما التحق غشة بنادي أنطاليا سبور التركي، وزكرياء نعيجي بنادي أف سي بو الفرنسي. والوجهة الأبرز كانت البطولة التونسية، حيث التحق 3 لاعبين بفريق النجم الساحلي التونسي، وهم إلياس بن يوسف ويوسف العوافي وبوعلام المصمودي. وتعاقد الإفريقي التونسي مع نبيل لعمارة الظهير الأيسر لمولودية الجزائر، إضافة إلى البطولة المغربية، التي عرفت التحاق عدد من العناصر مثل اللاعب سوياد، الذي اختار نادي مولودية وجدة، الذي يشرف عليه المدرب السابق لمولودية الجزائر نبيل نغيز. أما البطولات الخليجية فشهدت توافد عدة لاعبين عليها، حيث كانت البداية بأمير سعيود نجم شباب بلوزداد، الذي وقع مع نادي الطائي الناشط في الدوري السعودي للمحترفين، وخليلي المنضم لفريق أحد، وسعيدي الذي اختار نادي الخلود، فيما قرر اللاعب أمين حامية، اللعب لنادي الديوانية العراقي. وحكيم أمقران في نادي الشرطة العراقي كذلك. الجانب المادي والإمكانيات و"الخضر" أسباب الهجرة ويفضل مواهب الكرة الوطنية التوجه إلى أندية خارج البطولة الوطنية، على مواصلة المشوار مع فرقهم هنا؛ لعدة أسباب، أبرزها مالي بالدرجة الأولى، خاصة بالنسبة للذين فضلوا البطولات العربية، إضافة إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها الفرق التي يلتحقون بها، وعامل الاستقرار، بدون نسيان حلم تقمّص الألوان الوطنية مستقبلا. فمعظم الأندية الجزائرية تعاني كثيرا من أزمة مالية خانقة ومشكل الديون، ماعدا تلك الفرق التي تسيرها شركات وطنية، حيث إن عدة لاعبين يجدون أنفسهم في صراع مع أنديتهم بسبب المستحقات المالية التي يدينون بها؛ ما دفعهم إلى الدخول في نزاعات معها. كما يبحث لاعبونا الذين فضلوا الانتقال إلى الأندية التونسية بشكل خاص، لعب الأدوار الأولى في المسابقات القارية والإقليمية. الاحتراف في الخارج للفت أنظار بلماضي يستهدف لاعبو البطولة الوطنية، خوض تجارب احترافية في مختلف البطولات الدولية، وخاصة في أوروبا، للفت أنظار الناخب الوطني جمال بلماضي، وتحقيق الحلم الذي يسعى إليه أي لاعب كرة قدم، وهو تقمص الألوان الوطنية. ويشكل الاحتراف خارج الجزائر كلمة السر لهؤلاء المواهب، خاصة أن الإمكانيات التي يتحصلون عليها هناك أحسن وأفضل؛ ما يسمح لهم بالبروز والتألق وتفجير طاقاتهم، مثلما حدث مع اللاعب آدم زرقان مؤخ، وقبله عطال وبوداوي وغيرهما.