استقبل الوزير الأول وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان أول أمس بالرياض، من طرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، وذلك على هامش مشاركة السيد بن عبد الرحمان ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. بالمناسبة أبلغ الوزير الأول ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي تحيات رئيس الجمهورية لشقيقه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز .وتناول اللقاء إلى جانب موضوع تنسيق الجهود لمجابهة التحديات المناخية، واقع وآفاق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما بمناسبة الاستحقاقات المهمة التي يعكف البلدان على تحضيرها. كما تطرق الطرفان إلى "تنسيق الجهود في المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك" من خلال "تعزيز آليات التشاور الثنائي والحرص على تنسيق المواقف خصوصا على مستوى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من أجل استقرار وتوازن سوق النفط الدولية". وفي ختام اللقاء حمل سمو الأمير محمد بن سلمان، السيد أيمن بن عبد الرحمان تبليغ "التحيات الأخوية" لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى شقيقه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. كما تحادث السيد بن عبد الرحمان على هامش القمة، مع رئيسة حكومة الجمهورية التونسية، نجلاء بودن، حيث سمح اللقاء بالتأكيد على جودة العلاقات الثنائية التي تترجم عمق أواصر التعاون والتضامن التي تجمع البلدين الشقيقين، وكذا الإرادة المشتركة للحكومتين من أجل العمل معا لتعزيز وتنويع التعاون الجزائري- التونسي لا سيما بمناسبة الاستحقاقات الثنائية الهامة المقبلة. وكان الوزير الأول وزير المالية الذي غادر، مساء أمس، الرياض، قد أوضح في الكلمة التي ألقاها في هذه القمة، أن "الجزائر التي سبق وصادقت على مجموع الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تقليص انبعاثات الغاز ومكافحة الاحتباس الحراري، تؤكد على أن معالجة المسائل المناخية يجب أن ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية وبالأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بينها وبين الدول السائرة في طريق النمو"، مشددا على ضرورة "التكيف لإيجاد الحلول العملية الكفيلة بمجابهة المخاطر التي تهدد العالم" لاسيما تلك "التي تنشأ جراء المساس بالتوازن البيئي" بسبب "الاستغلال غير الأمثل وغير العقلاني للثروات الطبيعية في سباق اقتصادي غير متكافئ، أنتج اختلالات، أجمع العالم على انعكاساتها الوخيمة على المناخ"، موضحا أن هذه الانعكاسات "ستؤدي على المديين القريب والبعيد، إلى تهديد حقيقي على حياة الأشخاص واقتصاديات الدول". كما أكد الوزير الأول أن الجزائر "تبقى على أتم الاستعداد لدعم مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" وكل مبادرة مماثلة، من شأنها كبح ارتفاع درجة حرارة المناج ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات التي لم تسلم منها المنطقة العربية". وبمناسبة هذه القمة التي شارك فيها مسؤولو وقادة دول المنطقة (الشرق الأوسط) ورؤساء حكومات عدة دول إلى جانب مسؤولي وخبراء من هيئات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ومؤسسات دولية وإقليمية ناشطة في مجال حماية البيئة والتغيير المناخي والاقتصاد الأخضر، أبرز الوزير الأول "الأهمية التي توليها" الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لهذا التحدي"، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام تجسد بدسترة وتكريس البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، بالنظر إلى سياسات الجزائر للتغلب على كل التحديات ذات الصلة والدفع بعجلة التنمية المستدامة بكل أبعادها وتعزيز جهودها أكثر من أجل استدامتها للأجيال القادمة". كما جدّد بن عبد الرحمان التزام الجزائر بمكافحة تغير المناخ ولعب دور فاعل في هذا المجال، لاسيما من خلال مخططها الوطني للمناخ للفترة من 2020 إلى 2030 "الذي يعتبر أداة عملية لتطبيق السياسة الوطنية العشرية لمكافحة التغيرات المناخية وتنمية الاقتصاد الأخضر، مضيفا بأن هذه السياسة تقوم أساسا على "تشجيع تطوير الاستثمار في مجال فرز وتحويل النفايات وفي مجال الطاقات المتجددة، وذلك باستحداث هياكل وطنية متخصصة، على رأسها وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة". وبعد أن أشاد بمبادرة المملكة العربية السعودية، المندرجة في إطار "مساعيها النوعية الهادفة إلى خلق رؤية جديدة مشتركة، لتوحيد جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط والعالم"، أكد الوزير الأول أن "الجزائر لن تتوانى في الانخراط في تبادل التجارب الناجحة مع المملكة وكل الدول التي تهدف إلى رفع حصتها من الطاقة النظيفة في اقتصادها"، معربا في ختام كلمته عن "ارتياح الجزائر لكونها طرفا فاعلا في الديناميكية الدولية للحفاظ على البيئة من خلال مشاركتها في هذه القمة وكذا الدور الفعال الذي تضطلع به في مختلف المواعيد الدولية والإقليمية في هذا المجال الحيوي". وفي تصريح للصحافة عقب انتهاء أشغال القمة، أكد الوزير الأول أن الجزائر لديها عديد التجارب التي يمكن أن تكون "معلما من معالم المحافظة على المناخ والبيئة"، مشيرا إلى أنها كانت "سباقة في هذا المجال" من خلال تجربة السد الأخضر "العظيم" الذي أريد منه أن يكون "حاجزا أمام زحف الرمال إلى الشمال مع المحافظة على المناخ والبيئة". كما ذكر بأن الجزائر "ليست من أكبر الدول الملوّثة في العالم"، موضحا أن "أكبر الملوّثين هم الاقتصاديات الكبرى في العالم.. ويجب عليهم بذل قصارى جهودهم للمحافظة على المناخ والبيئة والمساهمة في دعم مثل هذه المسارات". الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية-الوزير الأول وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان