قدم مجلس الأمة، أمس، توضيحات بشأن الجدل الذي أثير في أعقاب تصريحات تضمنتها مداخلة رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، خلال الندوة البرلمانية التاريخية التي نظمها المجلس يوم الأربعاء 27 أكتوبر الجاري بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال67 لانطلاقة ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، بعنوان: "الجزائر تشهد يوم الوغى.. نوفمبر يعود على طريق التأسيس والتأصيل للجمهورية الجديدة". وأوضح بيان المجلس أن السيد قوجيل وخلال جميع أطوار مداخلته، التي جاءت في شكل "قراءات وتأملات وتحليلات تاريخية مستوحاة من زاوية تجربته الشخصية الطويلة في مسار الثورة التحريرية المباركة والمظفرة"، جدّد التأكيد بأن ثورة نوفمبر العظيمة التي حررت البلاد والعباد، وألهمت العالم وكانت ولا تزال نبراسا لقيم الحرية والسيادة والكرامة والاستقلال، "لم تكن أبدا لا باديسية ولا مصالية ولا بيانية (نسبة إلى حزب البيان) ولا شيوعية، بل ثورة شعبية بلا زعيم ولا قيادة فردية ولا ريادة حزبية"، مضيفا أن ذلك تجلى حين تخلى القادة الستة غداة إقرارهم انطلاق الثورة في اجتماعهم التاريخي في 23 أكتوبر 1954، عن كل انتماءاتهم الحزبية وهوياتهم السياسية وعن كل ولاء لأي جهة كانت، واجتمعوا تحت شعار واحد موحد، هو "من الشعب وإلى الشعب"، تحت لواء جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني، ليشكل هذا بداية لانطلاق شرارة هذه الثورة وكل ما أفرزته. وأضاف بيان مجلس الأمة أن محاضرة المجاهد صالح قوجيل، شكلت "جولة أفق واسعة للذاكرة الوطنية"، استعاد فيها العديد من المواقف والمحطات البارزة في تاريخ ثورتنا المجيدة، وتناولها "بصدق الشاهد وحكمة العارف"، وأنها – كما جاء في البيان – " تستحق تناولها بعمق أكبر من قبل الباحثين والمؤرخين، من أجل فهم أدق لهذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الجزائر، والإجابة على تساؤلات جوهرية تتعلق بفلسفة وقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة".