نظمت أمس وزارة العدل بمقر إقامة القضاة ولأول مرة في إطار برامجها التكوينية الخاصة بالقانون الدولي الإنساني دورة تكوينية لفائدة 100 طبيب جزائري جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن بهدف تعريفهم بالقانون الدولي الإنساني وآليات تنفيذه الدولية والوطنية، وإبراز دورهم كأطباء في النزاعات المسلحة. وكشف عضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني السيد نصر الدين مروك على هامش الدورة التكوينية "بأن هذه الدورة الأولى من نوعها التي خصت الأطباء الجزائريين جاءت لإعطاء الأطباء من مختلف التخصصات فكرة عن أحكام القانون الدولي الإنساني من حيث التعريف به وتحديد مختلف مصادره وتطوره من خلال التطرق إلى شرح اتفاقيات "جنيف" الأربع وكذا اتفاقية لاهاي التي تنظم العمليات الحربية إلى جانب التمييز بينه وبين القوانين المشابهة له كالقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما تهدف هذه الدورة إلى تعريف الأطباء بدورهم الهام في النزاعات المسلحة من خلال اطلاعهم على ما يتمتعون به من حماية عند أداء دورهم في إسعاف وحماية المرضى". وافتتحت الدورة التكوينية بمداخلة لرئيسة مصلحة الطب الشرعي بمستشفى بني مسوس الأستاذة فتيحة مراح التي اعتبرت الدورة مبادرة هامة بالنسبة للأطباء ودورهم الهام في إسعاف الجرحى خلال أوقات الحرب التي بات العالم يشهدها اليوم، وبالتالي فإن هذه الدورة التكوينية كما قالت "فرصة لتمكين الأطباء من فهم القانون الدولي الإنساني وما يوفره لهم من حماية". بعدها تطرق الأستاذ نصر الدين مروك عضو باللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني إلى تعريف القانون الدولي الإنساني وتميزه عن قانون حقوق الإنسان وشرح مختلف مراحل تطور القانون الدولي الإنساني مبرزا دور الأطباء الهام في تحريك اتفاقية جنيف من خلال الجمعية التي تأسست عام 1863 والتي كانت مكونة من خمسة أعضاء من بينهم طبيبان. من جهته تطرق الأستاذ عبد الله قرابة ممثل بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مداخلته لنشأة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أهدافها الإنسانية ومهامها الرئيسية في زمان الحرب والسلم ودور الأطباء بها من خلال التدخل لإسعاف الجرحى وتجنيبهم المعاناة باعتبار أنها تقوم على مبدأ الإغاثة التطوعية والعمل على تكريس مبادئ حقوق الإنسان. للإشارة خصص الجزء الثاني من الدورة التكوينية للتعريف بدور الأطباء الجزائريين إبان حرب التحرير الوطنية عبر مداخلة قدمها الأستاذ عبد الله بن اشنهو عضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني في حين تولى الأستاذ سراط خليلي طبيب مختص بمستشفى سعيدة الكشف عن الانتهاكات التي يشهدها القانون الدولي الإنساني في زمن الحروب بينما تحدثت السيدة نعيمة عميمر أستاذة بكلية الحقوق عن الدور المتميز الذي يقوم به الطبيب عند نشوب النزاعات المسلحة.