تعكف دار الثقافة "مالك حداد" بولاية قسنطينة، في إطار تثمين الموروث الثقافي المادي، وبمناسبة الاحتفالات باليوم العربي للتراث الثقافي، المصادف ل27 فيفري من كل سنة، على تنظيم معرض وطني للحلي والأزياء التقليدية، تحت شعار "التراث.. إثباتات للهوية واقتصاديات ثقافية"، من 27 فيفري الجاري وإلى غاية 4 أفريل المقبل. حسب السيدة أميرة دليو، مديرة دار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، فإن هذه التظاهرة التي ستحتضنها "دار الإبداع"، بملحقة دار الثقافة، تدخل في إطار إبراز الموروث الثقافي الجزائري العريق، في تفاصيله وتباين جمالياته، وتفاخرا بهذا الموروث الذي يشكل عادات وتقاليد بهية، تعكس الهوية الوطنية الضاربة في أعماق التاريخ. حسب دليو، فإن هذه التظاهرة ستعرف تنظيم احتفالية وطنية، تعنى بالتراث الثقافي المادي في شقه المتعلق بالحلي التقليدية، مع تنظيم معرض وطني لهذه الحلي على اختلافها وتنوعها من منطقة إلى منطقة، عبر ربوع الجزائر الشاسعة، مضيفة أن الحلي التقليدية لها العديد من الأبعاد والدلالات والارتباطات بالهوية والتاريخ. كشفت مديرة دار الثقافة "مالك حداد"، عن تنظيم بالموازاة مع معرض الحلي، معرض يعنى باللباس التقليدي الجزائري العريق الموشح بالحلي التقليدية، مضيفة أن المعرض سيستقطب العديد من الحرفيين عبر الوطن، وسيمكنهم من التنافس، ضمن مسابقة ستتوج أحسن عمل إبداعي في هذا المجال، بإشراف لجنة مختصة، تختار أحسن جناح وأحسن عمل، يستفيد صاحبه من جائزة مالية تقدر ب50 ألف دينار، تشجيعا له على المواصلة في هذا المجال والحفاظ على الهوية الوطنية. أوضحت دليو، أن كل الحرفين عبر الوطن، المختصين في لباس التقليدي والحلي، معنيون بالمسابقة، مضيفة أنه وُضعت استمارة للمشاركة في هذه المسابقة، والتأكيد عبر البريد الإلكتروني لدار الثقافة "مالك حداد" أو الاتصال عبر الهاتف، وأوضحت أن المعرض قد يكون عينيا أو افتراضيا، حسب الظروف التي تقتضيها الوضعية الوبائية. كما تحدثت مديرة دار الثقافة "مالك حداد" ل"المساء"، عن تنظيم مداخلة تاريخية، على هامش المعرض، حول أبعاد وهوية الحلي التقليدية الجزائرية، من تقديم الباحث في التراث ومدير ديوان مؤسسات الشباب لولاية قسنطينة، السيد محمد العلمي، لإبراز مدى وأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي في جزئه المتعلق باللباس والحلي، والذي يعكس مدى تنوع وغنى الثقافة الجزائرية وامتدادها عبر العصور. من بين النشاطات التي ستعرفها التظاهرة، حسب السيدة أميرة دليو، تنظيم جناح خاص للأزياء التقليدية العربية، في لفتة لتكريم التراث العربي في يومه، والتأكيد على انفتاح الجزائر على مختلف الثقافات المحلية، التي تشكل جزءا من الهوية الجزائرية الأصيلة، ويعكس مدى ارتباط شعوب المنطقة ببعضها البعض، عبر المقومات الثقافية المشتركة التي تحدد حيز الكيان الواحد. كما سيجري بالمناسبة، تؤكد المتحدثة، تنظيم معرض للصور الفتوغرافية، التي تبرز جمال وبهاء اللباس التقليدي الجزائري وكذا الحلي، الذي يضفي جمالا للمرأة عبر مختلف مناطق الوطن، ويؤكد انتماءها لهذا الوطن، بعيدا عن بعض التيارات والتوجهات التي تريد سلخ المجتمع من هويته وتراثه الثقافي الأصيل، تحت مظلة العولمة أو المودة.