تنشط على مستوى ولاية البليدة، أكثر من 200 مؤسسة في مجال رسكلة النفايات وتثمينها، مما جعلها من الولايات الرائدة في إعادة تدوير النفايات. ولتشجيع الشباب على ولوج هذا العالم، تسعى مديرية البيئة في الأيام القادمة، إلى هيكلة أصحاب الشاحنات الصغيرة في شكل مجموعات، وربطهم بموجب اتفاقية مع مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات، بهدف رفع كمية النفايات المسترجعة القابلة للتدوير، وحول المجهودات المبذولة في مجال استرجاع النفايات، وفق ما كشف عنه مدير البيئة لولاية البليدة، وحيد تشاشي ل"المساء". اختار عدد كبير من الشباب بولاية البليدة، الاستثمار في تثمين النفايات، وهو ما يعكسه الانتشار الواسع لوحدات جمع النفايات القابلة للتدوير، وإعادة تثمينها على مستوى بلديات الولاية، خاصة فيما يتعلق بمادة البلاستيك، حسب ما أكده مدير البيئة، وحيد تشاشي، الذي أوضح أن مصالحه سعت في المقابل إلى مرافقة مثل هذه الوحدات، من خلال تمكينها من رخص الاستغلال، ليتسنى لها مزاولة النشاط بشكل لا يتعارض مع القوانين. في السياق، قال المسؤول، إن مديرية البيئة، بالتنسيق مع مصالح الولاية، وضعت مخططا للفرز الانتقائي للنفايات على مستوى الأحياء المغلقة ببعض البلديات، حيث يرتكز المخطط على إنجاز حاويات كبيرة الحجم، يتم وضعها بالأحياء المغلقة، وكذا محطات الوقود التي تعرف برمي كمية معتبرة من مادة البلاستيك، بهدف تسهيل العملية على المواطن وإنجاح الفرز، من خلال رمي كل مواد البلاستيك في مثل هذه الحاويات الخاصة، لافتا إلى أن العملية لقيت نجاحا كبيرا بعد تجاوب المواطنين، يقول: "ما جعلنا نتيقن بأن المواطن واع، وينتظر فقط وضع ميكانيزمات عبر مختلف الأحياء والشوارع، حتى يجد الطريقة التي يتفاعل معها ويشارك في عملية الفرز". تحصيل 9 ملايير سنتيم من النفايات المسترجعة ذكر المتحدث، أن الفكرة المرتبطة بوضع حاويات ملونة قديمة، لكل منها نوع خاص من النفايات، لكنها لم تأت بنتيجة تذكر، غير أن إعداد حاويات خاصة لوضع عبوات البلاستيك والعبوات المعدنية، وحتى الكرتون، جاءت بنتائج مشجعة، مشيرا إلى أن المساعي جارية من أجل توسيع العملية على مستوى المطاعم والجامعات، بما في ذلك محطات نقل المسافرين التي تم دراسة إمكانية تزويدها بهذا النوع من الحاويات، بالنظر إلى النفايات المنتجة على مستواها والقابلة للرسكلة. تهدف العملية، حسب المتحدث، إلى توزيع الحاويات بشكل مدروس، ومن ثمة تحقيق الغاية من جمع النفايات، وهي الحافظ على البيئة وإعادة تدويرها وتثمينها. من بين المساعي التي يجري العمل عليها، حسب مدير البيئة، "العمل على ربط المؤسسات الناشطة في مجال تثمين النفايات مع مؤسسات الردم التقني، ومن ثمة الوصول إلى عقد اتفاق بين هاذين الطرفين، ليتسنى لمصالح البيئة مراقبة مسار النفايات التي يجري إعادة استرجاعها"، لافتا إلى أن مراكز الردم التقني تقوم هي الأخرى بإعادة تدوير النفايات المتعلقة بالبلاستيك، وأنها تمكنت سنة 2021، من تحصيل 9 ملايير سنتيم ناتجة على النفايات التي تم استرجاعها، والمبلغ مرشح للارتفاع، بالنظر إلى مسار المخطط الذي لا يزال ساري العمل عليه، بالتالي ينتظر أن ترتفع كمية النفايات المرسكلة، ولا يقتصر الأمر على مادة البلاستيك فقط، إنما المؤسسة تقوم وفق مخطط مدروس، باسترجاع مادة الورق والكرتون أيضا. وهو ما ختم به حديثة مدير البيئة.