باشر المجلس الشعبي البلدي الجديد لبلدية عين طاية، مهمة تجسيد الوعود التي قدمها لقاطني المنطقة، خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 27 نوفمبر الماضي، من خلال استكمال تنفيذ العديد من المشاريع التنموية، وبرمجة أخرى في سبيل الاستجابة لانشغالات المواطنين الذين ينتظرون منه الكثير، لاسيما ما تعلق ببعض الملفات، وعلى رأسها السكن الذي يتصدر انشغالات العديد منهم، خاصة الاجتماعي، الذي تأخرت عملية توزيعه لمدة 30 سنة كاملة، حيث يسعى المنتخبون المحليون الجدد إلى تحقيق التنمية بهذه البلدية. رغم غنى بلدية عين طاية، بالنظر إلى طابعها العمراني الجذاب، والمستوى المعيشي لسكانها، إلا أنها تواجه مشاكل وعراقيل عديدة تحول دون تجسيد العديد من المشاريع التنموية، أهمها العجز المالي الذي يعيق التسيير المناسب لشؤون التنمية، مثلما أشار إليه رئيس البلدية محمد راتني، ل"المساء"، مرجعا هذا الوضع إلى عدة أسباب، منها ضعف ميزانيتها التي لا تلبي حتى أجور المستخدمين، حيث تعتمد على إعانة ولاية الجزائر، مطالبا في هذا المجال، بحصة البلدية من المناطق الصناعية الواقعة بالبلديات المجاورة، من خلال حصولها على مستحقاتها المالية في الكثير من المجالات. ملف السكن يتصدر الانشغالات اعتبر رئيس بلدية عين طاية، أن ملف السكن يتصدر الملفات الحساسة بهذه البلدية، خاصة ملف السكن الاجتماعي الذي لم يوزع لمدة تفوق 30 سنة، باستثناء حصة واحدة بحوالي 76 سكنا، تم توزيعها سنة 2007، حيث لم يتم توزيع الحصص الأخرى، بسبب تهرب المسؤولين من هذه العملية الحساسة، التي عادة ما تصاحبها احتجاجات، بالنظر إلى ضعف الحصة الممنوحة، إذ تم في سنة 2021، توزيع حصة أخرى ب300 سكن اجتماعي على مستحقيها، غير أنها لم تف بالغرض، نتيجة تراكم الملفات التي تجاوزت 4 آلاف ملف، لتبقى العديد من العائلات تنتظر نصيبها من صيغة السكن العمومي الإيجاري، الذي يخضع لعدة شروط. في هذا الصدد، يطالب المجلس البلدي الجديد بحصة سكنية أخرى لبلدية عين طاية، لتخفيف أزمة السكن على العائلات التي تعيش في الضيق منذ سنوات. حسب المتحدث، توجد بوادر لتلبية هذا الطلب، الذي يلح عليه المجلس الجديد، الذي سيشرع في دراسة الملفات قريبا، ومنح السكنات لمستحقيها الفعليين وفق الشروط القانونية. 158 سكن ترقوي مدعم فقط من جهة أخرى، وبالنسبة للسكن الترقوي المدعم "أل بي يا"، أشار المتحدث، إلى أن البلدية استفادت من حصة ضئيلة، مقارنة بباقي البلديات، والنمط الاجتماعي للبلدية التي استفادت من 158 سكن (أل بي يا)، لفائدة الطبقة المتوسطة، في حين استفادت باقي بلديات المقاطعة من 300 سكن ترقوي مدعم، متسائلا عن سبب منحها حصة ضئيلة من هذه الصيغة، التي تم الانتهاء من دراسة الملفات وتحديد قائمة المعنيين بها، ملحا في نفس الوقت، على منح البلدية حصة أخرى، كون الأولى ضعيفة جدا مقارنة بالملفات وطبيعة السكان، الذين تتوفر في أغلبيتهم شروط الحصول على هذه الصيغة، خاصة الذين حرموا من السكن الاجتماعي. في سياق ذي صلة، تشن مصالح بلدية عين طاية، حملة على البنايات بدون رخصة، تنفيذا لتعليمات الوالي المنتدب للدار البيضاء، حيث تم القضاء على بعض التوسيعات على مستوى المزارع والأراضي الفلاحية، التي تتواجد بها عائلات منذ الحقبة الاستعمارية، ويتم يوميا القضاء على هذه الظاهرة، بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة والأعوان المؤهلين. استعجال ترحيل سكان القصدير طالب "مير" عين طاية، بتسريع وتعجيل ترحيل سكان الأحياء القصديرية والهشة، على غرار حي سي بوعلام العلوي، الذي يضم أكثر من 200 عائلة، ملفاتها جاهزة على مستوى المقاطعة الإدارية للرويبة، وحي "حفرة بطاطا"، الذي يعاني سكانه من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، ويضم حوالي 33 عائلة، ومجمعات سكنية أخرى بمجموع حوالي 600 عائلة، موزعة على إقليم البلدية، منها موقع "الدشرة" أمام شاطئ البحر، وبجوار مقر الدرك الوطني ب"سي الحواس"، وفي "ديار الغرب" القديمة والجديدة، التي ينتظر سكانها الترحيل، بينما ستستفيد البلدية من العقارات التي سيتم استرجاعها بعد إعادة إسكانهم. مشاريع تنموية هامة لمناطق الظل بخصوص مناطق الظل، ذكر المسؤول الأول على البلدية، أنها تضم منطقتين مصنفتين فعليا ضمن مناطق الظل، وهما منطقة "سي بوعلام العلوي"، ومنطقة "بوظهر"، التي انتهت بهما الأشغال سنة 2020، من حيث تعبيد الطرقات، والإنارة العمومية، وإيصال قنوات الصرف الصحي، والربط بالغاز والكهرباء، فضلا عن المجمعات السكانية المتواجدة بالمستثمرات الفلاحية المتناثرة عبر الأراضي الفلاحية، التي انطلقت بها أشغال الربط بقنوات الصرف الصحي في العهدة السابقة، والتزويد بالمياه الصالحة للشرب والإنارة العمومية، حيث تمت تغطية كل الأحواش، على أن تتواصل الأشغال السنة الجارية، على مستوى 5 مجمعات بالمنطقة الجنوبية لعين طاية، منها حي "الشاطو" الذي تجري به أشغال التوصيل بقنوات الصرف الصحي، مزرعة "علي خوري"، مزرعة "علي حمدان"، ومزرعة "زرار"، ومزرعة "العربي عبد السلام"، كما سيتم توفير الإنارة العمومية، وتسوية مشكل العدادات الكهربائية المشتركة بين عدة عائلات. أما فيما يتعلق بغياب المياه الصالحة للشرب بمزرعة "بوقرة 1"، فيسعى المجلس إلى حل هذا المشكل خلال السنة الجارية، حيث انطلقت الأشغال مؤخرا، وستنتهي قريبا، لتزويد السكان بهذه المادة الحيوية، فيما سيتم ربط 3 أحياء أو 4 أخرى بقنوات الصرف الصحي السنة الجارية. انطلاق أشغال تهيئة الأرصفة بعدة أحياء أما بالنسبة لقطاع الأشغال العمومية، فقد سجل رئيس بلدي عين طاية، مشكل اهتراء الطرقات، خاصة على مستوى حيي "سي الحواس" و"ديار الغرب"، حيث تم إعداد البطاقة التقنية لهذا المشروع، في انتظار الحصول على التمويل من الولاية لتجسيده ميدانيا، بسبب ضعف ميزانية البلدية، كما انطلقت أشغال تهيئة الأرصفة على مستوى طريق بن مهيدي، إلى غاية المدرسة العسكرية متعددة التقنيات، ومن قاعة الرياضة إلى المحول الاجتنابي. تعميم التدفئة المركزية بالمدارس على صعيد آخر، وبالنسبة لقطاع التربية، يسعى المجلس الحالي إلى تحقيق العديد من المكاسب في هذا المجال، منها تزويد كل المدارس الابتدائية على مستوى إقليم البلدية، والبالغ عددها 13 مؤسسة، بالتدفئة المركزية والطاقة الشمسية، حيث يحرس المسؤولون المحليون، حسب ما أكده رئيس البلدية، على تجسيد مشاريع في إطار تحسين ظروف تمدرس التلاميذ، إذ تم إلى حد الآن، تزويد 4 مدارس بالتدفئة المركزية، و4 أخرى بالطاقة الشمسية، على أن يتم تزويد 3 مدارس أخرى السنة الجارية 2022 بهذه الخدمة. كما تم إلى حد الآن، تزويد 4 مدارس بالتدفئة المركزية، و4 أخرى بالطاقة الشمسية، على أن يتم لاحقا تزويد 3 مدارس أخرى في السنة الجارية 2022 بهذه الخدمة. إعادة تهيئة شاملة للمؤسسات التربوية القديمة سطرت مصالح بلدية عين طاية، برنامجا من أجل إعادة تهيئة أغلبية المدارس الابتدائية، التي يعود تاريخ إنجازها للحقبة الاستعمارية، حيث تم تهيئة بعض المدارس، على غرار مدارس بن مهيدي، وابن باديس، وحسيبة بن بوعلي، ومدارس أخرى ستخضع للتهيئة خلال السنة الجارية. كما تحصلت البلدية على إعانة بمبلغ قدر بحوالي مليار و900 مليون سنتيم من ولاية الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالنوافذ التي تحطمت وتدهورت وضعيتها كثيرا. في هذا الصدد، أشار رئيس البلدية إلى وضعية مدرسة سي الحواس التي تدهورت كثيرا، وأصبحت غير صالحة لتمدرس التلاميذ، حيث سيتم تعويضها، من خلال مشروع إنجاز 9 أقسام، وعد والي ولاية الجزائر خلال زيارته للمنطقة بالتكفل به، وانطلاق الأشغال خلال السنة الجارية، التي ستشهد أيضا تدعيم النقل المدرسي بحافلتين، ليصل العدد الإجمالي إلى 7 حافلات لنقل تلاميذ الأحياء البعيدة، والمقيمين بالأحواش. مشاريع الشباب والرياضة حبيسة الأدراج على صعيد آخر، أشار نفس المتحدث، إلى مشاريع قطاع الرياضة التي أوكلت لمديرية الشباب والرياضة، والتي بقيت حبيسة الأدراج، ولم تنطلق إلى حد الآن، على غرار الملعب الجواري "ديار الغرب" القديمة، وإعادة تهيئة ملعب "حي الرمل"، وقاعة الرياضة بحي "ديار الغرب" الجديدة، التي لم تنطلق بها الأشغال أيضا، حيث طالب "مير" عين طاية برفع التجميد عن أشغال هذه المشاريع. مشاريع سياحية واعدة لجلب المداخيل من جهة أخرى، أشار رئيس بلدية عبن طاية، إلى 3 مخططات لشغل الأراضي على مستوى البلدية، التي تمولها مصالح إعادة التعمير لولاية الجزائر، والتي يعلق عليها المنتخبون المحليون آمالا كبيرة في جلب مداخيل وتسوية العديد من الوضعيات، من خلال وضع نظرة استراتيجية لمستقبل البلدية، في مجال التعمير والتوسع وتحديد نمط وطابع البلدية. في هذا الصدد، قدم المجلس -حسب المتحدث- اقتراحات لاتزال في طور الدراسة، منها الحفاظ على النمط العمراني، خاصة في المخطط رقم 14 الذي يوجد في الروتوشات الأخيرة، ويشمل وسط مدينة عين طاية، مع إنجاز مرافق سياحية من الجهة الجنوبية، لجلب مداخيل مالية إضافية، والتي تتمثل في مركبات سياحية وفنادق، واقتراحات أخرى ينتظر المصادقة عليها من قبل السلطات المختصة.