استقبل الفلسطينيون أول أيام شهر رمضان الكريم باستشهاد ثلاثة شبان برصاص قوات المحتل الاسرائيلي في جريمة بشعة أخرى تضاف إلى سجل جرائمه، المثقل بخروقات حقوق الإنسان والتي تريد إسرائيل تبييضها عندما يتعلق الأمر بقتل الفلسطينيين والاعتداء عليه بكل دم بارد ولكن تصبح إرهابا يثير استنكار العالم عندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم. ففي مشاهد صادمة، تتكرر يوميا وتزداد حدة مع حلول المناسبات الدينية على غرار الشهر الفضيل، أمطرت قوات الاحتلال فجر أمس بوابل من رصاص سيارة كانت تقل شبانا فلسطينيين بالقرب من مفرق بلدة "عرابة" جنوب مدينة جنين في شمال الضفة الغربية. وأكد شهود عيان أن جنود الاحتلال أمطروا السيارة بعشرات الرصاصات بشكل مباشر وأغلقوا المنطقة ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إليها بما أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين. وذكروا أن قوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المكان، منعت مركبات المواطنين من المرور في الوقت الذي دارت فيه مواجهات مع الشبان الذين تجمعوا في المنطقة أدت الى اصابة أربعة جنود إسرائيليين. وتأتي هذه الجريمة ساعات قليلة بعد استشهاد شاب فلسطيني آخر، أول أمس، في مواجهات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية خلال تظاهرات منددة بالتوسع الاستيطاني وبعد يوم من استشهاد ثلاثة آخرين في جنين والقدسالمحتلة. ورفعت قوات الاحتلال لتبرير جريمتها ورقة "الإرهاب"، ذريعة لتبرير جرائمها في حق الفلسطينيين والتي تعرف منذ أشهر تصعيدا خطيرا بتركيزها على فئة الشباب ضمن مخطط مفضوح لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها تارة عن طريق التصفية الجسدية وتارة أخرى، عن طريق التهجير. وأمام هذا الوضع الخطير، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن التصعيد الصهيوني اليومي والمستمر ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة "سيفجر الأوضاع". وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الكيان المحتل نفذ هجوما "مبرمجا" أدى إلى استشهاد الشبان الفلسطينيين الثلاثة، في الوقت الذي تسعى فيه أطراف عديدة تفادي التصعيد في شهر رمضان. واعتبر أبو ردينة أن سياسة المحتل تشكل "تهديدا وتحديا صارخا للشرعية والقانون الدوليين"، بما جعله يطالب قوات الاحتلال التوقف عن هذه الممارسات الخطيرة، التي تهدّد الأمن والاستقرار والهدوء، مشيرا إلى أن عمليات القتل يترافق معها استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في اعتداءات أكد أنها "لن تؤدي سوى إلى خلق مناخ من التوتر وعدم الاستقرار". وجاء تحذير الرئاسة الفلسطينية في نفس الوقت الذي أدان فيه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية جريمة اغتيال الشبان الفلسطينيين الثلاثة فجر أول يوم من شهر رمضان. ووصف اشتية الجريمة وما سبقها من عمليات قتل ترتكب خارج القانون بالجرائم "المروعة" التي توجب محاسبة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني قادة الكيان الصهيوني بالتوقف عن ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني والاستجابة لحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما طالب بتسليم جثامين الشهداء الثلاثة والإفراج عن المعتقلين. والمؤكد أن مطالب اشتية والرئاسة الفلسطينية لن تجد آذانا صاغية لا عند حكومة الاحتلال ولن يعيرها العالم أي اهتمام وهو الذي اعتاد الوقوف، موقف المتفرج أمام ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم قتل مروعة في حق الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم. ولكن هذا العالم نفسه لا يدخر جهدا للوقوف إلى جانب المحتل عندما يتعلق الأمر بدفاع الفلسطينيين عن أنفسهم وتنفيذ عمليات فدائية في قلب إسرائيل لتتجرع من نفس كأس المرارة الذي تسقيه يوميا للفلسطينيين منذ سبعة عقود كاملة.