ووري الثرى جثمان فنان المالوف العربي غزال، أمس الأربعاء، بمقبرة بلدية الخروب، بحضور جمع من أهله ومحبيه، وهو الذي يعد من أعمدة فن المالوف، ومن أحسن أبناء وشيوخ قسنطينة، بعدما أهدى حياته للفن والمالوف، وقد تعلم على يد المعلم والشيخ عبد القادر تومي، رحمه الله، ومثل الجزائروقسنطينة والمالوف في عدة محافل وطنية ودولية، إذ تغنى بالمالوف وتربى في أعرق حي بالسويقة في حومة الطبالة. كان الفنان العربي غزال، صاحب مسيرة فنية عمادها أكثر من نصف قرن، قد دخل المركز الاستشفائي الجامعي "ابن باديس" بقسنطينة، في بداية أفريل الحالي، بعدما تدهورت حالته الصحية، وبات في وضعية صحية حرجة، مما جعل وزارة الثقافة تتكفل به وتعمل على نقله إلى أحد مستشفيات الجزائر العاصمة، لكن الحالة الحرجة للفنان العربي غزال، الذي أسس بيت المالوف سنة 2019، جعلت الفريق الطبي المشرف على متابعة وضعيته الصحية، ينصح ببقائه في مستشفى قسنطينة، ليغادر الحياة، وهو الذي كرم مؤخرا، بمناسبة احتفالات عيد النصر 19 مارس، رفقة الفنان كمال بودة، من طرف السلطات المحلية بدار الثقافة "مالك حداد"، في حفل أحياه كل من الفنانين عباس ريغي، تواتي توفيق وعلي بناني. استهل العربي غزال مشوراه الفني منذ صغره، حيث كان تلميذا للراحل الشيخ عبد القادر تومي (1909-2005)، الذي يعد مرجعا لموسيقى المالوف، وعلى يده، تعلم حب هذه الموسيقى العريقة وأهمية المحافظة عليها، وكان الراحل عضوا مؤسسا ورئيس جمعية "بيت المالوف"، التي أنشئت للم شمل جميع مطربي الموسيقى الأندلسية بمختلف مدارسها، وضمان نقل هذا الإرث الفني للأجيال الشابة. بهذه المناسبة الأليمة، بعثت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي برقية تعزية، جاء فيها "بكثير من الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، الفنان محمد صالح غزال المعروف فنيا ب"العربي غزال"، ابن مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، بعد صراع مع المرض"، وأضافت" أمام هذا المصاب الجلل، أتقدم إلى عائلة الفقيد ولمحبيه وللأسرة الفنية والثقافية كافة، بأخلص التعازي الأخوية والمواساة الصادقة، داعية الله سبحانه وتعالى، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان".