تبدو مهمة منتخبات المجموعة السادسة، التي تنشط اليوم الرابع من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، الجارية حاليا بالدوحةالقطرية، والتي تستمر إلى غاية 18 ديسمبر القادم، في متناول الفرق المرشحة للفوز باللقب العالمي، على غرار إسبانيا وألمانيا، وسيكون عشاق الكرة المستديرة اليوم (الأربعاء)، في حالة ترقب لمعرفة هوية متصدر المجموعة، التي تمنح لصاحبها شحنا معنويا هاما، لمواصلة مهمة الدفاع عن الرهان إلى آخر محطة من المونديال، في حين يبدأ البرنامج التنافسي لحساب الجولة الثانية بمباراة المغرب – كرواتيا (11:00 سا)، مرورا إلى مواجهتي ألمانيا – اليابان (14:00 سا) وإسبانيا – كوستاريكا (17:00 سا)، وصولا إلى لقاء بلجكيا – كندا (20:00 سا). إسبانيا أمام كوستاريكا... رحلة البحث عن التتويج الثاني يأمل المنتخب الإسباني في التألق واستعادة ذكريات "جنوب إفريقيا"، التي توج فيها بلقبه الأول في المونديال عام 2010، وفي المقابل، يسعى منتخب كوستاريكا إلى تحقيق إنجاز جديد يفوق ما حققه في مونديال البرازيل 2014، قبل ثماني سنوات، عندما وصل إلى الدور ربع النهائي، في أفضل إنجاز له في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم. بعد خروجها من دور المجموعات في مونديال البرازيل 2014، ومن الدور الثاني في روسيا 2018، تشارك إسبانيا في منافسات كأس العالم قطر 2022، في محاولة لاستعادة الروح وإثبات الذات، وتعزيز لقبها المونديالي الوحيد بلقب آخر، في مشاركتها السادسة عشرة بالمونديال. ستحاول إسبانيا، التي غادرت مونديال روسيا 2018 من الدور الثاني، بعد خسارتها "في ركلات الترجيح" من الدولة المضيفة، استرجاع ذكريات جنوب إفريقيا 2010، متسلحة بجيل من اللاعبين الشبان، مدعم بآخرين من أصحاب الخبرة، يقوده المدرب لويس إنريكي. وتواجه إسبانيا، السابعة عالميا، وفق تصنيف "فيفا"، الصادر في أكتوبر الماضي، ألمانيا يوم 27 نوفمبر بملعب البيت في قمة منتظرة، قد تحدد بشكل كبير طبيعة المنتخب الذي سيتصدر المجموعة.. ثم تختتم مبارياتها في دور المجموعات بمواجهة اليابان في الأول من ديسمبر المقبل بملعب خليفة. من جانبه، لن تكون مهمة المنتخب الكوستاريكي المصنف 31 عالميا، والذي يشارك للمرة السادسة في نهائيات كأس العالم، والثالثة على التوالي، سهلة، بعدما أوقعته القرعة في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات إسبانيا وألمانيا واليابان، حيث يلتقي مع اليابان بملعب أحمد بن علي يوم 27 من الشهر ذاته، قبل أن يختتم مشواره في دور المجموعات بملاقاة ألمانيا بملعب البيت في الأول من ديسمبر المقبل. ورغم صعوبة مجموعته، نظريا، فإن المنتخب الكوستاريكي مازال يتذكر إنجازه في مونديال البرازيل 2014، عندما تأهل إلى الدور الثاني من مجموعة ضمت آنذاك منتخبات إيطاليا وإنجلترا والأوروغواي، ثم تجاوز اليابان في دور الستة عشر، قبل أن يخسر في الدور ربع النهائي من هولندا بضربات الترجيح.. لكن مشاركة كوستاريكا في مونديال روسيا 2018 لم تكن على قدر التطلعات، حيث ودعت البطولة من دور المجموعات، دون تحقيق أي فوز. منتخب المغرب... طموح الفوز على نظيره الكرواتي لن تكون مهمة المنتخب المغربي في ظهوره السادس في المونديال، سهلة أمام المنتخب الكرواتي، وصيف النسخة السابقة (روسيا 2018)، إلا أن كتيبة المدرب وليد الركراكي تتسلح بالعزيمة والإصرار من أجل الدفاع عن حظوظها، سعيا إلى تكرار إنجاز مونديال (المكسيك 1986)، عندما بلغ منتخب المغرب الدور الثاني، وخرج برأس مرفوع، بعد خسارة متأخرة أمام ألمانيا. كان المنتخب المغربي قد وصل إلى الدوحة في وقت مبكر، وبدأ التحضيرات التي تخللتها مواجهة ودية أمام منتخب جورجيا في الإمارات، انتهت بثلاثية مغربية، شكلت دافعا معنويا قبيل ضربة البداية، اليوم، أمام المنتخب الكرواتي. يعول المدرب الركراكي على مجموعة من أسماء كبيرة، تنشط في كبرى الدوريات الأوروبية، يأتي على رأسها أشرف حكيمي، ظهير فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، واللاعب السابق لإنتر الإيطالي وريال مدريد الإسباني، والذي اعتاد أن يسجل، رغم مركزه كظهير أيمن، حيث سجل 8 أهداف للمنتخب جلها في المباريات الأخيرة، فضلا عن نجم تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، ومهاجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري، إلى جانب العديد من اللاعبين المميزين في القائمة المغربية. في المقابل، يبحث المنتخب الكرواتي عن الانتصار من أجل تجنب أي مفاجأة قد تقوض من حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني، خاصة أنه سيلاقي في آخر مباراة في هذه المجموعة منتخبا قويا جدا، وهو المنتخب البلجيكي. ويعول مدرب منتخب كرواتيا زلاتكو داليتش، على نجوم يمتلكون خبرات كبيرة، على رأسهم نجم ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش، إلى جانب لاعب الإنتر بروزفيتيش ونجم تشيلسي ماثيو كوفاسيتيش. الألمان.. سعي لفك شفرة الكمبيوتر الياباني تحاول "الماكينات" في مباراة اليوم، بث الرهبة في نفوس المنتخبات المتواجدة في العرس العالمي، من خلال الظهور بشكل متميز في لقاء اليوم، وفك شفرة الكمبيوتر الياباني، والعبور بتلك المواجهة إلى بر الأمان، وتحقيق نتيجة كبيرة وتلاشي فكرة حدوث أي مفاجآت في هذه المباراة الافتتاحية. يقود الكتيبة الألمانية، هانزي فليك، المدرب الذي تولى مسؤولية قيادة الفريق في ماي 2021، بعد الظهور الضعيف للألماني في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، وخروجهم من الدور ثمن النهائي. يعول فليك على مجموعة من الأوراق الرابحة وأصحاب الخبرة، في مقدمتهم توماس مولر، ومانويل نوير لاعبا بايرن ميونيخ، فضلا عن المميز ماركو رويس مهاجم بوروسيا دورتموند، والصاعد كاي هافيرتز المتألق في هجوم تشيلسي الإنجليزي، وكل منهما لا يملك فرصة أحسن من المونديال لفرض نفسه وإعلان نجوميته. يأمل الألمان في تحقيق الفوز في مباراة اليوم، وقطع خطوة مهمة نحو التأهل إلى الدور الثاني في المجموعة الخامسة، وتدارك أي مواقف صعبة في المجموعة، قبل مواجهة كل من منتخبي إسبانيا وكوستاريكا ضمن المجموعة نفسها. على الجانب الآخر، تحاول اليابان تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل وعبور العقبة الألمانية، وتحقيق الانتصار الأول لها على منتخب "الماكينات" في تاريخ المواجهات التي جمعت بينهما، حيث سبق أن تواجها المنتخبان ودياً في مواجهتين، انتهت إحداهما بالتعادل الإيجابي (2-2)، والثانية بفوز ألمانيا (3- صفر)، ولم يسبق لهما المواجهة في نهائيات كأس العالم من قبل. سيحتاج المنتخب الياباني إلى أن يتسم بسرعة في الهجمات المرتدة، لاجتياز ألمانيا وانتزاع النقاط الثلاث منها، أو على الأقل خطف نقطة التعادل. ولن يكون أمام لاعبي اليابان، سوى محاولة إنهاء عقدة الخروج المتكرر، سواء من الدور الأول أو ثمن نهائي البطولة، وهو ما ظهر واضحا خلال المشاركات الست الماضية لهم، لذا فإن أملهم هو التأهل لربع نهائي النسخة القادمة. يعتمد المنتخب الياباني، تحت قيادة مدربه هاجيمي مورياسو، على مجموعة من الأوراق الرابحة في صفوفه، أبرزهم يويا أوساكو مهاجم ميونيخ 1860، هداف الفريق في التصفيات برصيد 10 أهداف، فضلا عن تاكومي مينامينو جناح نادي ليفربول الإنجليزي السابق المنتقل إلى موناكو الفرنسي، بالإضافة إلى كل من مايا يوشيدا، وتاكيهيرو تومياسو، وأياسي أويدا وجونيا إيتو. بلجيكا أمام كندا.. رغبة في الانتصار يسعى المنتخب البلجيكي، أحد المرشحين للعب دور المنافس على اللقب، للخروج من مواجهة الافتتاح بأول انتصار، يضمن له تصدر المجموعة، والسير قدما على طريق المنافسة في البطولة، فيما يطمح منتخب كندا للخروج بأفضل نتيجة، بغية البقاء في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور التالي عن المجموعة، التي تضم أيضا كرواتيا والمغرب. تبدو حظوظ المنتخب البلجيكي بقيادة مدربه الوطني روبرتو مارتنيز، أقوى في الظفر بنتيجة المواجهة بالنظر إلى خبرته الكبيرة في منافسات الكأس العالمية، التي شهدت تواجده 14 مرة، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من أبرز اللاعبين على مستوى أوروبا والعالم، يتقدمهم كيفن دي بروين لاعب فريق مانشستر سيتي وايدن هازارد لاعب ريال مدريد، في حين يفتقد للهداف روميلو لوكاكو لاعب إنتر ميلان بسبب الإصابة. في المقابل، يحتفظ منتخب كندا بقيادة مدربه الإنجليزي جون هيردمان بحظوظه في مقارعة منافسه الأوروبي الأقوى، صاحب التصنيف الثاني عالميا بعد المنتخب البرازيلي، خصوصا في ظل تطوره في الآونة الأخيرة، والشاهد هو تأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية بعد 1986 في المكسيك، من موقع الصدارة في التصفيات المؤهلة لمنتخبات دول أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي "الكونكاكاف"، وأيضا امتلاكه لاعبين متميزين، على غرار كايل لارين متصدر هدافي تصفيات الكونكاكاف بستة أهداف، وجوناثان ديفيد وصيف متصدر الهدافين بخمسة أهداف. تعد هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين، خلال تاريخ بطولة كأس العالم، فيما التقيا في مواجهة وحيدة ودية في جوان 1989 في كندا، وانتهت بفوز المنتخب البلجيكي (2-0). سارابيا لوكالة "فرانس برس": ألمانيا الأقوى في مجموعة إسبانيا يعول المنتخب الإسباني خلال مشاركته في مونديال قطر 2022، على الأداء الجماعي، في ظل غياب المواهب الفردية، ضمن مجموعة تضم ألمانياوكوستاريكا واليابان. وقال بابلو سارابيا نجم الماتادور لوكالة "فرانس برس": "قوة إسبانيا في روح المجموعة، هناك تفاهم كبير بين الشباب وعناصر الخبرة"، مضيفا: "لن أقوم بتحديد نسبة مئوية بشأن فرص التأهل، نعتزم التعامل مع كل مباراة على حدة، وبلوغ مرحلة خروج المغلوب كمتصدرين للمجموعة.. المباراة الأولى ضد كوستاريكا ستكون مهمة، وبعد ذلك سنتعامل مع الأمور بشكل تدريجي". ونوه: "ألمانيا الأقوى في المجموعة، لكننا في كأس العالم، الفرق قدمت كل شيء من أجل أن تكون هناك". ولفت: "لدينا طريقتنا في اللعب، من خلال الاستحواذ على الكرة وشغل المساحات بشكل جيد مع التحلي بالواقعية". وشدد: "تطبيق أسلوب اللعب الخاص بنا، يمنحنا فرصة أكبر للفوز، وبعدها في الأدوار الإقصائية، هناك العديد من المنتخبات القوية بينها البرازيل، كما أن فرنسا تنافس بجدية". وأوضح: "مونديال قطر مختلف، لأنه يقام في منتصف الموسم، لكن علينا التكيف مع الأمر، لا يمكننا التذمر، لأن الظروف ذاتها تنطبق على الجميع". وأتم: "قمنا بكافة التحضيرات من أجل الوصول إلى قطر بأفضل جاهزية ممكنة، ولا نفكر سوى في اللعب".