قرّر آلاف اللاجئين الأفارقة المتواجدين بالمغرب العودة إلى بلدانهم هربا من بطش القوات المخزنية التي صعدت من ممارساتها القمعية بحقهم منذ مأساة 24 جوان الماضي على الحدود المغربية-الاسبانية، والتي خلفت مقتل 37 مهاجرا إفريقيا من جنوب الصحراء جراء استخدام العنف المفرط وغير المبرر ضدهم. وذكر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة، أن مأساة الناظور مليلية دفعت 4747 مهاجر إفريقي ممن وصلوا إلى المغرب على أمل الوصول إلى أوروبا، لاتخاذ قرار العودة لبلدانهم الأصلية. وأوضحت المنظمة في السياق أن المهاجرين قرّروا أو أجبروا على اتخاذ قرار التخلي عن حلم الفردوس الأوروبي، بسبب أساليب الإكراه التي سلطتها عليهم السلطات المغربية وخطورة العبور إلى الضفة الأخرى. ونظم المهاجرون الأفارقة بالمغرب في الآونة الاخيرة وقفات احتجاجية أمام مقر منظمة اللاجئين بالعاصمة الرباط، عبروا من خلالها عن صدمتهم لما يتعرضون له في المملكة على يد قوات الأمن المخزنية، مؤكدين أنهم يعيشون في "رعب" ولم تعد تحميهم حتى أوراق اللجوء بعد أن أصبحت الشرطة المغربية تطاردهم في كل مكان. وقال مهاجر سوداني، إن المستشفيات ترفض علاج المرضى الأفارقة وتطردهم بما فيهم الذين أصيبوا في مأساة الجمعة الأسود عندما تصدت القوات المغربية بعنف لنحو 2000 منهم عند محاولتهم اجتياز السياج الفاصل باتجاه جيب مليلية الإسباني. وأضاف لقد "أصبحنا نتعرض للقتل والنهب والمطاردة والضرب"، مؤكدا أن أوراق اللجوء لم تعد تحميهم من بطش القوات المغربية التي تقوم بتمزيقها، مستنكرا "الانتهاكات الجسيمة" التي يقوم بها الأمن المغربي والتي تتنافى والالتزامات التي وقعت عليها الدول في مجال حماية حقوق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "فرع الناظور"، قد كشفت عن جرائم ارتكبتها القوات المغربية بحق المهاجرين الأفارقة الناجين من مذبحة الناظور مليلية على الحدود المغربية-الاسبانية، حيث "يتم سلب المهاجرين من كل ما لديهم من هواتف وأموال". كما وثقت مقاطع فيديو مطاردة عناصر الأمن المغربي للمهاجرين الأفارقة في الشوارع والاعتداء عليهم بالضرب والسب والشتم. وكذا اقتحام بعض المساكن المتواضعة التي تأويهم ساعات الفجر وتكسير كل المقتنيات بما خلف حالة رعب كبيرة وسطهم. والأخطر أن السلطات المخزنية أصبحت تحرض الجميع على عدم توظيف المهاجرين الأفارقة أو حتى استقبالهم في المستشفيات والمطاعم والمقاهي. كما تقوم بتلفيق التهم للزج بهم في السجن. يذكر أن تقريرا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، صدر السبت الماضي، سجل "خروقات جسيمة" و«انتهاكات خطيرة" في "المحاكمات الجائرة" التي أقامها المخزن بحق طالبي اللجوء الأفارقة المعتقلين على خلفية مأساة الجمعة الاسود والتي وصلت الى حد "التزوير" لإدانة هؤلاء المعتقلين ب«تهم ملفقة وثقيلة".