تفتتح، مساء اليوم، بالمركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران، وقائع الطبعة السابعة من كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، التي تشرفت باحتضان مباريات المجموعتين الرابعة، التي تتكون من منتخبات ماليوأنغولا وموريتانيا ، والخامسة التي تتشكل من الكاميرونوالكونغووالنيجر. ومنذ اختيارها كحلقة أساسية في تنظيم جانب هام من "شان 2022"، صوبت اللجنة المنظمة بوهران برئاسة ياسين بن حمزة (قطب وهران)، اهتمامها لتجهيز ما هو مطلوب، ونجحت في ضبط كل الأمور، ووضع كافة الترتيبات، حتى تكون إقامة الوفود الإفريقية في "الباهية" في ظروف أكثر من مريحة، وشملت التحضيرات لهذا الموعد الإفريقي جميع الجوانب، بداية بتجهيز وتزيين ملاعب المنافسة والتدريبات، وضبط مخطط التأمين الصحي والأمني للمنافسة ومنشطيها، وكذا برنامج سياحي وثقافي يعرّف بمدينة وهران لدى الضيوف الأفارقة، كما كان الشأن عند الوافدين من حوض المتوسط الصائفة الماضية، بمناسبة احتضان وهران للطبعة 19 من الألعاب المتوسطية. بالإضافة إلى حجز فنادق فخمة للمنتخبات المتنافسة، والرسميين والحكام، وعموما اهتمت اللجنة المنظمة، بكل الأمور امتثالا لتعليمات ممثلي الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعالجت كل تحفظاتهم بما جلب الارتياح للجميع في الأخير. على أن استضافة مدينة وهران لجانب من هذا العرس الإفريقي، سيعود بالفائدة عليها وشبابها، حيث تضاعفت الإمكانيات بها، سواء من حيث تعزيز القاعدة الفندقية، أو بناء مرافق جديدة، فضلا عن رد الاعتبار للمدينة، خاصة من جانب النظافة، بما يتيح للرياضيين المحليين ممارسة واسعة ومريحة مستقبلا.وكانت هذه المرافق الرياضية والفندقية، قد حظيت أول أمس، بزيارة أخيرة لكريستيان إينوروا، المكلف بالأمن بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، للوقوف على آخر الترتيبات لانطلاق العرس الإفريقي بوهران ، بمباراتي مالي ومنتخب انغولا عن المجموعة الرابعة، والكاميرونبالكونغو عن المجموعة الخامسة. سيافي: وهران جاهزة لاحتضان ضيوفها الأفارقة أكد ياسين سيافي، مدير الشباب والرياضة لولاية وهران ل"المساء"، أن مدينة وهران جاهزة لاحتضان نصيبها من منافسة البطولة الإفريقية للأمم للاعبين المحليين، وكل التحضيرات قد استوفت وأضح سيافي، أن اللجنة المنظمة سخرت كل الإمكانيات اللازمة، لإنجاح الحدث القاري ب"الباهية". كما أفاد المسؤول الأول عن قطاع الرياضة في وهران، عن تجهيز وتزيين أربعة ملاعب للمنافسة الرسمية والتدريبات، ويتعلق الأمر بملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود"، ببلقايد، الذي سيحتضن المباريات الرسمية، وميدانيين ملحقين بذات المركب، وآخر بمركب "كاسطور" مخصصين لتدريبات المنتخبات، كما تم حجز فنادق "خالد فوندوم" و"الباشا" و"رودينا" و"وهران باي"، و"أزاد" لاستضافة ضيوف عاصمة غرب البلاد، علما أن أول منتخب حل بوهران، كان المنتخب الكونغولي، وسيكون منتخب النيجر آخر الملتحقين غدا مساء. كما كشف سيافي، عن ضبط برنامج تنشيطي وترفيهي متنوع مع كل الحركة الجمعوية، وبالتنسيق مع أطياف المجتمع المدني، مؤكدا أن اللجنة المنظمة بوهران، تجتهد في جعل ضيافة المنتخبات الإفريقية أحسن ذكرى لديهم، بضبط كل الترتيبات الخاصة بهذا الموعد الإفريقي الهام. رهان وهدف واحد: نيل التاج الإفريقي أما من ناحية الرهان الرياضي، فلاشك أن هذه الطبعة ستكون قوية ومثيرة، بالنظر للمنتخبات المتواجدة، وعددها المرتفع (16)، وهذا لأول مرة في تاريخ كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وستكون مدفوعة بحماس تشريف ألوانها و الظفر بالتاج الإفريقي، مستندة على التحضيرات الجيدة والجدية التي خاضتها في الخارج، وتحديدا في تونسوالبرتغال ومصر. المجموعة الخامسة : الكاميرون – الكونغو، الساعة 00 : 20 .. بين الثأر والتأكيد اللقاء الذي سيجمع بين منتخبي الكاميرونوالكونغو على أرضية ملعب ميلود هدفي بوهران، بداية من الساعة 20:00، لحساب الجولة الأولى للمجموعة الخامسة، يبدو متكافئا للوهلة الأولى، ولو أن الترشيحات تميل إلى منتخب الكاميرون، الذي أنهى الطبعة السابقة ببلاده رابعا، في حين أقصى منتخب الكونغو في الدور ربع النهائي. مواجهة المنتخبين في "شان" الجزائر، تحمل رغبة ثأرية للكاميرون، الذي كان أقصي على يد غريمه الكونغولي في الدور الأول لطبعة سنة 2018 وبنتيجة (0/2)، وسيحاول استغلال اختلال أداء منتخب الكونغو، الذي فقد بعض اللاعبين الذين يعدون ركائزه الأساسية، بعد تفضيلهم خوض تجارب احترافية خارج وطنهم، زيادة على أن المجموعة الكاميرونية، ستكون مدعومة بلاعبين قويين، سبق لهما وأن شاركا ضمن المنتخب الأول في كأس العالم الأخيرة 2022 بقطر، وهما مارو سوايبو، ونغوم مبليكي. ويقود منتخب الكاميرون اللاعب الدولي السابق أليوم سايدو، الذي خلف زميله مارتان نتونغومبيل، الذي بلغ ب"الأسود غير المروضة" الدور ربع النهائي في الدورة السابقة، التي جرت بالكاميرون، وهي ذات الحصيلة المسجلة سنة 2016 برواندا. وكان المنتخب الكاميروني، قد استعد للمنافسة القارية بوهران، بداية بداخل البلاد وتحديدا بياوندي، ثم بالجارة الشرقية تونس، التي أجرى بها ثلاث مواجهات ودية، تعادل في اثنتين بذات النتيجة أمام أوغندا (1/1) وكوت ديفوار، وفاز في الثالثة على السودان ب(2/0). وقال اللاعب موكوك، عن مشاركة بلاده في "شان " الجزائر: " سنحاول في البداية، تخطي الدور الأول، وسنتبع استراتيجية مقابلة بعد مقابلة، لا يمكنني توقع أي شيء غير أننا سنسعى إلى الذهاب بعيدا في المنافسة". هذا الطموح هو نفسه الذي يتسلح به منتخب الكونغو، بتأكيد مدربه جان إيلي نغويا أوباكاس، الذي صرح قائلا: "نعي جيدا التعليمات، بعدم خسارة المقابلة الأولى لأننا في مجموعة الموت، وهي تتكون من ثلاثة منتخبات فقط ، سنسعى إلى تخطي الدور ربع النهائي، وبعد ذلك سنفكر ". الأكيد، أن المتعة والإثارة ستحضران بالمجموعة الخامسة كنظيرتها الرابعة، فما على المتتبعين وهواة الفنيات الإفريقية سوى حجز مقاعد، بداية من اليوم ، بملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران. المجموعة الرابعة: مالي – أنغولا بملعب وهران، الساعة 00 : 17.. مواجهة غير متوازنة سيحاول المنتخب المالي، اليوم، قص شريط المجموعة الرابعة بانتصار أمام المنتخب الأنغولي، وبالتالي، إرسال إنذار للمنتخبات الأخرى، من أنه موجود في "الشان" لنيل اللقب الغالي، الذي ضاع منه في مناسبتين (2016 و2021)، وهذه النية، كشف عنها مدربه نوهوم دياني مباشرة، بعدما وطأت أقدام أشباله أرضية المطار الدولي "أحمد بن بلة" بوهران، مؤكدا على أنه الهدف الأساسي الذي من أجله حضر مجموعته، حتى وإن اعترف بصعوبة المهمة أمام منتخبات، قال بأنها قوية وصعبة الترويض . ويعول دياني في مشاركة بلاده الخامسة في "الشان" على تشكيلة مالية منسجمة، هي ذاتها التي خسرت نهائي سنة 2021 أمام المغرب (0-2)، باستثناء ثلاثة لاعبين فقط، ومرصعة بفرديات جيدة يتقدمها ماكان سمابالي المكون في أكاديمية جان مارك قيون، والنجم الواعد عصمان كوليبالي (20 سنة)، وعلى الاستعدادات الجدية التي خاضها، بداية بالتربص الأول بمالي، وأتمها بمدينة سوسةالتونسية، التي حضر بها لمدة 10 أيام، ولعب فيها مباريات ودية تحضيرية، تعادل في اثنين أمام نادي تونسي، وأوغندا بذات النتيجة (0/0)، وفاز في الأخيرة على جمهورية الكونغو الديموقراطية ب(1/0). للعلم، فإن منتخب مالي، انتقل الى مدينة وهران ب26 لاعبا، يتشكل أغلبهم من ثلاثة أندية مالية معروفة قاريا، حيث يلعب 10 لاعبين في نادي أس.ريال باماكو، و8 من نادي جوليبا باماكو، وآخرين من نادي الملعب المالي. الواضح أن "نسور" مالي، سوف ترمي بكل ثقلها لنيل الانتصار الأول، الذي سيمهد لها الطريق للتأهل إلى الدور ربع النهائي، على اعتبار أن منتخبا واحدا، يحق له المرور إلى هذا الدور، لكون المجموعة تتكون من ثلاثة منتخبات فقط، وهي مرشحة فوق العادة لذلك. ولقد كان محمد الحسان رئيس الوفد المالي إلى وهران، واضحا عندما كشف عن نوايا منتخبه في تصريح له بمطار "أحمد بن بلة" الدولي بوهران، حيث قال: "مالي وصيفة الطبعة السابقة، وعليه نسعى لأن نكون أبطالا في "شان" الجزائر، وأظن أن التحضيرات الجيدة، التي قمنا بها في باماكو وسوسةالتونسية، ستسمح لنا من تقديم أداء جيد في مجموعتنا بوهران". بالمقابل، سيعتمد منتخب أنغولا على ذخيرة بشرية، خليط بين أصحاب الخبرة، ولاعبين شباب مدفوعين بزخم معنوي، بعد تأهلهم الكبير على حساب جنوب إفريقيا، وبنتيجة عريضة (6/1) في لقاء الإياب، وبحماس محاولة تكرار سيناريو سنة 2011، عندما بلغوا المحطة النهائية، وخسروا اللقب أمام تونس بنتيجة (0/3). وكجل المنتخبات المشاركة ، استعد منتخب أنغولا ل"شان الجزائر"، واختار البرتغال التي قضى بها أياما، ولعب وديا أمام فريقين محليين وفاز عليهما، نادي أولهالسي (2/1)، وبنفيكا ب(1/0)، ويعول المدرب بيدرو غونزاليس، على ارتفاع نسق أداء مجموعته في مباريات التصفيات، التي مكنتها من كسب ورقة التأهل، وخبرة بعض اللاعبين على غرار المدافع أوغوستو دوغيسوس كورت، والمهاجم الشاب امبوروسينس انتانيو كاباكا سالفادور (20 سنة) وغيرهما.وقد ظهر طموح الأنغوليين في تصريح رئيس وفدهم خوزي كارلوس، الذي قال فور وصول منتخب بلاده إلى وهران: "هدفنا هو بلوغ الدور النهائي، وسنبذل كل جهدنا لنيل اللقب القاري ، لكن ستكون المنافسة قوية، وأتمنى أن يتوج بالتاج الأحسن والأفضل استعدادا وأداءا ".