تواصل مؤسسات المجتمع المدني الاسباني في الضغط على حكومة، بيدرو سانشيز، لحملها على تغيير موقفها المنحرف إزاء القضية الصحراوية، التي تعد مسألة تصفية استعمار باعتراف قوانين ومواثيق الشرعية الدولية نفسها. وفي هذا السياق، حث الاجتماع الأول لجمعيات التضامن والصداقة مع الشعب الصحراوي الذي احتضنته مساء الأحد الأخير، العاصمة الاسبانية مدريد، على ضرورة أن تقف إسبانيا موقفا مشرفا "بعيدا عن الابتزاز والتوظيف اللا أخلاقي" للقضية الصحراوية. وأكد ممثل جبهة البوليزاريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، في كلمة له بالمناسبة على الدور الذي تلعبه حركة التضامن مع الشعب الصحراوي، داعيا الى مواصلة الضغط وجعل القضية الصحراوية أولوية خاصة في هذه الفترة التي تتميز بتجاذبات ومواقف من شأنها التأثير إما إيجابا أو سلبا على مخطط التسوية الذي لا يجب أن يحيد عن مساره القانوني بعيدا عن التوظيف اللا أخلاقي لقضية تصفية استعمار لا يجب أن تحل خارج الشرعية الدولية. وناقش الحضور من رؤساء وممثلين لجمعيات الصداقة مع الشعب الصحراوي بمختلف المدن والمقاطعات عدة برامج رئيسية ، أهمها البرامج السياسية وكذا البرامج الإنسانية وعدة قضايا أخرى موجهة إلى مرافقة الزخم الذي تحظى به القضية الصحراوية. ودعا المشاركون الى ضرورة اغتنام فرصة اقتراب المواعيد الانتخابية الإسبانية الجهوية والعامة من أجل خلق التأثير الذي من شأنه أن يضع إسبانيا في موقف مشرف ويجعلها تتحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية والقانونية تجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة بالوقوف، الى جانب الشرعية والقانون الدوليين بعيدا عن أي توظيف أو ابتزاز أو مساومة. وتطرق الاجتماع الأول من نوعه الى تقييم البرامج التضامنية مع القضية الصحراوية التي شهدتها سنة 2022، والتي وردت في برنامج العمل المسطر من قبل. كما وقف عند جملة النجاحات والإخفاقات من أجل تطوير برنامج العمل التضامني للموسم الحالي والقادم. وفي إطار نفس الحملة، نظمت الجالية الصحراوية بالعاصمة الفرنسية باريس بساحة "تروكاديرو" وقفة تضامنية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وعلى رأسهم معتقلي "أكديم إزيك التاريخية". وعبر المتظاهرون خلال الوقفة عن إدانتهم للاحتلال المغربي الذي يواصل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة وعن شجبهم للصمت الدولي تجاه القضية الصحراوية. بالتزامن مع ذلك أطلق اتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، الحملة الدولية والصحراوية" لمؤازرة الطالب الصحراوي والمعتقل السياسي، الحسين البشير إبراهيم أمعضور، المعروف باسم "صدام" في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها منذ أربعة أسابيع بمعتقل الاحتلال المغربي "أيت ملول1" ضواحي مدينة أكادير المغربية. وجاء في بيان للاتحاد أن إبراهيم أمعضور، دخل في إضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 20 فيفري 2023 احتجاجا على الاعتقال التعسفي والاستهداف الممنهج والعنصري من قبل إدارة سجون الاحتلال المغربية ممثلة في موظفي سجن أيت ملول ومديره. وأعرب أعضاء الاتحاد عن قلقهم البالغ بشأن الوضع الصحي والمعيشي للحسين البشير ابراهيم أمعضور في سجن "أيت ملول 1"، حيث يخضع للاحتجاز التعسفي دون محاكمة عادلة ويتعرض للتعذيب والإهمال الطبي، اضافة الى حرمانه من حق الاتصال والزيارة مما تسبب في تدهور حالته الصحية والنفسية. وناشد الاتحاد كل الصحراويين والأجانب والإعلاميين من أجل الانخراط في هذه الحملة التي تهدف الى الضغط على سلطات الاحتلال المغربية وإدارة سجونه "من أجل تمكين المعتقلين السياسيين الصحراويين من كافة حقوقهم وعلى رأسهم الرفيق المضرب عن الطعام" من خلال مراسلة المنظمات الدولية والسفارات والقنصليات. وذكّر بيان اللجنة أن الحسين البشير ابراهيم أمعضور، من مواليد 1994 وهو طالب حقوق بجامعة إبن زهر بأكادير المغربية وناشط سياسي هاجر عبر قوارب الموت نحو إسبانيا طلبا للجوء السياسي سنة 2019، الا أن السلطات الإسبانية سلمته إلى نظيرتها المغربية. وحكم عليه قاضي الاحتلال ب12 سنة سجنا نافذة انتقاما من مواقفه السياسية الرافضة للاحتلال المغربي.