تستعد بلدية الشريعة بولاية البليدة لاستقبال زوارها؛ تحسبا لموسم الصيف؛ من خلال برمجة عدد من المشاريع الهامة التي تصب في ترقية الخدمات المقدمة لفائدة زوار الشريعة، والتي تستقطب، سنويا، أكثر من مليوني زائر خلال فترة الصيف فقط؛ هروبا من حرارة الصيف، وللاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة التي زينتها أشجار الأرز النادرة، والتي تساهم إلى جانب عدد من الأشجار الأخرى، في تزويد الجزائر بأكثر من ثلث الأكسجين المنتج على مستوى الحظيرة الوطنية للشريعة. تُعد غابة الشريعة من أهم الأقطاب السياحية على مستوى ولاية البليدة، وشهرتها تعدت الحدود الجغرافية للولاية. وهو ما يعكسه التدفق الكبير للزوار عليها من داخل الولاية وخارجها. ولعل فصل الشتاء وما ميزه من تهاطل كميات كبيرة من الثلوج، أثبت بما لا يدع مجالا للشك، شهرة الحظيرة الوطنية للشريعة، بعدما أصبحت صورها يجري تداولها من طرف مؤثرين عرب وأجانب، لعبوا دورا بارزا في إنعاش الفعل السياحي خلال تلك الفترة. وبحكم أننا نتحضر لاستقبال موسم الصيف، يقول رئيس بلدية الشريعة سمير سماعيلية وحتى تكون بلدية الشريعة في مستوى تطلعات الزوار من حيث الخدمات المقدمة لزوارها، "شُرع، مؤخرا، في إصلاح عدد من الاختلالات التي خلفتها الثلوج والأمطار المتساقطة خلال موسم الشتاء، والتي مست، بدرجة كبيرة، شبكة الطرق المؤدية من وإلى أعالي جبال الشريعة بسبب التدخلات؛ من أجل إعادة فتح الطرق"، إلى جانب، يردف المتحدث، "الشروع في إعادة تصليح كل ما يتعلق بشبكة الإنارة العمومية، التي تضررت بفعل الثلوج المتساقطة، والعمل على تنقية الطرق، والإشراف على حملات النظافة بالتنسيق مع بعض الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على نظافة الشريعة، والاهتمام بإعادة تقليم الأشجار الواقعة على ضفتي الطريق المؤدي إلى أعالي جبال الشريعة؛ حتى تكون معالمه واضحة، ولتجنب وقوع بعض الحوادث". وأهم ما يجري التأكيد عليه خلال العمل على التحضر لاستقبال الزوار في بلدية الشريعة، الحرص على نظافة جبال الشريعة بالنظر إلى الصعوبات الكبيرة التي تتكبدها المصالح المتخصصة؛ من أجل تنظيفها بسبب طابعها الجبلي، وبالتالي يصعب معه استعمال الشاحنات من أجل نقل النفايات، ولهذا يقول المتحدث: "يتم العمل على تنظيف غابة الشريعة بالاعتماد على عمال النظافة وبعض الجمعيات؛ من خلال التوغل في الغابة"، لافتا إلى أن عملية تنظيف جبال الشريعة، تتم بطريقة يدوية، وتحتاج إلى يد عاملة كبيرة، وهي غير متوفرة، وبالتالي فإن المطلوب من الزوار عند التوغل في غابة الشريعة، عدم رمي النفايات في الغابة، خاصة ما تعلق منها بالنفايات البلاستيكية، مشيرا بالمناسبة إلى أن بلدية الشريعة تعززت مؤخرا، بعتاد، تمثل في شاحنة لرفع النفايات، وبالتالي فإن المطلوب من الزوار فقط التحلي بالوعي، ووضع نفاياتهم على حافة الطريق؛ حتى تقوم المصالح المتخصصة برفعها، ومنه الحفاظ على جمال هذا الفضاء الطبيعي". بعث المخيمات الصيفية خلال الصائفة وحول إعادة بعث المخيمات الصيفية التي كانت بلدية الشريعة تقوم بكرائها لفائدة العائلات الراغبة في المبيت بأعالي جبال الشريعة والتي توقف العمل بها خلال العشرية السوداء، أكد المتحدث أن المساعي جارية من أجل إعادة فتح عدد من المخيمات الصيفية؛ حيث تم إعطاء رخص من أجل القيام بترميمات خاصة بعدد من المخيمات. ويُنتظر أن تستقبل هذه الصائفة عددا من العائلات الذين يتعاقدون مع المؤسسات التي تقوم بكراء هذه المخيمات لفائدة العمال المتعاقدين مع الخدمات الاجتماعية، مشيرا إلى أن الحديث على موسم الصيف ببلدية الشريعة، يقود إلى الحديث أيضا، على كيفية حماية الغابة من حرائق الغابات. وبحكم أن ولاية البليدة لم تشهد السنة الماضية تسجيل أي حادث حرائق، "فإن بلدية الشريعة هذه السنة، أثرت البرنامج المسطر في إطار حماية غابة الشريعة من الحرائق؛ من خلال تنسيق الجهود مع المجتمع المدني وسكان القرى على مستوى أعالي جبال الشريعة، الذين تحولوا إلى شركاء في العمل التحسيسي، بدون أن ننسى المجهودات التي تُبذل من الحظيرة الوطنية للغابات، ومحافظة الغابات، ومصالح الحماية المدنية والدرك الوطني، كلهم مجندون لتفعيل مخطط اليقظة لحماية المساحات الغابية من الحرائق". من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى الانتهاء، مؤخرا، من تهيئة عدد من المساحات العمومية، التي يُنتظر أن تتحول إلى فضاءات تستقطب إليها الزوار خلال الفترات المسائية، خاصة أن العائلات تميل إلى الجلوس في الساحات العمومية بالأمسيات وحتى في الليل، مشيرا بالمناسبة، إلى أن المساعي جارية أيضا "لإعادة بعث حظيرة التزلج التي يُنتظر أن لا يتم تفعيلها فقط خلال موسم الشتاء، وإنما يتم أيضا الاعتماد على غطاء التزلج الصناعي؛ إذ تم إعداد بطاقة تقنية من أجل تهيئة الفضاء، ليستقبل الزوار المحبين لهذه الرياضة حتى في فصل الصيف في انتظار الدعم المطلوب".